أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الظلم من أعظم الذنوب والكبائر التي حرمها الله تحريمًا قاطعًا، مشددًا على أن التحذير منه يتأكد بشكل خاص خلال الأشهر الحرم، التي خصها الله بمكانة وقدسية عظيمة. وأوضح عبد المعز، خلال حلقة من برنامج لعلهم يفقهون على قناة DMC، أن شهر رجب هو الشهر السابع من الشهور العربية، وهو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي التي أمر الله فيها بعدم ظلم النفس، مؤكدًا أن هذا النهي يشمل كل أيام السنة، لكنه يتأكد في هذه الشهور المباركة.
الظالم يقع تحت الوعيد الإلهي وأشار إلى أن الظلم سبب للبعد عن رحمة الله، موضحًا أن الله حرّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين العباد، وأن الظالم واقع تحت الوعيد الإلهي، حيث إن دعوة المظلوم لا يُردّها الله، وليس بينها وبين الله حجاب. وتحدث عبد المعز عن وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما بعثه إلى اليمن، محذرًا إياه من ظلم الناس، ومبينًا أن دعوة المظلوم تصل إلى الله مباشرة، وهو ما يعكس خطورة الظلم وعاقبته في الدنيا والآخرة.
الظلم ثلاثة أنواع وبيّن الداعية الإسلامي أن الظلم ينقسم إلى ثلاثة أنواع، أولها ظلم لا يُغفر وهو الشرك بالله، مستشهدًا بقول الله تعالى إن الشرك ظلم عظيم، وأن الله لا يغفر أن يُشرك به، مؤكدًا أن الشرك يحبط العمل ويؤدي إلى الخسران. كما استعرض عبد المعز ما ورد في القرآن الكريم من ذكر للأنبياء والرسل، موضحًا أن الله ذكر 25 نبيًا في كتابه من أصل 124 ألف نبي ورسول، وأن الله اجتباهم وهدى بهم البشرية، مشيرًا إلى أن الشرك لو وقع من أحدهم لحبط عمله، في دلالة على عدل الله وعدم المجاملة في قضية التوحيد. وأكد أن رسالة القرآن الأساسية هي تحذير الإنسان من الظلم بجميع صوره، والدعوة إلى العدل والتوحيد، والالتزام بأوامر الله في كل زمان ومكان، خاصة في الأشهر الحرم التي تمثل فرصة لمراجعة النفس والاقتراب من الله.