لا تحزن..اعرف أنك آويت قلبًا كان بردًا فهاجمك، وسندت ظهرًا أعياه الانحناء فطعنك، ومددت يدك لمن يتخبط في العتمة فردّها بنورك جحودًا.
لا تحزن على من علّمته الحروف ثم نطق باسمك خطأ، على من رفعت صوته بحبك فهاجمك بصوتٍ عالٍ من خلف ظهرك، على من أمسكت بيده (...)
ليس كل ما يُقال يُنسى، ولا كل ما يُفعل يمر، فبعض الكلمات تبقى في القلب كالنقش، وبعض الأفعال تظل في الذاكرة كشريط لا يتقادم، نحن لا نعيش فقط بما نأكل ونلبس، بل نعيش بما نترك، نُحيا بما نُهدي، ويمتد وجودنا في الآخرين بما نزرع فيهم من أثر.
في العلاقة (...)
الونس ليس مجرد وجود، بل فن الحضور، ليس في عدد الجالسين حولك، بل في شخصٍ واحدٍ يعرف متى يصمت ليصغي إلى ضجيجك الداخلي، هو الرفيق الذي لا يُثقلك، والممر الآمن حين تضيق بك الطرق.
الونس لا يُشترى، لا يُطلب، لا يُعلَن عنه، بل يحدث، تمامًا كما يحدث الفجر: (...)
منذ اللحظة الأولى التي يبصر فيها النور طفل صغير في هذا العالم، يتغيّر ترتيب القلب داخل صدر والديه، ويصير للنبض اسم جديد يكتب على جبينه: "ابني".
لا يحب أحدٌ أحدًا أكثر من نفسه، إلا الوالدين، يتخطى الحب معهما معادلات المنطق ويكسر قوانين الطبيعة، (...)
العودة إلى المدارس ليست مجرد حقائب تُرتب وكتب تُغلف، بل هي عودة إلى الإيقاع، إلى الانضباط، إلى رنين الجرس بعد صمت طويل، فبعد صيف مشبع بالكسل اللذيذ والسهر الممتد والحرية الممدودة بلا حدود، تصبح العودة إلى مقاعد الدراسة رحلة يجب أن نُعدّ لها النفس (...)
الثقة ليست كلمة من خمسة حروف فحسب، بل هي جسر من ذهب تبنيه أعوام، وقد يهدمه موقف واحد، هي العملة التي لا تصدأ، والرصيد الذي لا يُودع في البنوك بل في القلوب، هي العقد غير المكتوب بينك وبين من حولك، كلما أوفيت بشروطه ازدهر، وكلما خنت بنوده انهار.
أن (...)
لا تقل سأعامل الناس بمعاملتهم، فهذا يقودك حتمًا إلى متاهة القبح والتشوه الأخلاقي، كيف تعتقد أن تتعامل مع الليئم؟ هل ستنسلخ عن نفسك لتشابه قبحه؟! وكيف تفكر في مجاراة المنافق الذي يبتسم في وجهك ويطعنك من الخلف؟ أو الفهلوى الذي يتقلب بين المواقف كما (...)
عندما يُذكر الرزق، يتبادر إلى أذهان كثيرين المال وحده، وكأن أبواب الرزق لا تُفتح إلا من خزائن البنوك أو أرصدة الحسابات، هذا الفهم الضيق اختزل مفهوماً واسعاً يشمل جوانب شتى من حياتنا، على رأسها نعمة قد لا نراها بوضوح، لكنها تسكن بيننا: البركة في (...)
فى هذا اليوم، نحتفل بذكرى مولد خير البرية، رسول الرحمة، الذى كان ميلاده نقطة نور فى ظلمة العالم، وبداية رسالة حب وسلام عمت الأرجاء، مولد النبي محمد ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو فسحة تأمل في قيم العدالة والمساواة التي زرعها في القلوب، ومنهج الرحمة الذي (...)
الرزق في ظلال المال فحسب، خطأ كبير يقع فيه كثيرون، فالرزق أعمق وأوسع، وأحد أبهى أوجهه هو الزوجة الصالحة، ذلك الرزق المنسي الذي ينسى الناس قيمته مع زحمة الحياة وضجيج المصالح.
الزوجة الصالحة ليست مجرد شريكة حياة، بل هي البذرة التي تُزرع في تربة البيت (...)
في زحمة الحياة وصخب الأيام، يلهث كثيرون خلف المال، وكأن الرزق الحقيقي محصور في أرقام الحسابات وأرباح البنوك، لكن الحقيقة أن الرزق أوسع وأعمق من مجرد المال، فهناك أرزاق لا تُشترى ولا تُباع، أرزاق تنعش الروح وتزرع السكينة في القلب، لكنها للأسف أضحت (...)
كنا نأكل من يد الأم، واليوم نأكل من يد عامل التوصيل، كنا ننتظر الغداء ليجمعنا، فأصبحنا نأكل فرادى، وعلى عجل، ومن علب بلا روح، لم تعد الموائد تُفرش، بل تُرسل، ولم تعد الروائح تأتي من المطبخ، بل من نوافذ السيارات المتوقفة تحت البيت.
الأكل من الشارع (...)
الوقت لا يمشي، الوقت يركض، ونحن من نمشي خلفه ببطء الحائرين، أو نقف أمامه بلامبالاة المنتظرين، نُهدر الساعات كما لو كانت بلا رصيد، نؤجل، نتكاسل، نُسوف، وننسى أن الدقيقة التي مضت لن تعود ولو أنفقنا كنوز الدنيا.
ثقافتنا في التعامل مع الوقت لا تزال على (...)
رحل اللواء شريف زهير، مساعد وزير الداخلية لقطاع التدريب، بشكل بصادم إثر أزمة قلبية ألمت به بعد شهر واحد فقط من ترقيته وتسلمه منصبه الجديد، مما أثار حالة من الحزن والأسى في الأوساط الأمنية.
كان شريف زهير شخصية أمنية من طراز خاص، اتسم بالجدية (...)
في مصر لا يُولد الناس فحسب بل تُولد المواهب، من رحم الأرض، من صبر الأرياف، ومن صدق الشوارع التي تعلّم أبناءها قبل أن تُعلّمهم المدارس، هذه البلاد ليست فقط مهد الحضارة، بل مصنع الإبداع، فيها طفل يرسم لوحات لا يعرف أنها فن، وشاب يغني دون أن يدري أن (...)
في زمنٍ ضجّت فيه الهواتف، وسكتت القلوب، تراجعنا خطوة.. لا..، بل خطوات، عن صلة الرحم، صار الأقرب بعيدًا، وصار اللقاء مناسبة موسمية، وصار السؤال رسالة صوتية تُرسَل على عجل، يُنهيها "إيموجي" باهت، وقلوب لا تنبض بالمحبة كما كانت.
لقد انشغل البعض بجمع (...)
جبر الخواطر هو فنٌ لا يكتبه إلا أصحاب القلوب الرحيمة، هو البلسم الذي يداوي جراح النفوس، واللمسة التي تعيد للروح بريقها بعد عتمة الألم.
في عالم تعج فيه الضغوط والصراعات، يصبح جبر الخواطر هو الضوء الذي يهدينا إلى دروب السلام الداخلي، والأمل الذي يزرع (...)
كم من مرة وجدنا أنفسنا أمام جدران من العوائق لا تفتح إلا بصبر طويل، وكم من مشكلة تبدو مستعصية حتى نمنحها وقتها لتُحل، لا بتسرع ولا بعنف، فالصبر ليس فقط انتظارًا، بل هو فعل من أفعال القوة، وممارسة للفكر، وصبر لا يعني الضعف بل الحكمة.
حين تصطدم بحائط (...)
القلوب ليست صناديق تتحمل بلا حدود، بل هي أرواح تنبض، وعواطف تتقلب بين الفرح والحزن، بين الطمأنينة والاضطراب، ساعة بعد ساعة تنهكها الأحمال، فلا تزحموها بمشاكل لا تنتهي، وأزمات تتوالى، وصراعات لا تنتهي، حتى لا تصرخ فجأة صمتًا يعلن الوفاة.
القلوب بحاجة (...)
الكلمة ليست مجرد صوت يخرج من الفم، بل سهم قد يصيب القلب أو يسنده، قد يجرح الروح أو يجبرها، الكلمة لا تُقال فتمضي، بل تُقال فتسكن، تُخزَّن في الذاكرة، تُعاد في الذهن، تُنسَج حولها مشاعر قد لا تندمل.
كم من كلمة قيلت في لحظة غضب، فهدمت بيتًا، أو مزّقت (...)
في بيوتٍ كثيرة، لا يقتُل الحب خيانة ولا يُغتال بعنف، بل يُنهك ببطء على يد "العند"، تلك الكلمة الصغيرة التي تتحوّل مع الوقت إلى جدار عازل بين قلبين جمعتهما الحياة وتفرّقهما "أنا مش هتنازل".
العند حين يسكن بين الأزواج، لا يترك مكانًا للعقل ولا مساحة (...)
في مصر، لا يُولد الموهوبون بل يُبعثون، كل جيلٍ فيها يحمل وديعة من السماء، صوتًا من الجنة، وترًا من وتر داوود، وعِشقًا لا يشيخ لكتاب الله، من أرضها خرج المنشاوي بصوته الباكي، وعبد الباسط بمدده العلوي، ومصطفى إسماعيل بتلويناته الذهبية، والنقشبندي (...)
هناك معارك تُخاض بلا سيوف، وأبطال يُقاتلون بلا صوت، هناك أجساد تنهشها خلايا خبيثة، لكنها ترد الضربة بابتسامة، وترفع راية الأمل في وجه العاصفة، إنهم أبطال السرطان، الذين لا تُكتب قصصهم في نشرات الأخبار، بل تُكتب بدموع الصبر على وسادة، وبأمل مُعلق في (...)
في عالم متسارع يغزو فيه الإنترنت كل زاوية من حياتنا، باتت بعض الألسنة تنطق بكلمات تخدش الحياء، وألفاظ ترتدي ثوب الابتذال وتترصد مسامع الصغار والشباب، فتزرع في نفوسهم بذوراً من قبح المعاني.
هذه المدخلات الجديدة، التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر (...)
ابنك ليس نسخة منك، لا تحمل في ذهنك صورة مطبوعة أو قالباً مسبق الصنع، هو كائن فريد، يحمل بين طياته أحلامه الخاصة، أفكاره التي تنسج مستقبله بيده، ورغباته التي تحتاج إلى مساحات حرية لا يحدها إلا احترام القدرات، فكما لا يمكنك إجبار الشمس على أن تسير في (...)