اقولها لكما من أعماق القلب..هي مصر.. وهو السيسي رئيسها الذي لن تخرس الألسن أو ترتعش الاقلام عن انتقاده، حتى وإن نعت اولكما ثورة 25 يناير بالمؤامرة وجيشت إعلامك للعودة بالتاريخ (مارش دير)، أو تصلبت يد ثانيكما مشلولتين على إشارة رابعة في حراك مغرض للنيل من 30 يونيو، فمصر لن تكون صالة مزاد أو مزايدة رخيصة، وثقا انه لا جدوى من التربص بالسيسي وتصيد الإعلام المغرض الحاقد لهمساته أو الثناء المفرط غير المبرر وتهافت إعلام التضليل على التطبيل والتهليل لأنفاسه، ولا مستقبل لسباق سيارات مفخخة يسعى لتفجير كل صوت معارضة شريف في طريقه، فقد خبر المصريون الدرس وحفظوه عن ظهر قلب. ثقا أن تكرار السيسي لبعض من أخطاء مبارك لن تكون طريقك المفروش لاستعادة عرش مرسي أو الاعتذار لأيام مبارك، فالمصريون يتمنون النجاح للسيسي كما توسموه في مرسي وكما تنفسوه أملا طوال 3 عقود على مبارك، وفي كل عينة ثورية بعد 24 من يناير يكسر المصريون القاعدة كخصم عنيد وحكم صارم، خصم لأي تجربة تحاول اجهاض أحلامهم في مختبر المؤامرات، وحكم في ميادين تهدر بضمير الشعب ولو أصابتها بعض من أنفلونزا التآمر والطامع والجشع للسلطة والنفوذ. قرا عينا باليقين أن لعبة غرام وانتقام التي تمارسانها لن تجير المواقف وتخنق صوت الضمير على الرصيف، وتبتز على السكوت أمام حديث متكرر عن الاصلاح الاقتصادي، والذي طالما طالعناه في صحافة التسعينات كطقس يومي جف من الفساد والبطالة، لتمر تحت جنح ليله البهيم سياسات "نيوليبرالية" تخصخص وتفقر، واعلانات عن منتجعات وفنادق وسيارات فارهة ومطاعم فاخره، فيما القوة الشرائية للنقود وجوده التعليم والصحة في انخفاض، وكان الشئ الوحيد الذي يرتفع هو الأسعار، ففي نهاية عصر مبارك دروس وعبر! لن تكتم فزاعتا جماعتي مبارك والإخوان، ومؤامراتهما المحبوكة لاسقاط مصر، أصوات الصراخ بالمخاوف من الإفراط في تفزيع المصريين من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وما يمثله من اسقاط تاريخي على مرحلة شبيهة بالعقد الأول من عصر مبارك، حين صدرت توصياته لرؤساء حكوماته بربط الحزام والتقشف، وانتقلت عدوى الحديث عن ضروره اتباع المواطنين لسياسة تقشفية والتحلي بالصبر لعبور الأزمة، دون تحديد جدول زمني أو عائد واضح للصبر، بما تحول مع مرور الوقت إلى صبر على مرض انفجرت بعده مرارة الوطن. لن يصح أن يكون السكوت علامة استسلام ورضا أمام لعبة عض الأصابع بين فلول مبارك وبين فلول الإخوان، ولن يكون هذا الصراع الوضيع ابتزازا يخرس الألسن، ويمنعها عن التحذير من أن يكون صندوق (تحيا مصر) نسخة عصرية من حملة (في حب مصر) التي أطلقها مبارك 1985 داعيا رجال الأعمال للنهوض بمسئولياتهم الاجتماعية، وتحولت إلى دعوة عامة لحلب جيوب المصريين، وكوة في جدار الاقتصاد المصري تمرر جوقة من اصحاب المصالح والمنتفعين، الذين شكلوا بدورهم حلقة حديدية من الزبائنية السياسية، تدفع مصر ثمنها وتتجرع ويلاتها حتى اللحظة. لن توضع على قرص المقامرة أحلام المصريين بمشروعات قومية كبرى في لعبتكما الفلولية بامتياز، ولن يكون التهليل أو التجريح عن جهل هو رد الفعل، ففي تجربة توشكى ما يكفي من دروس وعبر وأجراس أنذار فوق رأس السيسي، تحذره من أن أحلام الوطن لا تكتب بالحبر السري أو تهبط بالبراشوت، وإذا كانت وعد العام لإنهاء مشروع قناة السويس الجديدة هو تحد تخوضه، فأنت المسؤول وحدك عنه، وإذا لم يسعفك عاما واحدا لإنجاز هذا الحلم، فأمامك أيضا فسحة من الوقت للتأمل حتى عام 2017، وهو التاريخ الذي حدده مبارك موعدا للإنتهاء من مشروع توشكى. أعزائي المباركيون والإخوان، ألتمس لكما الأعذار، ففي صراعكما على الماضي ما يكفي من أسباب للانشغال، انشغال بالشخوص والمصالح والأطماع، وليس بالسياسات والمواجع والأخطار، فقد يكتب الوطن أكثر من شهادة ميلاد إذا أراد أن يصحح المسار، ويكتب شهادة وفاة واحدة إذا ضاع وتفكك أو انهار، كلها أمور طي القدر لكن القدر الثابت من الحقيقة أن مصر كتبت شهادة وفاة أطماعكما بإزاحة مبارك ومرسي، وأي محاولة لإحياء الموتى واشفاء الأكمه والأبرص هي ضرب من الخيال، فقد ولى عصر المعجزات، وبقيت الحقيقة الوحيدة هي معجزة الإنسان المصري!!.. هل فهمتما الدرس؟!!