لم يكن نجاح ماراثون انتخابات مجلس النواب 2025 في محافظة بورسعيد وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لمنظومة إدارية متكاملة حولت الأحياء والوحدات المحلية إلى "خلايا نحل" تعمل وفق جدول زمني دقيق، فبعيداً عن مجرد فتح لجان الاقتراع، رسمت الأجهزة التنفيذية نموذجاً متخصصاً في إدارة اللوجيستيات الانتخابية، وضعت فيه خدمة المواطن وتسهيل حقه الدستوري على رأس الأولويات. موضوعات مقترحة بالانتشار الميداني والربط الرقمي.. بورسعيد تنجح في إدارة انتخابات النواب ضبط كميات من السلع واللحوم الفاسدة والسجائر المهربة بكفر الشيخ تحرير 109 محاضر تموينية للمخابز البلدية المخالفة بكفر الشيخ استراتيجية "الانتشار الميداني" والربط الرقمي ارتكزت خطة العمل التي قادها اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، على فلسفة "المتابعة اللحظية"، فلم تكتفي المحافظة بإصدار التعليمات من المكاتب، بل تحولت "الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة" إلى قلب نابض يربط بين الديوان العام وكافة الأحياء (الشرق، العرب، الضواحي، المناخ، والجنوب) ومدينة بورفؤاد. هذا الربط الرقمي سمح لغرفة العمليات المركزية برصد حالة 50 مقرًا انتخابيًا استقبلت أكثر من 544,015 ألف ناخب، والتعامل الفوري مع أي معوقات فنية أو خدمية في وقت قياسي، مما أضفى صبغة من الانضباط والشفافية على كامل المشهد. الأحياء.. "العمود الفقري" للتنفيذ اللوجيستي لعبت الوحدات المحلية دور "المنفذ الميداني" بامتياز، حيث تولت رؤساء الأحياء مسؤولية تجهيز المقار الانتخابية وتحويلها إلى بيئات لوجيستية متكاملة، شملت هذه المهام رفع كفاءة البنية التحتية، منها تأمين مصادر الطاقة البديلة (المولدات الكهربائية) لضمان عدم انقطاع التيار، ومراجعة وصلات المياه والتهوية في كافة المدارس المستضيفة للجان. التجهيزات الإنسانية برز "البعد الإنساني" في تجهيز ممرات خاصة لذوي الهمم (رامبات) وتوفير الكراسي المتحركة ومظلات الانتظار، مما ساهم في انسيابية حركة كبار السن وضمان كرامة الناخب، ولم يقتصر العمل داخل الجدران، بل امتد لتكثيف حملات النظافة ورفع كافة الإشغالات في الطرق المؤدية للجان، لتسهيل وصول المواطنين ومنع أي تكدسات مرورية. الحياد والجاهزية القصوى جسدت كتيبة العمل بمشاركة الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، واللواء عمرو فكري السكرتير العام، واللواء محمود الجبالي مدير الشبكة الوطنية، مبدأ "الحياد الإيجابي"، فقد انحصر دور الأجهزة التنفيذية في تقديم الدعم اللوجيستي للقضاة والمشرفين والناخبين، مع الالتزام الكامل بعدم التدخل في خيارات المواطنين، وهو ما عزز من ثقة الناخب البورسعيدي في نزاهة العملية. ختام الماراثون وحصاد الانضباط مع إعلان انتهاء التصويت، أثبتت التجربة في بورسعيد أن "الإدارة المحلية" هي الضمانة الحقيقية لخروج الاستحقاقات الدستورية بشكل حضاري، لتسجل نجاح المحافظة في تحويل التحديات التنظيمية إلى فرص لإثبات كفاءة الكوادر المحلية، مؤكدة أن العمل بروح الفريق الواحد بين الأمن والتنفيذيين والقضاء هو السر وراء هذه الصورة المشرفة التي تليق بعراقة المدينة الباسلة.