أكد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن سياسة المماطلة والتسويف هي جزء من الاستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع مقترحات التهدئة في غزة، موضحًا أن الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتبع سياسة "إبطاء المفاوضات" بغية كسب الوقت وفرض شروطها بشكل تدريجي على الأطراف الأخرى، بما في ذلك حركات المقاومة الفلسطينية. اقرأ أيضا الاتحاد الأوروبي: 2024 الأكثر دموية للعاملين في المجال الإنساني وأشار البرديسي خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، إلى أن إسرائيل قد وافقت في السابق على مقترح الهدنة، ولكنها سرعان ما تنصلت منه بعد موافقة حركة حماس عليه، مما يكشف عن تعمد إسرائيل في التأخير والمماطلة. واعتبر أن هذا التصرف يعكس سياسة ثابتة لدى الحكومة الإسرائيلية، والتي تمارسها بشكل ممنهج للتنصل من التوصل إلى حلول سلمية حقيقية. البرديسي لفت أيضًا إلى أن المقترح المصري القطري الأخير لوقف القتال في غزة يمثل فرصة هامة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويجب على إسرائيل أن تواكب هذا المقترح بدلًا من وضع شروط تعجيزية. واعتبر أن هذا المقترح هو "طوق نجاة" يمكن أن يعيد الهدوء إلى المنطقة ويؤسس لحل سياسي طويل الأمد. وتناول البرديسي أيضًا مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقف في موقف غامض حيال الأحداث في غزة، حيث تميل الإدارة الأمريكية إلى دعم إسرائيل في غالبية القضايا، لكنها في الوقت نفسه أبدت رغبتها في إنهاء الحرب بشكل سريع. وأكد أن الولاياتالمتحدة يجب أن تضغط على إسرائيل لقبول مقترح الهدنة، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية والإقليمية. وأشاد البرديسي بالدور المصري والقطري في التوسط لحل الأزمة، معتبرًا أن الوقت قد حان لفرض ضغوط حقيقية على إسرائيل لوقف التصعيد والانتقال إلى عملية سلام شاملة. وأشار في نهاية حديثه إلى أن الجميع، بمن فيهم إسرائيل، بحاجة إلى التهدئة لاستغلال فترة الهدنة في إجراء حوار شامل يضع حدًا للمعاناة المستمرة في غزة.