لا شك عندى إننا فى حالة حرب، وهى حرب جديدة علينا تمام الجدة، بعدها الإقليمى لا يقل خطرا عن بعدها الداخلى إن لم يزد. ليست بالتأكيد كحروبنا مع إسرائيل، حروب جيش فى مواجهة جيش،
وليست أيضا كالمواجهة الأمنية مع الإرهاب الجهادى فى تسعينيات القرن الفائت. (...)
«التاريخ يتحرك بطرفه الخلفي.» وقعت على العبارة السابقة منذ سنوات عديدة، وجاءت على ما أذكر، ملاحظة عابرة في سياق مختلف لم تكن حركة التاريخ موضوعه الأساسي. بقيت في الذاكرة مع ذلك (رغم نسيان المرجع)
فهي عندي تكشف وجهين جوهريين من أوجه حركة التاريخ (...)
جاءت تداعيات حرب أكتوبر 73 لتؤذن ببداية النهاية لامتلاك الثورة الفلسطينية لرؤية استراتيجية جديرة بهذا المسمى. استراتيجية الحرب الشعبية طويلة الأمد لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية تراجعت في أعقاب أيلول (...)
رمزية البندقية الفلسطينية تحفل بالمعاني، جسدتها صورة الفدائى الملثم بالحطة الفلسطينية حاملا بندقيته الآلية، الكلاشنكوف. بالكلاشن تحول الفلسطينيون من لاجئين مغلوبين على أمرهم، وموضوع قضية إنسانية تعنى بها منظمات الأمم المتحدة (وبخاصة الأنروا) إلى شعب (...)
إذ نستأنف نقاشنا المأزق الاستراتيجى للثورة الفلسطينية من واجبنا أن نؤكد بداية أن إننا إزاء قضية التحرر الوطنى الكبرى فى عالمنا اليوم، ولعلها القضية الأعقد والأكثر استحكاما وصعوبة منذ بداية عهد ما بعد الاستعمار فى عقب الحرب العالمية الثانية، وتشاء (...)
خلال خمسين يوما من العدوان الوحشى قتل جيش القتلة الإسرائيلى وقد أعتمدت التسمية الأكثر دقة لما يسمى زورا جيش الدفاع
كما نصح بها الكاتب اللبنانى إلياس خورى أخيرا،2139 فلسطينيا، أغلبيتهم العظمى من المدنيين، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، بينهم 490 طفلا، (...)
بين حملات التشهير والافتراء والشماتة وقد وصل بها القبح والابتذال مداه، وصيحات المجد للمقاومة، بكل ما قد تنطوى عليه من سذاجة أو خطل فى أحيان، يضيع السؤال الأهم: كيف ينتصر الفلسطينيون، الشعب الأكثر بسالة وصمودا وإصرارا على التحرر فى عالم اليوم؟
لحظة (...)
كان ابنى حسام عمره وقتها ثمانى أو تسع سنوات، وكنت قد علمت بما تصورته برنامجا صيفيا رائعا أعده المتحف المصرى لتعريف الصغار بميراثهم الحضاري، ويشمل اصطحاب الأطفال المشاركين فى البرنامج لزيارة جناح بعينه من أجنحة المتحف العريق صبيحة كل يوم، ليشرح أحد (...)
لعلى أستهل هذه السطور بالاعتراف بأن ما يلى لا يقدم اجابة شافية على السؤال المطروح فى العنوان، ولا تكاد الفترة الوجيزة منذ تأسيس جمهوريتنا الخامسة تقدم سوى الحيرة فى تبيان علام تعول لبناء نظام سياسى يتمتع بقدر من الاستقرار والاستدامة.
تعود الحيرة الى (...)
ينسب للأب المؤسس للصحافة الصفراء، ويليام راندولف هيرست، الفضل في إشعال الحرب الأمريكية الأسبانية في 1898، وقد مثلت تاريخيا الميلاد الفعلي للامبراطورية الأمريكية والعام الأول فيما أُطلق عليه بعدها بعقود «القرن الأمريكي».
وتعود التسمية لناشر صحفي (...)
منذ أكثر قليلا من العام، وتحديدا في 4 يوليو 2013، كتبت مقالا بالإنجليزية على موقع أهرام أون لاين استعرضت فيه لمحات من التاريخ الفعلي، لا الأسطوري، للديمقراطية الغربية. وكان الغرب وقتها، حكومات وإعلاما، في فورة من الدفاع عن «شرعية الصندوق» في (...)
يأتينا شهر رمضان من كل عام بحديث معاد ومعهود عن مفارقة التناقض بين قيم ومغزى الشهر المبارك، وجلها حرمان الجسد «وإمساك الجوارح عن شهواتها» وبين الانفجار في الاستهلاك الغذائي المصاحب لشهر الصيام
فيقول تحقيق صحفي في الأهرام إن المصريين يأكلون خلاله من (...)
قد تبدوعقوبة 15 سنة سجنا لشاب لأنه «واد قليل الأدب» مغالية بعض الشئ، فضلا عن مخالفتها لقاعدة دستورية وقانونية تميز جميع المجتمعات المتحضرة، وهى تناسب العقاب مع الجرم
وأن لا عقوبة بغير قانون. ثمة قاعدة قانونية أخرى تميز تلك المجتمعات، وهى أن القانون (...)
منذ عدة شهور، قررت الامتناع قدر الإمكان عن البرامج السياسية فى التليفزيون المصرى والمصطلح عليها ب«التوك شو» فاقتصرت علاقتى بالتليفزيون أو كادت على فيلم مصرى قديم أحيانا أو فيلم أجنبى حسب الحالة
ربما باستثناء وحيد هو برنامج «البرنامج» وقد اجتمعت (...)
«الوطنية الكروية بين عودة الروح وطلوعها» عنوان مقال كتبته لجريدة الشروق فى نوفمبر 2009 تعليقا على حالة الهوس الذى أمسك بتلابيب الأمة المصرية عقلا ووجدانا بسبب ماتش كرة بين مصر والجزائر.
«اللى يشوف منكم جزائرى فى الشارع، يقتله،» يصرخ إعلامى شهير (...)
«ولهذا الأمر حكاية لو كتبت بالإبرعلى آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر». تتخلل هذه العبارة البديعة صفحات ألف ليلة وليلة، على لسان شهرزاد وعلى ألسنة العشرات من أبطال حكاياتها.
آماق جمع مأق، وهو طرف العين الذى يلى الأنف، ومجرى الدمع، فمن الخصائص المدهشة (...)
يصدر هذا المقال والمواطنون المصريون يواصلون الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات رئاسية تكاد نتيجتها أن تكون معروفة سلفا.. فإذا كان ثمة عنوانان عريضان للمنافسة بين المرشحين الرئاسيين فهما «استكمال الثورة» عند صباحى و«الاستقرار» عند السيسي
فهذان العنوانان ذ (...)
يبدو السؤال بديهيا إذا ما ابتعدنا قليلا عن المشهد وتفاصيله الزاخرة: لماذا لم يطرح الثوار في التحرير وغيره من ميادين المعمورة مشروعا للانتقال نحو المجتمع والدولة المنشودين، والقائمين وفقا لمنطوق شعارات الثورة نفسها على الحرية والعدالة (...)
كان شهر العسل بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى فى أوجه، وقت أن كانوا مع حلفائهم السلفيين والجهاديين يهتفون «يا مشير انت الأمير»، ويتهمون معارضة الإعلان الدستورى الصادر عن المجلس بالكفر وبالمؤامرة القبطية ضد الإسلام
ويقسمون بأغلظ الأيمانات بأنهم (...)
هذه السطور دعوة لتحكيم العقل والضمير الانسانى والوطني، كما انها دعوة للتمسك بقيم الثورة المصرية وبأهدافها النبيلة فى بناء مصر عمادها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
ولا مناص من الدعوة حتى حين يدرك الواحد منا أن تحكيم (...)
فى القسم الأول من هذا المقال (الثلاثاء الماضي) حاولت تفسير المكون الجوهرى فى الممارسة السياسية للإخوان المسلمين قبل وبعد 30 يونيو بإرجاعه إلى حالة حمى مستعرة أمسكت بعقول قيادة التنظيم قوامها تصور أن لحظة «التمكين» قد حانت بعد طول انتظار، وإدارك فى (...)
دار الحديث على مائدة عشاء السفير البريطانى فى القاهرة، جيمس وات. وتطرق كما كان محتما إلى تنظيم الإخوان المسلمين وما قد يحمله المستقبل من احتمالات لاعادة ادماجه فى الحياة السياسية. لست بصدد عرض ما دار من حوار
وأكتفى بعرض بعض مما قلته أنا فى تلك (...)
الثورة والثورة المضادة يولدان تؤمان. عبر الأستاذ هيكل عن هذه الحقيقة بكثافة معهودة حين شخص جوهر المسارات الحافلة بالتعقيد التي أطلقتها ثورة 25 يناير في مصر كصراع بين جديد ليس جاهزا بعد وقديم مازال يرفض الرحيل.
جاءت الثورة المصرية، بل وما اصطلح عليه (...)