أما و قد سطرتُ بقلمي، وفى ذات المكان منذ أسابيع عدة مقالاً ناقداً لفيلمٍ أهان صانعوه مهنةَ الطبِ وأصحابَها، وتعرضوا لتفاصيلِها المعقدة بجهلٍ شديد مما أفرز مِسخاً سينيمائياً يندى له الجبين، فقد أتيت إليكم اليوم وفى جعبتي عملاً فنياً وطنياً رائعاً، (...)
يجلس الواحدُ منا فى المآتم فى صمتٍ مُستمعاً إلى المقرئ وهو يُرتِّل القرآن على رَوحِ من مات. الكُلُّ صامتون يُنصتون، والبعض منهم قد أغلق عينيه مُنصتاً ومتمتماً بشفتيه مع الشيخ، والبعض الآخر يتلفت يميناً ويساراً كأنما هو يتطلع إلى مشاهدة المعزين وهم (...)
لم يكن علمُ الفتى بأمورِ الدين كما ينبغي، وكان ما فى جعبتهِ من علمٍ دينى لا يتعدى ما يحتاجه لقضاء الصلوات وصيام رمضان. وكان له من الأصحاب من هُم على النقيض، فمنهم من نشأ لأسرةٍ متدينه ونَهلَ من العلمِ الدينى وهو بين جدران بيته ومنهم من تَبحَّر فى (...)
ها هو جدنا الأكبر، أبو البشر آدم عليه السلام راقدٌ جسدُه فى الجنة, وقد تجمع حولَه الملائكةُ يتعجبون من هذا المخلوق من طين، وقد ظل بلا روح من الأعوام أربعين.
وحين خلقه الله، لم يقل له كن فكان كبقية الخلق، لكن خلقَه بيده ليُكَرِّمه ويُحصِّنه من (...)
عندما كنا أطفالاً نمارس فريضة الصيام، كانت لدينا عقيدة، بأن فلسفة الصيام كفريضة تنحصر فى وجوب مشاركة الفقراء إحساسهم بالجوع، كونهم فى الأغلب لا يجدون إلى أطايب الطعام سبيلاً.
ولكن دعونا اليوم ندلف بعقولنا إلى فلسفة ورؤية - قد تكون جديدة - لهذه (...)
أما وقد تَولَّيت فى مقالاتٍ سابقة الكتابة -وبإسهاب- عن الفرق بين المضاعفات الصحية الناتجة عن طبيعة المرض والمتوقعة فى العديد من الحالات الصعبة وحسب نوع المرض ودرجة تقدمه، وبين المضاعفات الطبية الناتجة عن الإهمال الوظيفى من قبل مقدمى الخدمة الطبية، (...)
قد نرى الحياةَ الدنيا - التى نعيشَها حتى نَلقى مَن خلَقها - مُدرَجةً تحت تصنيفاتٍ شتى وأشكالٍ مختلفة. فهنالك مجتمعات بشرية تنعم بظروفٍ حياتية مُحببة لقلب الإنسان، كما نجد فى الدول الاسكندنافية، وعلى النقيض نجد مجتمعاتٍ تَرزَح تحت وطأةِ ظروفٍ كتبها (...)
لا يا عزيزى القارئ، فإنك لم تخطيء وقمت بالقراءة فى عدد سابق، بل إن ما بين يديك ما هو إلا الإصدار الأخير من «الأهرام العربي».
صحيحٌ أننى كتبت مقالاً سابقاً بعنوان (عندما تنحرف العقول) تطرقت فيه للحوار عن أهمية العقل السليم والفكر القويم، لكى تستقيم (...)
لطالما كان العقلُ البشرى محيراً للبشر، ولطالما كانت تلك الكتلة من النسيج الرخو والقابعة فى غرفتها المحصنة من العظام القوية والتى أنشأها الخالق بتلك القوة، لتحمى هذا العضو المهم، لطالما ظلت مُعجزة فى أعين العلماء والمفكرين والفلاسفة.
ولا يدرك الواحد (...)
كان الزمان فى منتصف التسعينيات، وكانت جراحة القلب فى المحروسة قد انطلقت بقوة منذ عدة عقود على يد أساتذة مصريين كبار، ولكن كانت جراحات الشرايين التاجية لا تزال في حاجة إلى الكثير من التطوير على عكس جراحات الصمامات وجراحة الصدر التى كان لها تاريخ قوي (...)
يتناول أئمةُ الإسلامِ عِدةَ أمورٍ يَدعُون الناسَ إليها وتُوصف بأنها "فرائض على المؤمن". وهذه تنقسم إلى نوعين؛ "فرائضُ عين" والتى يتوجب على المؤمن أداءها دون غيره كالصلاة والصيام، و"فرائضُ كفاية" والتى إن أداها البعضُ عن الكُل تسقط عنهم كغُسل الميت (...)
طلب الجراح من الفريق أن يشاركوه فى الدعاء إلى الله أن يهيئ لدميانة أسباب الشفاء
كانت دميانة فى منتصف الأربعين وكان صمامها الأورطى هو الضحية للحمى الروماتيزمية
لم يكن الطريق الصحراوى بين القاهرة والإسكندرية، قد اكتمل تجديده فى تلك الفترة، وكان (...)
قد تبدو بعض المؤسسات أو الشركات او الهيئات فى المجتمع ذاتَ بريقٍ جذاب لضخامتها وغناها وتكالب الناس عليها. وقد نرى أصحابها بادين للعيان كأَهْلِ علمٍ ودينٍ وأدب. وعليه يصنع الناس الأساطير عنهم وعن مؤسساتهم. وقد ينجذب البعض لينضم إليها طمعاً فى أن (...)
كاتبُ هذا المقال سيموت وقُرَّاء المقال سيموتون، بل كل الكُتَّاب فى هذه الصحيفه سيموتون وكل من يقرأها ومن لا يقرأها سيموت، و ما هى إلا عدة عقود من السنين، وستمتلئ هذه الصحيفة التى بين يديك بكُتَّابٍ آخرين وتقرأها أجيالٌ تالية من البشر.
ومَثَلُ (...)
كنت فى طفولتى مهتماً بالكبار، وكان جدودى أصدقاءً لى، فقد كنت أُصغى لحكاويهم بالساعات. وفى زمن خلا من الكمبيوتر والتليفونات الذكية وصفحات التواصل، كانت زيارات الأهل والأصدقاء مرتعاً للأفكار ومصدراً مهما للمعلومات، فكم جلست صامتاً منصتاً فى مجالس (...)
الإدارة فنٌ وعِلم ... هكذا يُقال. و تختلف الإدارةُ فى مفهومِها وحجمِها وأصولِها تبعاً لطبيعةِ ما يُدار. فما بين إدارة مشروعٍ تجاريّ صغير إلى إدارة شركة كبيرة محلية أو أخرى دولية ذات فروعٍ متعددة فى أنحاء العالم، تختلف المعايير والطُرُق والفلسفة التى (...)
لم أكن يوماً ناقدا سينمائياً، ولا خبيراً بأمورها وإن كنت ذواقاً للإبداع السينمائى مثل معظم المصريين. ولكن عندما يتصدى فيلمٌ سينمائيٌ لقضيةٍ طبية، فواجبى أن أتصدى له أيضاً بالنقد والتحليل العلمى كَونه يَمَس مهنتى ومهنة الآلاف من الأطباء المصريين (...)
تخبرنا مَعاجِمُ اللغةِ العربيةِ عن معانٍ لغويةٍ عِدة لكلمة "السياسة". فإن اقترنت بمجال المال والأعمال، كأن نقول "سياسة البنك المركزي" مثلاً فيُقصد بها خطة البنك فى بيع الأوراق المالية وشرائها، لزيادة المتداول من النقود أو نقصه، إلى آخر ذلك من أمور (...)
كان ذلك اليوم هو الثالث على التوالى للدكتور «ع» فى الرعاية المركزة بذلك المستشفى المهيب القابع على ضفاف نيل المعادي. اختلس الدكتور «ع» هنيهة من الزمن، وأطل بعينيه من ذلك الشباك الصغير فى طرف الرعاية، سارحاً ببصره إلى النهر العريق، وإلى ذلك السيل (...)
أيٌّ مِنا، إن تمعَّن فيما حولَه من حياةٍ قائمة منذ خُلِقَ إلى هذه الدنيا وانزلق إليها من رحم أمهِ، ذلك الرحم الواجد الحاضن والمُكوِّن، وإن أعمل بصيرته - على فطرتها - فى منظومات هذه الحياة ومُسيراتِ أمورها، فسيدرك أنها خاضعة لقوانين وضعها الخالق (...)
تخبرنا سطورُ التاريخ الحديث والقديم عن دولٍ وحضارات اعتنقت الفكر الاستعمارى مُنذ نشأتها، ولطَّخت صفحات التاريخ بالدماء، وملأت مُجلداته السوداء بروايات السلب والنهب لثرواتِ الأوطان التى احتلتها بالقوة، لا لغرضٍ إلا فرض الهيمنة عليها وسَلب ثرواتِها. (...)
تظل عقولُ البشر مُحيّرة بما فيها من تعقيدٍ وتشابك. وتظل العقول تحتارُ فى أمرِ العقول. كما أن الله قد خلقنا على الفطرةِ السليمة، حيث ندرك بتلقائية ما هو الخير وما هو الشر، وكذلك ندرك ما هو صحيح وما هو خاطئ، فإننا أيضا ندرك من البشر من يمارس الخطأ وهو (...)
عندما تَجُول عيناك على المئات من العيادات و المستشفيات فى كل أنحاء المحروسة، وعندما تُدرك بالإحصائيات هذا الكم الضخم من المنشآت الطبية الحكومية و الخاصة، والتى تَرصَّعت بها خارطةُ مصرِ، فإنك تَعى فوراً حجم منظومتنا الطبية والتى بثقت من أعماقِ (...)
إذا ما دأب أحدُنا على متابعة أخبار العالم فى الصحف ونشرات الأخبار المرئية و المسموعة، وتلك المنتشرة فى عالم الإنترنت، فسيدرك أن العالمَ كُله فى صراعٍ طاحن .. سيدرك أن العالم كله فى حروبٍ، بعضها معلن وبعضها غير معلن، ولكن كلها غير محدد زمنه.. هذه هى (...)
بينما كان ذهنُه منشغلاً بصورة «سالم»، ذلك الطفل الصغير القابع على كتفِ أمه، فى جلبابٍ أزرقٍ داكن وقد تشوه وجهه الرقيق بعينين متورمتين، تنهال منهما إفرازاتٍ صفراء، كان الدكتور محسن يتطلع فى دهشة إلى ذلك الصرصور الضخم، وهو يزحف بثقة على عتبة المطبخ، (...)