يقول المثل الغربي الشائع "إذا عطست أمريكا, يُصاب العالم بالزكام", و لا عجب في هذا فهي الدولة الأهم في العالم و الأكثر حداثة و الأغني بمواردها الذاتية والأكثر تأثيرا في تحديد الخريطة السياسية العالمية وتفاصيل أحلافها والأكثر قدرة و نفاذا في حلحلة (...)
يخبرنا العلم أن الانسان كذوب بطبعه, فالفرد السوي قد يكذب في اليوم الواحد مرات ومرات دون أن يدرك, من الزوج الذي يطري علي قوام زوجته التي ولدت حديثا, إلي الصديق الذي يبالغ في تقدير عمل متواضع قام به صديقه, إلي إدعاء الأفراد البهجة الشديدة لقدوم رمضان (...)
في معرض الحديث عن حجم اقتصاد المؤسسة العسكرية لم أجد فيما كُتب –علي كثرته- شيئا متماسكا يعبر عن الحقيقة, ففي ناحية نري في الرواية الرسمية سواء تلك التي جاءت علي لسان الجنرال الحاكم أو علي لسان قادة المؤسسة أو المتحدث العسكري تناقضات جمة, فمن ناحية (...)
تابعت كغيري أزمة ألبان الأطفال التي تصاعدت فجأة, و لا أدري يقينا أكانت تلك الأزمة حقيقية أم مفتعلة, و تابعت ردود الفعل حول أمرها من المعارضين الذين أثاروا أسئلة جادة حول دور الجيش الذي وفّر فجأة 30 مليون عبوة بحسب تصريحات وزير الصحة, و هو أمر يدعو (...)
" قطر تعلّق آمالها على خمسة لاعبين من البلقان، واثنين من سوريا، وواحد من كوبا، وإسباني وفرنسي، للفوز بأول ذهبية لها في الأولمبياد", هكذا علّقت التليجراف البريطانية عن طموح منتخب قطر لليد في ريو !
الأمر لم يخلُ من حماس المعلقين العرب علي الفضائيات (...)
يبدو أن آفة ثورتنا هي التسطيح, وربما يكون مرد هذا هو الاستسهال أو الجنوح للشعبوية والرغبة في تبسيط الأمور التي دوما ما تبدو معقدة للعوام, وعلى ما يبدو هذا نبيلا أو عمليا فهو في الواقع يعكس أمرين, أولهما هو كيف ترى الطليعة المثقفة أو المدّعية (...)
بالماضي انتهت دول وإمبراطوريات وحضارات سواء بفعل الحرب أو بفعل الكوارث أو بفعل الزمن, وانتهت مجتمعات إنسانية قديمة صغيرة وكبيرة بعضها لم يجد له مكانًا حتى في كتب التاريخ, وبعضها الآخر خلّف وراءه آثارًا تعجز عن سرد مروية خاصة أو فلسفة في الحياة أو (...)
كان صباح عمل اعتيادي، كان يوم ثلاثاء، وأنا لا أكره الثلاثاء كثيرا، فهو ليس بيوم عمل شاق في العادة, و قد نلت حصتي من صداع بداية الأسبوع المزمن في اليوم السابق, غير أنني استيقظت بذات الصداع المزمن وكأنني أعاود بدء الأسبوع من جديد, نظرت إلي ساعة الحائط (...)
تقول الحكمة القديمة "تكلم حتي أراك", فكلامك قد يكشف عن مدي عمقك أو مدي تفاهتك, وقد يسأل سؤالا يحتاج إلى إجابة, وقد يطرح إجابة لسؤال محير, وقد يكشف كلامك جزءا من البقعة العمياء لدي غيرك, وقد يحكي جزءا مجهولا من قصتنا نحن البشر, لكن ليس لتلك الحكمة (...)
في صبيحة يوم الاثنين 16 مارس 2015 بعد ساعات من ختام فاعليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، كانت الجماعة الصحفية المصرية على موعد مع سابقة تاريخية حين ظهر للمرة الأولى في تاريخ الصحافة المصرية مانشيت موحد للصحف كافة بالكلمة والحرف والتشكيلة وهو «مصر (...)
يقينٌ بعدالة القضية يحرك مياهًا راكدة، ويعيد للجدل والنقاشات جدواها؛ليتسلل شعور للجميع – الأشياع والخصوم – أن الأمور لم تُحسَم بعد، رغم كل المعطيات التي تؤكد حسمها، وتؤكد عمق الهزيمة.. يتسلل الأمل إلى الأشياع
الذين ترهقهم رتابة تبعات الهزيمة، ثم (...)
أظهرت أزمة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير مدي عمق كوارثنا, فالقضية هنا قضية تنازل عن قطعة من تراب الوطن, ذلك التراب المقدس في عقيدة الوطنية المصرية الضاربة في الزمن, وهي القضية التي احتدم فيها الصراع بين حاملي لواء تلك العقيدة وسدنتها والأوصياء على (...)
بالتجربة القاسية، اكتشفنا أن العالم الحر ليس حرا كما نعتقد, ولا معنيّا بنضالات شعوب الجنوب أو برفع ثقل العالم الذي يجثم علي صدور الأشقياء كما يدّعي، ربما كان ذلك التصور أقل إيلاما قبل الثورات العربية, فصمت الشعوب علي الظلم والاستبداد وتعذيب وقتل (...)
عاشت صحافة الترافيك ومواقع التواصل الاجتماعي أمس، ساعات حافلة بالأخبار والشائعات والتباكي والتندر والتبكيت والحبكات الميلودرامية والعاطفية والأحاديث عن البطولة والحب والسجون والتمويل الأجنبي ثم تلاشي كل شيء فجأة, وفيما رفعت الحكومة وعملاؤها رايات (...)
هالني ما قرأت من رسائل بعث بها طارق عبد الجابر للجنرال عبد الفتاح السيسي, طارق عبد الجابر الذي لا يذكره الكثيرون، اللهم إلا من كانوا يتابعون أخبار التاسعة في حقبة التسعينات, فقد كان الرجل مراسل التليفزيون المصري في الأرض المحتلة.. انتهت حقبة مراسلي (...)
عندما تتأمل المشهد الحالي بإمعان لا يسعك إلا أن تندهش لما حل بنا نحن المواطنين .. كيف صارت حيوات الملايين تُدار من قِبل رتب متدنية في الأجهزة الأمنية، كيف يمكن أن يدير الحياة السياسية والإعلامية كاملة مجرد رائد بجهاز المخابرات، أو أن يدير مؤسسة (...)
لم أكن أعلم من هو علي عبد العال قبل مطلع هذا العام, فالرجل لم يكن ذا حضور إعلامي أو صاحب إسهام يعتد به ليكون معروفا أو ليحظى باهتمام أحد, والإسهام هنا يشمل الجيد والرديء.. غير أنه وفي مطلع هذا العام, وفي فورة الجدل حول من سيتم تعيينه رئيسا لمجلس (...)
عامان مرا علي إعلان اختراع اللواء طبيب إبراهيم عبد العاطي، الذي كان من المفترض أن يحول الفيروسات إلي كفتة, الموضوع الذي تحول إلي مادة للسخرية والقلش بل وشعارا للمرحلة برمتها, والأمر بالقطع يستحق, لكن أحدا لم يسأل السؤال الأهم في تقديري "بعيدا عن (...)
لم يكن اسم فجر السعيد حتي قبل ثلاثة أعوام يعني أي شىء لغالبية المصريين, وربما لم يكن يعني شيئا لغيرهم, فهي لم تكن أكثر من كاتبة متواضعة الموهبة تمتلك شركة أنشأتها خصيصا لإنتاج أعمالها «إن صح أنها أعمالها وليست بأقلام مأجورة كما يُشاع، ولم تكن أكثر (...)
هل تعلم أنه في الفترة ما بين 3 يوليه 2013 و 21 يناير 2014 كان هناك مائة وتسعة وسبعون معتقلا من الأطباء؟ وهل تعلم أن من بين الأطباء المعتقلين هؤلاء ثلاتة أعضاء منتخبين بمجالس نقابة الأطباء؟ هم: حمدي عبيد (نقيب أطباء البحيرة) ومحمود الحوت (أمين عام (...)
هي أشلاء دولة كما أكد الجنرال، بقايا أفكار وتصورات تجاوزها الزمن وسحقتها دوراته المتتابعة حتي رأي الجميع رأي العين زيف تلك الأفكار وزيف من لاكوها لما يربو علي نصف قرن.. تلك التصورات التي تجعل من مصر مفردة مستقلة بذاتها لا ترتبط بأولئك الذين يسكنونها (...)
"جميع الأحداث والشخوص العظيمة في تاريخ العالم تظهر، إن جاز التعبير, مرتين" هكذا قال هيجل .. "في الأولي كمأساة، و في الثانية كمهزلة" وهكذا عقّب ماركس علي قراءة هيجل .. غير أن ما قصده هيجل وما دققه ماركس لم يكن مقصودا به الحصر قدر ما كان مقصودا به (...)
ثلاثةٌ جدّهن هزل و هزلهن هزل، أسباب الثورة ومدنية الدولة وترنح الإنقلاب، فكما أن هناك من يتحدثون عن الدولة المدنية الحديثة وفي أدمغتهم أن تلك الدولة القائمة قد تصلح أساسا لها، وهو ما يعتبر هزلا، يتحدث آخرون عن ترنح الإنقلاب دونما حتي محاولة منهم (...)
معادلة السيطرة علي الحكم بحسب أبجديات دولة يوليو تعني السيطرة علي أربعة أدوات : الجيش – التنظيم/التنظيمات السياسية – الإعلام – التسجيلات وتقارير الوشاية .. فكي يحكم من في منصب رئيس الجمهورية عليه تأمين ولاءات قيادات الجيش أو تحييدها في أقل تقدير عما (...)
"طيب إنت يا أنور أسست الضباط الأحرار, ماشي, و عملت الثورة, ماشي, لكن بذمتك كنت تقدر تقولي يا جمال حاف كدة !" كان هذا جمال عبد الناصر بعد وفاته مخاطبا السادات في منامه, و كانت هذه واحدة من أشهر نكات السبعينات والتي كانت تسخر من ذات السادات التي تضخمت (...)