لم يعد خافيا ما قطعته مصر من أشواط على طريق «الخلجنة»، بفعل مناخ عام يقدس الريال والدرهم الخليجي حد العبادة، لكن يبدو أن القطار يمضي بسرعة البرق، كاسرًا كل الإشارات، ومواصلا اختطاف ما تبقى من فن مصري أصيل، ليقذفه في زحام طابور دافعي فاتورة مناخ (...)
لا يستبعد المرء وقوع عمليات إرهابية جديدة ضد الجيش والشرطة، كتلك المجزرة التي شهدتها سيناء مؤخرا، طالما لم تعيد الإدارة السياسية والعسكرية تقييم الحرب الدائرة على الإرهاب، ولم تقدم كشف حساب واضح وصريح لأكثر من عام ونصف على إعلان تلك الحرب، ولم تبدع (...)
بعد بضعة أشهر من اندلاع ثورة 25 يناير، اجتهد الأستاذ هيكل كثيرًا في قراءة واقع ملبد بالغيوم.. أبكر الرجل في استطلاع هلال أحداث اختلط فيها الدم بالنار بالصرخات.. واستنطقت خبرات السنين ظلالا من الحقائق التي نعيشها اليوم، فكان تشبيهه البليغ الذي قال (...)
في عام 2009، ومع احتدام الغليان بين أبناء الشعب المصري وفي أوساط القوات المسلحة ضد سيناريو التوريث، أراد نظام الرئيس المخلوع مبارك تمرير حلم التوريث بأي ثمن، حتى لو كان ب"الشُكك" على ظهر تذكرة التأهل للمونديال، ووصولا للمراد، كان أن تم تجييش موكب (...)
نشق ظلال الفرحة برذاذ الدموع فنسميها (دموع الفرح)، ونضحك حد التشاؤم شاهقين (اللهم اجعله خير).. ونختلس من وسط معاناة الحياة اليومية لحظات المتعة كل على طريقته في جمهوريته الملاكي، ويسحقنا القهر والاستبداد والفقر فنؤصل لعلم النكتة السياسية جذورا (...)
إنه أبو مصعب الزرقاوي.. أو أبو عمر الليبي.. أو ابو البراء المصري.. أو أبو بكر البغدادي أو سمه كما تشاء.. فتلك الكنى اختيرت بدقة لرؤوس الإرهاب لتعرفها بمنشأها العربي وتصكها بعناوين عواصم العروبة، حتى وإن تقرر تصدير عينة الفزع لعنوان غربي فستصبح (...)
يرى الرئيس عبدالفتاح السيسي في مشروع قناة سويس جديدة حلما جديدا يقيل مصر من أزمتها الطاحنة ويعيد تقديمها للعالم كوجهة اقتصادية واعدة، لكنه يدرك ويتمنى أيضا وكما يفهم من حوله أنه يسعي نحو حفر مجرى جديد في أحلام الزعامة والمجد الشخصي، يعيد به وصل ما (...)
قبل سقوط نظام المخلوع مبارك بسنوات قلائل، أسر لي أحد الحراس الشخصيين لحاكم عربي باندهاشة من العجرفة والعنجهية حد القبح اللفظي التي يدير بها جمال (نجل المخلوع) تعاملاته الشخصية مع المحيطين به، فخلال زيارات مبارك لتلك الدولة أو استضافة مصر لحاكمها، (...)
قد يكون مفهوما ما قاله عراب الصهيونية تيودر هرتزل في نهايات القرن التاسع عشر من "أن اليهود الذين يريدون الدولة اليهودية ستكون لهم"، فقد كان في ذلك الخيال الصهيوني المبكر ما يمكن وصفه بأحلام مُجرمة مُحرمة بكيان قائم على أسس دينية عنصرية إقصائية، وهنا (...)
اقولها لكما من أعماق القلب..هي مصر.. وهو السيسي رئيسها الذي لن تخرس الألسن أو ترتعش الاقلام عن انتقاده، حتى وإن نعت اولكما ثورة 25 يناير بالمؤامرة وجيشت إعلامك للعودة بالتاريخ (مارش دير)، أو تصلبت يد ثانيكما مشلولتين على إشارة رابعة في حراك مغرض (...)
كم من خيبة أمل عنوانها هو الضعف، ليس ضعفا مصريا بمعناه المادي الضيق، لكنه ضعف معنوي إنساني عام يسود ويتسيد في المنحدرات، فتتجرد معه النخوة من آخر وأعز ما تملك من معنى وقيمة وجوهر، وتُرفع خلف أستاره أجهزة التنفس عن الكرامة الإنسانية "الميتة (...)
على طريقة عمليات المقاولات الفاسدة، أخفقت القبة الحديدية في حماية سماء الكيان الصهيوني من هطول صواريخ المقاومة الفلسطينية على رؤوس المستعمرين، وانكشفت مع الإخفاق زيف الدعاية الصهيونية لأغلى أكذوبة عسكرية بقيمة 210 مليون دولار، ولأن "الانطباعات (...)
لم نعد بحاجة إلى دفن الرؤوس في الرمال كالنعام، أو تجميل وجه صورة لا تكفيها مساحيق تجميل العالم، فقد مضى قطار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى آخر محطات تحرير الاقتصاد دون خجل أو تردد أو حتى استئذان ناظر المحطة، وأخضع الرئيس قومه قسرًا الى منتهى تجربة (...)
ترى حكومة السيسي في هذا المثل الشعبي الدارج (قطعه أحسن من نحته) أسرع وأقصر طرق الخروج من المأزق الاقتصادي، ومن ثم لا تهدر وقت في إجراء أكبر عملية سلق وتعبئة ممنهجة للاقتطاع من الأرزاق، وفي ذلك يبدو التفسير المنطقي لاستعجال مذابح الجزارة الاقتصادية (...)
لم تعد أزمة العلاقات المصرية الأمريكية هي حالتها الراقصة منذ ال30 من يونيو وحتى الآن، فنموذج الإجابة الأمريكي أو قُل توصيات مؤسسات الأمن القومي ومطابخ السياسات الأمريكية واضحة بأنك ان لم تستطيع بلوغ مصر الفوضوية التي تريدها، فلابد أن تسعى لبلوغ مصر (...)
انتفخت عضلات الأمريكي لعقود طوال ب"هرمونات" الذكورة المزيفة.. هرمونات حيوانية تُحقن تحت الجلد، فتنتفخ العضلات بعلامات الفتوة الكاذبة، وتبث في نفس صاحبها شعورا بقوة ديناصورية مفرطة، ويأخذها الناس بالظاهر فيهابونها لتتطاير سيرة سطوتها مع أحاديث (...)
من الصعب في مصر أن تراهن على (ذاكرة السمك) كمدخل لاسقاط الجرائم والانتهاكات الممنهجة بالتقادم.. فالتقادم لا يسقط الدعوى القانونية مهما طال الأمد، والذاكرة المصرية يقظة لتاريخ دعاواها ضد الظلم الى الأمد، حتى لو كان الحاجز الزمني بين جريمة التحرش في (...)
تحت وطأة الحاجة طرقت بابه طالبا مساعدته المالية في ظرفي المادي الصعب.. رد بدهاء ومكر قائلا: تأمرني (طال عمرك) فانت أخي وصديقي وجاري.. دس في جيبي بضع جنيهات مشددًا على أن احترام حق الجوار أمر لا بيع فيه ولا شراء.. ما أن غادرني الجار الماكر بعد إشارات (...)
يخطو السيسي اليوم أولى خطواته على أعتاب طريق الأشواك في قصر الاتحادية.. قد لا يكون مديونا لأحد كما رأى أو استقر في يقينه.. لكن ألغاز الامتحان الرئاسي أثقل من جبال الديون، حتى لو كان رجل اللحظة هو مارشال صعدت به أصوات متحمسة حد الرقص، وتفاءلت به (...)
لا يساور الفتى شك فيما يعانيه نفر من المناضلين و شيوخ وأبناء التيار القومي من ألم خفيف في الضمير جراء تناقض المُعتقد مع السلوك، والحلم مع الواقع، والقيم مع المتاح، لكن الخوف كل الخوف أن يصبح هذا التناقض كأسا للانتحار المعنوي تموت معه المصداقية، (...)
منذ أكثر من 7 أعوام، وخلال فترة عمل ثرية أعتز بذكرياتها في صحيفة (الوطن) العمانية، جمعتني جلسة حديث ودي مطولة مع الدكتور محمد يحيى مطر الخبير بالأمم المتحدة والمدير التنفيذ لمشروع الحماية ضد الاتجار بالبشر بجامعة جون هوبكتز الأمريكية، حيث أبدى (...)
لم يبد المرء ارتياحا لمصطلح "مرشح الضرورة" الذي نحته الأستاذ هيكل، في معرض الحديث عن المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، والمفارقة أنه لا حيلة للعقل إلا أن ينتبه وينصت باهتمام لرؤى وخواطر وتحليلات لا مهرب منها
إلا إليها، لم لا؟.. وهي بنت تجارب (...)
تعطف الأمريكي برفع الحظر عن 10 مروحيات من طراز "أباتشي"، جمدها أكتوبر الماضي بعد ثورة الشعب على حكم الفاشية الدينية في 30 يونيو، لكنه استبقى من أمارات غضبه ذيولا في تجميد عناصر أخرى من المساعدات العسكرية، لا بأس فتلك مشيئة البنتاجون و"السي آي ايه" (...)
وكأننا كنا بحاجة الى "حلاوة روح" لنتذكر كيف غرق الفن المصرى أو بالأحرى مصر بأكملها في أوحال الابتذال والاسفاف، فبدا صخب ذلك العمل الفاضح وكأنه زلزال بلا مقدمات أو استثناء لقاعدة، وزادت كوميديا المشهد مع محاولات تصدير الغضب ضد "مرارة الروح" وكأنه (...)
كدت أكذب أذني من هول ما سمعت وانا اشق ريقي بوجبة الافطار وانشط عقلي بخاطرة عفوية صباحية، لقد فاجأتني زوجتي بالقول "ابشر.. لقد اصبحت طابور خامس يا عزيزي!"، يا للمصيبة.. إنها المؤامرة التي طالما حاربها المرء بقلمه، حتى كادت تدمر أعصابه وتحرق شرايين (...)