نموذج " فريد " يعشق العمل والالتزام والانضباط مسلكه دون التفات او استهتار ؛ فبعد صلاة الفجر ينطلق إلى العمل ، وهناك وقت ما قبل الفجر كما قال لى : يؤدى فيه ركعتين لله باخلاص ؛ ثم يباشر طهى " الفول" وتجهيزه 000! فقد بات متقن الفول والطعمية ، وما يتعلق بهما من جرجير وطرشى ، وبصل ، وبات له زبائن من فصيلة " البسطاء " ! ملتزمين " عربة الفول" فى أوقات محددة ، والتى باتت فى الحى " شهيرة" حتى ان بعض {اصحاب المعالى} يمرون عليها ويسعدون بتناول الفول والطعمية ؛ حتى بعد ان بات صاحب "عمارة" واتته الدنيا تريد ان توقفه عن مساره الاخلاقى البسيط ، لم يتغير كما تغير الآخرين ، بل كان ثابتا قويا كأن هذا المال لاشيء حتى انه صنع " مصطبة" خاصة يجلس عليها، {معتبرا} دون ان يدرى به احد !!! ويباشر عليها احيانا بعض الاعمال ، شاء القدر ان اجلس عليها معه وهو يقوم على بعض ما يلزم لتجهيز الطعام ، ولا مانع ان يركب " عجلة " او " بطة " او " تروسيكل " المهم ان كل هذا فى اطار اداء واجبات العمل ومقتضياته000 حظيت بالجلوس معه مرات ومرات ، أتعلم منه ، فقد كنت أراه " ملكا " فى هذه الحياة الدنيا ، لا يأبه لقائل او متقول ؛ فهو يملك قوة إيمانية خاصة؛ مؤداها : عمل باخلاص0 وصدق هذا العارف الذى قال له احد الأمراء سلنى حاجتك 000؟؟؟! فقال له العارف : او لى يقول ، ولى عبدان هما سيداك00؟! قال ومن هما ؟ قال : الحرص والهوى، فقد غلبتهما وغلباك، وملكتهما وملكاك 000! نعم فقد انتصر [عم السيد ]على الحرص والهوى ، بقوة إيمان ،اعطته نيشان التواضع، وقلادة الحب ، واخلاص العمل ؛ كان عم السيد قد بلغ ارذل العمر ، وقد باتت كلماته قليلة فتركيزه الأعمال الطيبة النافعة ، فاذا اقتربت منه تسمع الحكمة ؛ بات كما يقال : مؤمن عارف حفظ الله له عقله ، فبات له استقلال فى " عمله " 0 فالعمل منه يخرج ،مثمر وطيب ونافع وفيه لك ان تقول : فلما استبان الصبح ادرج ضوءه بانواره انوار ضوء الكوكب قال سيدى بن عجيبة فى هذا المشهد ؛ [ استقلال العبد بعمله ، هو مثل بروز الزرع من منبته، ووفور بصيرته هو اخراج حبه فى سنبله ، وبدو لائحة من سلطان المعارف هو اصفراره، وظهور انوار التوحيد التى تفنى وجوده وتغمره فى وجود الحق هو صيرورتها حطاما 0] شاء القدر العظيم ان أحظى بلقاء عم السيد فى مرحلة احسبها من انوار التوحيد؛ ولازال الخلف مواصلا الرحلة ، ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة 00؟!