أكد الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، أن من أعظم الوصايا النبوية التي ينبغي أن يتوقف عندها المسلم طويلًا، وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى اليمن، مشيرًا إلى أن معاذ كان شخصية عظيمة في الصحابة، يحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبًا خاصًا، وكان من الأربعة الذين أمر النبي بالأخذ عنهم في تلاوة القرآن، لما أوتيه من جمال الصوت والعلم، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه أعلم الأمة بالحلال والحرام. وأوضح الشيخ رمضان عبدالمعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى معاذ بن جبل يومًا وقال له: «يا معاذ، إني لأحبك»، مؤكدًا أن هذه الكلمة وحدها كافية لأن تهز القلوب، وأن مجرد تخيل أن النبي يقول لإنسان «إني أحبك» أمر يعجز اللسان عن وصف أثره، وقد قيلت هذه الكلمة العظيمة لمعاذ بن جبل رضي الله عنه. وأشار إلى أن معاذ خرج في مهمة دعوية عظيمة، بوصفه مندوبًا وسفيرًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن ليعلمهم دين الله، فكان رسولًا عن رسول الله، وفي هذه المهمة الجليلة أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بعدة وصايا عظيمة، من أهمها وأخطرها قوله: «واتق دعوة المظلوم»، محذرًا إياه أشد التحذير من الوقوع في الظلم. وبيّن الشيخ رمضان عبدالمعز أن النبي صلى الله عليه وسلم علل هذه الوصية بقوله: «فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»، مؤكدًا أن دعوة المظلوم لا تُرد، ولا يعوقها شيء، ولا يحجبها حجاب، فهي تخترق كل الحواجز، ولا يقف أمامها شيء، لأن الله سبحانه وتعالى يسمعها ويستجيب لها. وأضاف أن الظلم عاقبته وخيمة، مستشهدًا بالمعنى الذي قررته الشريعة في أن من يظلم وهو قادر، فإن عاقبة ظلمه تعود عليه بالندم، وأن المظلوم قد ينام وهو منتبه القلب، يدعو على من ظلمه، بينما الله سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾. وشدد الشيخ رمضان عبدالمعز على أن من أعظم الوصايا التي تكررت في القرآن والسنة طوال العام، من أول المحرم إلى آخر ذي الحجة، هي التحذير من الظلم، مؤكدًا أن هذا التحذير يشتد ويتأكد بصورة خاصة في الأشهر الحرم، التي عظّم الله شأنها، داعيًا الجميع إلى مراجعة النفس، ورد المظالم، والحذر من إيذاء الناس، لأن دعوة المظلوم سهم لا يخطئ. اقرأ أيضًا |