كم مرة ضاقت بك الأرض، فأحسست وكأنها أغلقت أمامك كل أبواب الأمل؟ تشعر أن الدنيا قد حشرتك في زاوية مظلمة، لا تجد منها مهربًا، لكن في تلك اللحظات، حين تعتقد أن كل الأبواب قد أُغلقت، تفتح السماء بابها، لتسقط فوقك حلولًا لم تكن في الحسبان، وكأنها نجمة تهديك وسط عتمة الليل. كم مرة رأيت مصاعبك تتراكم كجبال عالية، وأيقنت أن لا مخرج؟ لكن فجأة، كما لو أن الفجر يقتحم سواد الليل، يأتي الحل من حيث لا تتوقع، يحمل معانٍ جديدة، ويرسم طريقًا بين الدروب المغلقة. إنها حكمة السماء التي لا تغلق أبدًا، تفتح أبوابها لكل من يلجأ إليها، فتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلا تفقد الأمل، فكل ضيق يحمل في طياته فرصة جديدة، وكل عسر يولد معه يسرًا. الصبر هو مفتاح هذا الباب، والحكمة في التجلد والتشبث باليقين بأن الله لا يترك عباده ولا يهمل دعاءهم، الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو عمل وتوكل، هو أن تظل متمسكًا بالثقة مهما اشتدت الظلمات. ثق بالله، فهو وحده القادر أن يبدل الحال، وأن ينير دربك حين تخفت الأنوار، لا تقلق، فالله أقرب إليك مما تظن، وأسمع لدعائك في كل حين، الفرج قادم لا محالة، حتى وإن طال الزمن، لأنه من سنن السماء أن لا ترد طلبًا خالصًا لها. استرح واطمئن، فراحة النفس ليست فقط في غياب الهموم، بل في اليقين بأن هناك من يراعيك ويرعاك فوق كل ضيق، كل ما عليك هو أن ترفع يديك وتدعو، وأن تثق أن حلول السماء ستغمر حياتك بصدى الأمل، وبريق الفرح. لا تنسَ أن كل ما ضاق بك كان تمهيدًا لأن تفتح لك السماء أبوابها، فأنت لم تُخلق لتقف على باب الضيق، بل لتخطو بثقة نحو سماء الفرج.