حذر مسئولو الصحة، من أن هذا الشتاء قد يشهد "أشد تفشٍ للأنفلونزا منذ عقود"، وتتشابه أعراض وشدة فيروس H3N2 مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، بما في ذلك الحمى والسعال وسيلان الأنف، وربما أعراض أخرى مثل آلام الجسم والقيء أو الإسهال. ووفقا لما ذكرته صحيفةIndependent ، فقد حذر خبراء الصحة من أن هذا الشتاء قد يكون أسوأ شتاء حتى الآن، حيث من الممكن أن يتسبب تفشي الأنفلونزا الأكثر حدة منذ عقود في إحداث فوضى في نظام الرعاية الصحية على مستوى العالم . ووصف مسئولو الصحة سلالة H3N2 الجديدة بأنها "شديدة"، وحذروا من أن هيئة الخدمات الصحية البريطانية قد تواجه "موجة عارمة" من المرض قبل عيد الميلاد. تزايد حالات H3N2 وأضافت الصحيفة، أنه ارتفعت حالات دخول المستشفيات بسبب الأنفلونزا بنسبة 56% مقارنةً بالأسبوع نفسه من العام الماضي، ويحذر الخبراء من أن ذروة الموسم لم تأتِ بعد، وقد نصح مسئولو الصحة البريطانيين بارتداء الكمامات في الأماكن العامة عند الشعور بالمرض، وشجعوا المؤهلين على تلقي التطعيم . مع تزايد الحالات، يتحدث الدكتور جوزيبي أراجونا، طبيب عام ومستشار طبي في Prescription Doctor، حول مدى قلقنا بشأن فيروس H3N2 وكيفية الوقاية منه، موضحا، أن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس الأنفلونزا الخارق يدفع هيئة الخدمات الصحية البريطانية إلى إصدار تحذير جديد بسبب ارتفاع الإصابات. ما هي سلالة H3N2؟ يُعدّ فيروس H3N2 سلالة من فيروس الأنفلونزا تُصنّف ضمن السلالتين الأكثر انتشارًا، ويُعرف أيضًا باسم السلالة الفرعية K، وهو حاليًا السلالة الأكثر انتشارًا في إنجلترا، وفقًا لوكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) سلالة H3N2 هي حاليًا السلالة الأكثر انتشارًا في إنجلترا وأوضح الدكتور أراجونا، بأن الأحرف والأرقام تشير إلى البروتينات السطحية للفيروس، وهي الهيماجلوتينين (H) والنيورامينيداز (N) وقال، إن هذا المزيج المحدد يمكن أن يسبب في بعض الأحيان مرضاً أكثر خطورة، خاصة عند كبار السن أو أولئك الذين يعانون من حالات صحية كامنة. وأضاف: "يتغير فيروس H3N2 بانتظام، لذا قد يكون نوع الفيروس المنتشر هذا العام مختلفًا عن السنوات السابقة أو عن النوع الموجود في اللقاح الموسمي، مما قد يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة". ما هي الأعراض؟ تتطور علامات وأعراض الأنفلونزا بسرعة كبيرة، والتعب الشديد شائع، وهو ما يختلف عن أعراض نزلات البرد التي تحدث بشكل تدريجي، وفقًا لوكالة الأمن الصحي البريطانية UKHSA. تتشابه أعراض وشدة مرض H3N2 مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، بما في ذلك الحمى والسعال وسيلان الأنف، وربما أعراض أخرى مثل آلام الجسم والقيء أو الإسهال. تشمل الفئات التي تعتبر معرضة لخطر كبير للإصابة بمضاعفات مرتبطة بالأنفلونزا ما يلي: الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات (وخاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين)، والبالغون الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة معينة مثل الربو والسكري وأمراض القلب وضعف الجهاز المناعي والحالات العصبية. ما هو معدل الإصابة بالإنفلونزا حالياً؟ بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، تم إدخال 1717 مريضاً إلى المستشفيات في إنجلترا يومياً خلال الأسبوع الماضي بسبب العدوى، بزيادة قدرها 56% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي، وتزيد المعدلات 7 أضعاف عن عام 2023، عندما كان هناك في المتوسط 243 مريضًا بالإنفلونزا يوميًا، ويأتي ذلك أيضاً في أعقاب أكبر موسم للأنفلونزا في تاريخ أستراليا، والذي غالباً ما يُنظر إليه على أنه مؤشر دقيق لما يمكن أن تتوقعه المملكة المتحدة. لماذا يُعدّ فيروس H3N2 خطيراً للغاية هذا الشتاء؟ قال الدكتور أراجونا، إن هناك عدة أسباب مختلفة تجعل من المتوقع أن يكون الإنفلونزا سيئاً بشكل خاص هذا الشتاء، موضحا، أن موسم الأنفلونزا قد بدأ في وقت أبكر من المعتاد، مما يمنح الفيروس مزيداً من الوقت للانتشار. وأضاف أن الفيروس قد "تطور" أيضاً عن السلالة التي ظهرت العام الماضي، مما يعني أن المناعة السابقة أو حتى اللقاح قد يوفران حماية أقل من المعتاد. وقال: "انخفض عدد الأشخاص الذين تعرضوا للأنفلونزا في السنوات الأخيرة، وخاصة الأطفال، مما يجعل المزيد من الناس عرضة للإصابة، علاوة على ذلك، يساهم الطقس البارد والاختلاط في الأماكن المغلقة والعادات الاجتماعية في سرعة انتقال العدوى، مما يخلق بيئة مثالية لارتفاع معدلات الإصابة بالأنفلونزا". حذر الخبراء سابقاً من أن السلالة طورت 7 طفرات جديدة خلال فصل الصيف، مما يعني أنها تختلف تماماً عن السلالة السابقة التي تم تضمينها في لقاح هذا العام، و تستعد المملكة المتحدة لموجة من وفيات الإنفلونزا هذا الشتاء، حيث أصدر قادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية نداءً عاجلاً للحصول على لقاح الأنفلونزا، يحثون فيه الناس على حماية أنفسهم، وقد بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا في الشتاء الماضي حوالي 8000 حالة، وفقًا لجمعية الصحة البريطانية. كيف يمكنك حماية نفسك من الإصابة بالأنفلونزا؟ قال الدكتور أراجونا إن الطريقة "الأكثر فعالية" لحماية نفسك من فيروس H3N2 هي الحصول على لقاح الإنفلونزا - خاصة إذا كنت ضمن "مجموعة أكثر عرضة للخطر" مثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، أو الحوامل، أو الصغار جدًا، أو الذين يعانون من حالة صحية مزمنة. وقال: "قد لا يمنع اللقاح كل عدوى، ولكنه يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطيرة ودخول المستشفى"، و حث خبراء الصحة العامة جميع المؤهلين لتلقي لقاح الإنفلونزا هذا الشتاء على الحصول على اللقاح. وأضاف الدكتور أراجونا، إنه يمكن تحسين الحماية من خلال الحفاظ على نظافة اليدين الجيدة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب الاتصال الوثيق بالأشخاص المرضى، والحفاظ على تهوية جيدة للمنزل. تُظهرالبيانات الجديدة التي نشرتها وكالة الأمن الصحي البريطانية، هذا الأسبوع أن لقاح 2025-2026 فعال حاليًا بنسبة 70 إلى 75 % في منع دخول المستشفى لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و 17 سنة، وفعال بنسبة 30 إلى 40 % لدى البالغين. قال الدكتور جيمي لوبيز برنال، استشاري علم الأوبئة للتطعيم في وكالة الأمن الصحي البريطانية، إن النتائج تقدم "دليلاً مطمئناً" على أن لقاحات الإنفلونزا لهذا الموسم يمكن أن توفر حماية مهمة على الرغم من المخاوف بشأن السلالة الفرعية الجديدة. إلى أي مدى يجب أن نقلق حقاً بشأن فيروس H3N2؟ وأضاف الدكتور أراجونا، أنه على الرغم من أن الأنفلونزا قد تكون "شديدة" لمعظم البالغين والأطفال الأصحاء، فإنه " بالنسبة لكبار السن، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، والفئات الضعيفة الأخرى، يمكن أن يكون فيروس H3N2 خطيرًا، وقد يضع هذا الموسم ضغطًا إضافيًا على الخدمة الصحية بسبب بدايته المبكرة وخصائص السلالة". الأهم هو توخي الحذر: الحصول على اللقاح، واتخاذ الاحتياطات، وطلب المساعدة مبكراً إذا تفاقمت الأعراض، بهذه الخطوات، يمكن إدارة المخاطر بفعالية، حتى في هذا العام الذى تنتشر فيه الأنفلونزا على نطاق أوسع.