في بيوتٍ كثيرة، لا يقتُل الحب خيانة ولا يُغتال بعنف، بل يُنهك ببطء على يد "العند"، تلك الكلمة الصغيرة التي تتحوّل مع الوقت إلى جدار عازل بين قلبين جمعتهما الحياة وتفرّقهما "أنا مش هتنازل".
العند حين يسكن بين الأزواج، لا يترك مكانًا للعقل ولا مساحة (...)
في مصر، لا يُولد الموهوبون بل يُبعثون، كل جيلٍ فيها يحمل وديعة من السماء، صوتًا من الجنة، وترًا من وتر داوود، وعِشقًا لا يشيخ لكتاب الله، من أرضها خرج المنشاوي بصوته الباكي، وعبد الباسط بمدده العلوي، ومصطفى إسماعيل بتلويناته الذهبية، والنقشبندي (...)
هناك معارك تُخاض بلا سيوف، وأبطال يُقاتلون بلا صوت، هناك أجساد تنهشها خلايا خبيثة، لكنها ترد الضربة بابتسامة، وترفع راية الأمل في وجه العاصفة، إنهم أبطال السرطان، الذين لا تُكتب قصصهم في نشرات الأخبار، بل تُكتب بدموع الصبر على وسادة، وبأمل مُعلق في (...)
في عالم متسارع يغزو فيه الإنترنت كل زاوية من حياتنا، باتت بعض الألسنة تنطق بكلمات تخدش الحياء، وألفاظ ترتدي ثوب الابتذال وتترصد مسامع الصغار والشباب، فتزرع في نفوسهم بذوراً من قبح المعاني.
هذه المدخلات الجديدة، التي تنتشر كالنار في الهشيم عبر (...)
ابنك ليس نسخة منك، لا تحمل في ذهنك صورة مطبوعة أو قالباً مسبق الصنع، هو كائن فريد، يحمل بين طياته أحلامه الخاصة، أفكاره التي تنسج مستقبله بيده، ورغباته التي تحتاج إلى مساحات حرية لا يحدها إلا احترام القدرات، فكما لا يمكنك إجبار الشمس على أن تسير في (...)
في زحمة الحياة وصخب المدينة، يقف عمال النظافة كحراس خفيين للنقاء، يتحدون لهيب الشمس الحارقة ودرجة الحرارة التي تتجاوز حدود الاحتمال، حاملين في قلوبهم رسالة لا تعرف الانكسار. هؤلاء الرجال الذين يخرجون كل يوم ليزرعوا الأمل في شوارعنا، ينثرون العرق (...)
في زوايا الحياة المظلمة، هناك من يملك سحرًا فريدًا، يزرع البهجة في قلوب غيره كما تزرع الأمطار البذور في الأرض العطشى، هم أولئك الذين يمتلكون القدرة على تحويل الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة، كأنهم رسل نور يخرجون من بيننا يحملون بسمات الحياة إلى كل (...)
في زمن السوشيال ميديا، أصبح الحديث بيننا أشبه برحلة بلا وجهة، نحوم حول الرموز التعبيرية وكأنها بديل لعالم الكلمات والمشاعر الحقيقية، صرنا نختزل أحاسيسنا في علامات صفراء صغيرة، إيموشن ضحك أو حزن، وكأن اللغة الحية استبدلتها آلة صماء، قادرة على التعبير (...)
بين جدران الغرف المغلقة وتحت لفحات التكييف البارد، يجلس البعض يُمارس طقوس البطالة المُغلفة بالرفاهية، هاتف في اليد، و"واي فاي" لا ينقطع، وسهر على المقاهي حتى الفجر، ثم نوم طويل لا ينتهي إلا بعد العصر، وانتظار لصوت الملعقة في طبق الطعام من صنع يد (...)
من شرفات العالم الرقمي، تسللوا، ليسوا فرسانًا ولا شعراء، بل نجومًا من ورق، يلمعون في سماء التيك توك بأسماء كأنها خرجت من كوابيس لغوية: "موكا"، "اللدغة"، و"أوتاكا"، أسماء تنزلق من الألسن كما ينزلق العقل في متاهة الابتذال.
منصات التواصل الاجتماعي لم (...)
"أنا خيرٌ منه".. لم تكن مجرد جملة، بل كانت زلّة فكر أخرجت إبليس من رحمة الله، وأسقطته من سجود الملائكة إلى سجود الكبرياء.
لحظة واحدة من الغرور، كفيلة أن تغيّر مسار حياة، أو تُسقط قامة، أو تُفسد قلبًا ظنّ أن العلوّ لا يُنال إلا بالنظر من أعلى إلى (...)
في زمن تحوّل فيه البعض من صُنّاع المحتوى إلى صُنّاع الفُرجة الرخيصة، تكسّرت ضفائر الحياء على أعتاب كاميرا هاتف، وتلاشت القيم بين سطور فيديو لا يتجاوز دقيقة، لكنه يغرس في العقول ما لا تمحوه السنون.
باتت "الترندات" مِعولًا يهدم أسوار الأخلاق، (...)
لم يعد المار بالشارع يخشى اللصوص قدر خشيته من هاتف مرفوع وعدسة متربصة، باتت الجريمة تمثيلية، والضحايا كومبارس، والخطف "سكربت"، والسرقة "مونتاج"، والمشاهدات هي المخرج الأول، وربما الوحيد.
في زمن المنصات المفتوحة، صار "الترند" هو المكان الذي يُطاف (...)
في مرحلةٍ ما من عُمرنا، نُدرك أن الوَنس ليس ترفًا عاطفيًّا، بل ضرورة إنسانية، نُدرك أن الحب – على جماله – قد يُشبه زهرةً موسمية، تتفتح وتذبل، أما الوَنس فهو شجرة ظلّها ثابت، وجذرها في الروح عميق.
الوَنس ليس وعدًا ورديًّا، ولا كلمات منمّقة تُقال في (...)
على منصات لا تعرف الرحمة، ولا تعترف بالحياء، يتراقص محتوى مسموم على أنغام الربح السريع، ويقف خلفه من باعوا القيم في مزاد، ليحصدوا مشاهدات خادشة وأموالًا ملوثة.
هم ليسوا صناع محتوى بقدر ما هم سماسرة انحدار، يروجون للقبح في صورة ترفيه، وينشرون (...)
بينما يلهث البعض خلف ضوء الكاميرا الزائف، يسقطون في ظلام المحتوى الرخيص. على منصات التواصل، لم يعد المطلوب موهبة ولا فكرة، بل مجرد جرأة تتجاوز حدود الأخلاق، وألفاظ تخدش الحياء وتخترق جدران البيوت، بحثًا عن مشاهدات ترتفع، ودولارات تهطل من خوارزميات (...)
في قلب الصحراء الممتدة، وفي عيون أم تنتظر رغيف خبز لطفلها تحت أنقاض غزة، يمر شريان اسمه مصر، لا يعرف الانقطاع، ولا يستجيب للضغوط، ولا يغلق بواباته في وجه المنكوبين.
هنا، لا تقف المساعدات على حدود المعابر، بل تمتد على خارطة الموقف، موقف لا تُحركه (...)
في زمنٍ تتكاثر فيه الخيبات وتتكاثر الأسئلة وتتقافز الأوجاع من كل حدبٍ وصوب، تظهر فئة نادرة من البشر لا تحمل وصفًا بقدر ما تُمثّل روحًا، تسير على الأرض بعزيمة استثنائية، هم أولئك الذين يُتقنون تحويل الألم إلى أمل، والمحنة إلى منحة والانكسار إلى (...)
لم يكن يعلم أن رحلته إلى الجنوب ستكون الأخيرة، اللواء عصام الدين عبد الله، الذي أدرج اسمه في حركة التنقلات السنوية للشرطة، لم يمهله القدر ليبدأ مهمته الجديدة كمدير لأمن الوادي الجديد، حيث وافته المنية وهو في الطريق لتسلّم مهام عمله.
في صباح اليوم (...)
في زمن يركض فيه الجميع خلف كل شيء، ينتهي كثيرون بلا شيء، هناك من يريد القمة دون أن يمر على السفح، ومن يطلب البحر وهو لا يملك حتى دلوًا، ومن يفتح فمه لالتهام الدنيا دفعة واحدة، فيشرق بالحسرة قبل أن يبتلع أول قضمة.
الطموح نعمة حين يعرف صاحبه قدر (...)
هناك نفوس تسير في هذه الحياة بخفة لا يثقلها الحقد، ولا يشدها الحسد، ولا تسكنها رغبة التلصص على أرواح الآخرين، نفوس تتنفس خيرًا وتزفر طمأنينة، لا تنشغل بورقة غيرها، لأنها مشغولة بتقليم أغصانها، وسقاية جذورها، ورعاية ثمارها، تعيش بيننا بصمت، لكنها حين (...)
أصدرت وزارة الداخلية حركة التنقلات السنوية لعام 2025، التي شهدت تصعيد عدد من القيادات الأمنية المتميزة وتولي قيادات شابة مناصب مهمة، في خطوة تعكس حرص الوزارة على تطوير الجهاز الأمني وضخ دماء جديدة في قطاعات مختلفة. جاءت الحركة متوازنة بين دعم (...)
مع كل صيف، يعود المشهد ذاته في بيوت المصريين عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة، مشاعر متباينة، دموع فرح وقلق وارتباك، وسرعان ما يتحوّل النقاش داخل الأسر إلى الحديث عن تنسيق الجامعات واختيار الكلية التي ستحدد مستقبل الطالب.
لكن وسط هذا الزخم، يغيب صوتٌ (...)
بينما تتأهب البيوت لسماع نبأ النتيجة، ويتسابق القلق ليحتل القلوب، نقولها بصوت هادئ: تمهّلوا، فليست نتيجة الثانوية العامة ميزان النجاح في الحياة، ولا مقياسًا حاسمًا لمستقبل أبنائكم، هي محطة، نعم، لكنها ليست المحطة الأخيرة، هي خطوة، لكنها لا تختزل (...)
في زمن أصبح فيه الفضاء الرقمي مسرحًا مفتوحًا لكل الأفكار، لا يسعنا إلا أن نتساءل: لماذا نخسر علاقاتنا في معارك مجانية لا طائل منها؟ معارك تنشب بسبب كلمة، أو وجهة نظر تختلف عن الآخر، أو حتى بسبب "بوست" بسيط على فيسبوك، يتحول إلى حرب أهلية بين (...)