يُعد شهر رجب أحد الأشهر الحرم التي حظيت بمكانة خاصة في الإسلام، إذ جعله الله شهرًا للتوبة والرجوع إليه، ومرحلة تمهيدية روحية تسبق شهر رمضان المبارك، ويحرص كثير من المسلمين على الإكثار من الطاعات فيه، وعلى رأسها الصيام، لما يحمله من معانٍ إيمانية عميقة. مكانة شهر رجب في الإسلام يأتي شهر رجب ضمن الأشهر الحرم التي قال الله تعالى عنها: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا... منها أربعة حرم»، وهو شهر عظيم تُعظّم فيه الأعمال الصالحة، ويُستحب فيه الابتعاد عن المعاصي، لما له من أثر في تزكية النفس وتقوية الصلة بالله. حكم صيام شهر رجب لم يرد نص صريح يفرض صيام شهر رجب كاملًا، إلا أن صيامه يدخل ضمن صيام التطوع، وهو من الأعمال المستحبة، خاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في الأشهر الحرم، ويحث على اغتنام الأوقات الفاضلة بالطاعات دون تخصيص يوم بعينه بعبادة محددة دون دليل. فضل الصيام في شهر رجب يمثل الصيام في شهر رجب فرصة عظيمة لتعويد النفس على العبادة والانضباط، ويُعد وسيلة لتطهير القلب من الذنوب، وتقوية الإرادة، واستحضار معاني الإخلاص والاحتساب، كما يساعد الصائم على التدرج الروحي استعدادًا لصيام شهر رمضان. الآثار الروحية لصيام رجب يسهم الصيام في هذا الشهر في تهذيب السلوك، وتعزيز الصبر، والشعور بمعاناة المحتاجين، كما يمنح المسلم فرصة لمراجعة نفسه والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، خاصة مع الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن. رجب بوابة الاستعداد لرمضان ينظر كثير من العلماء إلى شهر رجب باعتباره محطة إيمانية تسبق شعبان ورمضان، حيث يبدأ المسلم فيه بتقويم سلوكه، والالتزام بالعبادات، والتقليل من التقصير، حتى يدخل شهر رمضان بقلب حاضر ونفس مهيأة للطاعة. ضوابط ينبغي مراعاتها يؤكد العلماء ضرورة الالتزام بالهدي النبوي، وعدم الابتداع في العبادات، مع الحرص على أن يكون الصيام في شهر رجب بنية التطوع، دون اعتقاد بخصوصية يوم أو عدد معين من الأيام لم يرد بها دليل شرعي.