اليوم يبدأ العرس الديمقراطي، وتبدأ معه الحكاية الأجمل على أرض مصر، المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب ليست مجرد اقتراع، بل مشهد وطني مكتمل الأركان، حيث تتحول الشوارع إلى مواكب من الأمل، وتتزين اللجان بألوان الانتماء، وتصبح الصناديق صناديق حب قبل أن تكون صناديق اقتراع. منذ الصباح، يزحف المصريون نحو لجانهم كمن يذهب إلى عيد، أسر كاملة تتحرك معًا، الأطفال يحملون الأعلام بفرح بريء، والفتيات يلتقطن الصور، والشباب يتبادلون الضحكات وهم يساعدون كبار السن في الوصول إلى أماكنهم، مشهد إنساني يليق بشعب يعرف قيمة الوطن حين يُنادى عليه. الشرطة تقف في مواقعها لا لتأمر بل لتحرس، لا لتراقب بل لتؤمّن فرحة المصريين، في لوحة تختلط فيها هيبة الدولة بفرحة المواطن، المشهد كله يبدو كأن مصر تقول للعالم: أنا هنا، أختار بإرادتي وأرسم مستقبلي بيدي. المشاركة اليوم ليست مجرد واجب وطني، بل فرض من القلب، أن تنزل وتقول كلمتك هو أن توقّع باسمك على عقد الأمل، أن تضع ورقتك في الصندوق كأنك تزرع بذرة في أرضك، تنتظر أن تثمر عدلًا واستقرارًا ونماء. ليست المسألة من تختار، بل أن تختار، لأن المشاركة صوتٌ للحياة، وصمتك غياب عنها، فالانتخابات ليست امتحانًا، بل احتفال بإرادة شعبٍ يقرر مصيره على طريقته، بعفويته ووعيه وإيمانه. بلدنا الجميلة تستحق الخير، تستحق أن نحافظ على صورتها المضيئة، تستحق أن نحكي لأبنائنا أننا كنا هنا يوم كتبنا سطرًا جديدًا في قصة الديمقراطية المصرية، اليوم ليس مجرد تصويت، بل شهادة حب، عنوانها مصر.