شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما لاذعا على القادة الأوروبيين، واصفا أوروبا بأنها "قارة تتدهور" يقودها "أشخاص ضعفاء"، وذلك في مقابلة مطولة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية. وانتقد ترامب بشكل حاد حلفاء واشنطن التقليديين بسبب ما وصفه بفشلهم في السيطرة على الهجرة، وعجزهم عن إنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا، معلنا أنه سيواصل دعم المرشحين الأوروبيين الذين يتبنون رؤيته السياسية. ويمثل هذا الموقف أحد أشد الانتقادات التي يوجهها ترامب للديمقراطيات الغربية حتى الآن، في وقت تمر فيه علاقات الولاياتالمتحدة مع دول مثل فرنسا وألمانيا بمرحلة توتر عميق. وصرح ترامب: "أعتقد أنهم ضعفاء.. وأعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. أوروبا لا تعرف ماذا تفعل". ولم تقتصر تصريحات ترامب على الملفات الأوروبية، بل تطرق أيضا إلى قضايا داخلية، معلنا أنه سيجعل تأييد خفض أسعار الفائدة شرطا أساسيا لاختياره رئيسا جديدا للاحتياطي الفيدرالي. كما أشار إلى احتمال توسيع العمليات العسكرية ضد شبكات المخدرات لتشمل المكسيك وكولومبيا، وحث القاضيين المحافظين في المحكمة العليا صمويل أليتو وكلارنس توماس على البقاء في منصبيهما. وجاءت تصريحات ترامب في مرحلة حساسة من مفاوضات إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ما أثار قلق القادة الأوروبيين الذين يخشون أن يتخلى ترامب عن دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. ولم يقدم ترامب أي تطمينات، مؤكدا أن روسيا في "موقع أقوى بوضوح" من أوكرانيا. وأجرى ترامب المقابلة في البيت الأبيض مع الصحفية داشا بيرنز، بعد يوم واحد من إعلان بوليتيكو اعتباره الشخصية الأكثر تأثيرا في تشكيل السياسة الأوروبية للعام المقبل، خلفا لقادة مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني و رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان. وفي حديثه عن أوروبا، استخدم ترامب لغة حادة لوصف مدن مثل لندن وباريس، قائلا إنها تنهار بسبب الهجرة من الشرق الأوسط وأفريقيا. واستهدف عمدة لندن صادق خان، واصفا إياه ب"الكارثة"، معتبرا أن انتخابه جاء نتيجة التحولات الديموغرافية المرتبطة بالهجرة. ورد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على مواقف ترامب، داعيا البيت الأبيض إلى احترام سيادة أوروبا، قائلا: "الحلفاء لا يتدخلون في الخيارات السياسية الداخلية لبعضهم البعض". لكن ترامب أكد أنه سيواصل التدخل في المشهد السياسي الأوروبي من خلال دعم مرشحين مثل أوربان الذي أشاد بسياساته الصارمة تجاه الهجرة. وتناول ترامب في المقابلة الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنه قدم مسودة جديدة لخطة سلام، إلا أن زيلينسكي لم يطلع عليها بعد. وجدد ترامب دعوته لإجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، ملمحا إلى أن الوضع السياسي في البلاد لم يعد ديمقراطيا. وفي ملف أمريكا اللاتينية، لم يستبعد ترامب إرسال قوات أمريكية إلى فنزويلا لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو، رغم تحذيرات من داخل حزبه بأن أي تدخل عسكري قد "يشكل خطا أحمر". وأشار إلى احتمال توسيع ضربات مكافحة المخدرات لتشمل المكسيك وكولومبيا، ودافع عن قراره المثير للجدل بالعفو عن الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز، رغم إدانته بقضايا اتجار بالمخدرات. وعلى الصعيد الاقتصادي، منح ترامب أداء الاقتصاد الأمريكي تقييما عاليا، محملا إدارة بايدن مسئولية ارتفاع الأسعار. وأكد أن الأسعار "تنخفض في كل المجالات" رغم بيانات رسمية تشير إلى ارتفاع سنوي بنسبة 3%. وأعلن أنه سيشترط دعم خفض أسعار الفائدة لدى اختيار رئيس الفيدرالي المقبل، بينما ظل غامضا بشأن تمديد دعم برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير" رغم الزيادات المتوقعة في أقساط التأمين الصحي عام 2026. وتطرق ترامب إلى المحكمة العليا، مؤكدا أنه سيواصل السعي لإلغاء حق المواطنة بالميلاد، واصفا أي محاولة لمنعه بأنها ستكون "مُدمرة". كما عبر عن رغبته في بقاء القاضيين توماس وأليتو في منصبيهما وعدم التفكير في التقاعد.