تلقى الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا يدور حول إمكانية قيام الأب بكتابة جميع ممتلكاته لبناته فقط من بيع وشراء، دون تخصيص أي نصيب لإخوتهن الذكور. أوضح أمين الفتوى أن هناك تمييزًا واضحًا بين الميراث الذي يتم بعد الوفاة، وبين الهبة أو التصرف في المال أثناء حياة الإنسان، مؤكدًا أن الشريعة تدعو الآباء والأمهات إلى العدل بين الأبناء وعدم الميل لأحدهم بدون مبرر. وأشار الدكتور شلبي خلال مشاركته في برنامج «فتاوى الناس» المذاع على قناة الناس، إلى أنه يجوز تفضيل أحد الأبناء إذا وجد سبب معتبر مثل الفقر أو المرض أو الظروف المعيشية الصعبة، حيث يمكن للوالدين تقديم دعم إضافي له. أما في حال عدم وجود مبرر، فلا يُفضل التمييز لأنه قد يخلق مشاعر سلبية ويؤثر على الروابط الأسرية. وأضاف أن الأب إذا كان لديه بنات فقط وأراد كتابة ممتلكاته لهن، فذلك جائز شرعًا، إلا أن الأفضل مراعاة أوضاع الإخوة الذكور وظروفهم. فإذا كانت أحوال الجميع متقاربة، فلا يستحب أن يتصرف الأب في جميع ممتلكاته لصالح البنات وحدهن، بل يمكن تخصيص جزء منها بما يحقق التوازن والود داخل الأسرة. واختتم أمين الفتوى بأن التصرف الجزئي في الأملاك خلال حياة الإنسان يعزز المودة والتراحم، بينما يظل الميراث بعد الوفاة خاضعًا للأحكام الشرعية التي لا يجوز مخالفتها. مؤكدًا أن الضوابط الشرعية تهدف إلى تحقيق العدالة والرحمة والحفاظ على استقرار الأسرة. تم نسخ الرابط