◄ المتهم: قطعت الجثة ل 4 أجزاء بخبرتي في الجزارة.. ورميتها جزء منها بالقمامة نظرة طويلة ألقاها «طه، وعلاء، ومنتصر»، على بلدهم، بينما يملأ ضجيج القطار الأفق، وتتحرك عرباته بسلاسة على القضبان الحديدية، تاركة خلفها محطة المنيا في صعيد مصر. كان ذلك قبل نحو 3 سنوات عندما بدأت رحلة الثلاثة إلى الإسكندرية للبحث عن مصدر رزق حلال، رحلة لم يملكوا فيه سوى جلباب وحذاء بالي، وأجنة وشاكوش، أدوات عمال اليومية. يوم الجمعة الماضي، عرف الشيطان طريقه إلى حيث يقيم الثلاثة، وخلال ساعات تحول "علاء" إلى جثة ممزقة ل 4 أجزاء، ويقبع "طه" قاتله خلف القضبان، بينما نجا "منتصر" من الانتقام الدموي. ◄ رحلة البحث عن الرزق عقب وصولهم الثلاثة من الصعيد، وبعد بحث طويل، استأجروا شقة تضم غرفتين وصالة في منطقة أبو يوسف بحي العجمي غربي الإسكندرية، أقام علاء في غرفة بمفرده وتقاسم طه ومنتصر الغرفة الثانية. مرت الأيام متشابهة على عمال اليومية الثلاثة، يخرجون كل يوم يجلسون على أرصفة حي العجمي، يترقبون السيارات المارة، حتى يأتيهم من يطلب نقل عفش أو هدم جدار أو أي عمل آخر لكسب قوتهم. ◄ اتهام بالسرقة في شقة البيطاش وقبل نحو عام طلب علاء من زميله طه أن يشاركه في نقل أثاث "عفش" سيدة من منطقة أبو يوسف إلى البيطاش، فرح طه كثيرًا بالرزق القادم له، ووافق على الفور بعد أن سأله عن المبلغ الذي ستدفعه الزبونة. "كان في 1200 جنيه في درج الكمودينو؟" سؤال باغتت به صاحبة الشقة "طه وعلاء" بينما أوشكا على الانتهاء من نقل العفش، ليسارع كلاهما بالرد: "والله ما أخدنا حاجة ولا شوفنا فلوس". ومع إصرارها على ما تقول، طلبا منها إبلاغ الشرطة وتفتيشهما أيضًا للتأكد من صدقهما، إلا أنها تركتهما يعودان إلى مسكنهما، داعية أن يعوضها الله عن المبلغ المفقود. ◄ بعد مرور عام كامل مرت أشهر على تلك الواقعة ونساها الجميع، حتى تغير الحال ب"علاء" وجلس معظم الأيام في الشقة ولم يعد يخرج معهما للعمل، وأصبح يستلف منهما مبالغ مالية للأكل والشرب دون رد. وفوجئ "طه" بعلاء يطالبه بمبلغ ال 1200 جنيه التي سرقها من صاحبة الشقة أثناء نقل العفش قبل سنة، إلا أنه أنكر اتهام صديقه قائلًا: "أنا مش حرامي" إلا أن الأخير أصر على موقفه. - المتهم أثناء تواجده حول مسرح الجريمة واحتدمت الأمور بينهما وتطورت إلى مشادة كلامية بأفظع الألفاظ الخادشة حتى هدأت الأمور، إلا أن علاء لم يتوقف طلب المبلغ واستمر في سب طه ليلًا ونهارًا آخرها في الشارع أمام المارة. اقرأ ايضا| عامل بالإسكندرية يقتل صديقه.. ويقطعه 4 أجزاء لإخفاء جريمته لم يستطع طه تحمل السباب والألفاظ الخادشة للحياء في حق والدته واتهامه له أمام المارة ب "الحرامي"، فسيطر عليه الشيطان، وأعمى عينه، ولم يعد يرى أمامه سوى الانتقام. ◄ حانت ساعة الانتقام أعد "طه" سكينتين إحدهما صغيرة وأخرى كبيرة، واشترى 3 أجولة من مخبز قريب، وأحضر رمال وأسمنت من أمام عقار قيد الإنشاء، يحركه الشيطان ويدفعه للانتقام الأعمى. وفي الساعة الموعودة، وعقب خروج زميلهم الثالث "منتصر" من الشقة صباحًا بحثًا عن عمل، أغلق طه باب العمارة وباب الشقة بإحكام ودخل إلى علاء غرفته وطلب منه التوجه معه إلى السيدة للتأكد من عدم سرقته للمبلغ المالي الذي يطالبه به بعد عام. ومع رفض الأخير، والذي كان يحدثه نائمًا، أخرج المتهم السكين الصغير وطعنه في رقبته وعاجله بإخراج السكينة الكبيرة من بين طيات ملابسه وسدد له عدة طعنات في البطن والصدر حتى تأكد من وفاته. ◄ تقطيع الجثة بخبرة جزار وبخبرة ودراية كبيرة في أعمال الذبح، اكتسبها من عمله سابقًا كطباخ وجزار، شرع المتهم في تقطيع جثة زميله ل 4 أجزاء، مستخدمًا السكينتين، قائلًا إنه كان يستخدم الأجنة والشاكوش الخاصين بالمجني عليه للطرق على السكينة عند تقطيع عظام الجثة- بحسب اعترافات المتهم. واستخدم الرمال والأسمنت في دفن جزء من الجثة بأرضية الشقة، ووضع جزء في جوال وألقاه بمقلب قمامة، ورمى جزء ثالث في حفرة بمنطقة رسلان، وتخلص من الجزء الرابع في عقار تحت الإنشاء. 9 ساعات كاملة استغرقها المتهم منذ شرع في ارتكاب جريمته وحتى الانتهاء من التخلص من كل أجزاء الجثة خشية افتضاح أمره، وعقب ذلك جمع أغراضه وعاد إلى محافظة المنيا. ولأنه لا يوجد جريمة كاملة، ورد بلاغ لقسم شرطة الدخيلة يتضمن العثور على أجزاء بشرية لرجل مجهول الهوية في مقلب قمامة بنطاق القسم، وتم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الجريمة. ◄ 7 مقاطع فيديو للجريمة وأسفرت جهود فريق البحث الجنائي عن تحديد هوية المجني عليه ويدعى "ع.ع.ص"، عامل باليومية وأن وراء مقتله زميله ويدعى "ط.ح.ع" عامل، بسبب خلافات بينهما. حل لغز الجثة الممزقة لم يكن صعبًا، إذ رصدت كاميرات المراقبة 7 مقاطع للمتهم أثناء تنفيذ جريمته يظهر فيها، حاملا جوال بلاستيكي ممتلئ، وعقب التخلص من الأجزاء الأولى، وآخر دون أن يحمل أشياء بيده، وأثناء خروجه من المخبز يحمل أجولة بلاستيكية، وحال توجهه لشراء مواد الأسمنت والرمال. وبعرضها على المتهم عقب القبض عليه بمحافظة المنيا وترحيله إلى الإسكندرية، اعترف بارتكابه الجريمة وأنه هو الظاهر في تلك الصور ومقاطع الفيديو، لتقرر النيابة العامة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.