ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مثيرة للجدل نشرتها صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى احتمال تخلي الولاياتالمتحدة عن دعم أوكرانيا، معربا عن انتقادات حادة لأوروبا حيث وصفها بأنها "ضعيفة" و"متداعية". وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن والشركاء الأوروبيين توترًا متزايدًا، خاصة بعد إصدار إدارة ترامب لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة التي أعطت إشارات ضمنية لدعم أحزاب اليمين المتطرف في القارة. اقرأ أيضًا: «اتفاق غزة».. عراقيل إسرائيلية تعقد الانتقال إلى المرحلة الثانية ترامب يضغط على زيلينسكي كشف ترامب في المقابلة عن دعوته للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لقبول اقتراح بتنازل أوكرانيا عن أراضٍ لموسكو، مؤكدًا أن روسيا تحتفظ "باليد العليا". وأوضح أن مبعوثيه منحوا زيلينسكي مهلة للرد على اتفاق السلام المقترح، والذي كان من شأنه أن يضمن لأوكرانيا ضمانات أمنية أمريكية غير محددة، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز". كما أشار ترامب إلى أنه كان يأمل في التوصل إلى اتفاق "بحلول عيد الميلاد". قادة ألمانيون وأوروبيون يرفضون تدخل واشنطن رد القادة الأوروبيون على تصريحات ترامب واستراتيجية الأمن القومي، مؤكدين رفضهم لأي تدخل أمريكي في السياسة الأوروبية. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرز، إن بعض عناصر الاستراتيجية "غير مقبولة"، مؤكّدًا أن أوروبا تستطيع حماية ديمقراطيتها بمفردها دون الحاجة لإنقاذ من واشنطن. وأضاف رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن إشارات الدعم الأمريكي للأحزاب القومية الأوروبية "غير مقبولة تمامًا". تحذيرات ترامب من «محو حضاري» أعاد ترامب تأكيد انتقاداته لمسألة الهجرة في أوروبا، معتبرا أن السياسات الأوروبية في هذا الشأن "كارثية" وأن المدن الكبرى مثل لندن وباريس تغيرت بشكل جذري. وركز الرئيس الأمريكي على الهجرة من مناطق مثل الكونغو، ووصف بعض المسؤولين الأوروبيين بأنهم "أغبياء حقًا". كما وجه انتقادًا لصدّق خان، عمدة لندن، واصفًا إياه ب"الفظيع وغير الكفؤ"، في حين رد خان بأن ترامب مهووس به ولا يفهم طبيعة المدن الليبرالية والتقدمية. بينما أشار ترامب إلى أن أوروبا قد تصبح "أضعف بكثير" بسبب الهجرة والتغيرات الأيديولوجية، وأن بعض الدول قد تتغير جذريًا في ولاءاتها تجاه الولاياتالمتحدة. دعم دولي للأوروبيين ورغم نفيه وجود رؤية محددة لأوروبا، أقرّ بدعمه لشخصيات يمينية مثيرة للجدل مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، مؤكدًا أن هدفه الأساسي هو "أمريكا أولًا" في إطار شعار "جعل أمريكا عظيمة مجددًا". في مواجهة تصريحات ترامب، أعرب البابا ليو الرابع عشر عن قلقه بشأن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة، مؤكدًا أنها قد تُحدث "تغييرا جذريا في التحالف الحقيقي" بين أوروبا والولاياتالمتحدة، محذرًا من محاولات تفكيك التحالف الطويل الأمد الذي حافظ على الاستقرار الأوروبي والعلاقات عبر الأطلسي.