منذ آلاف السنين، والعالم كله يرفع قبعة الإعجاب أمام حضارة مصر، أرض الشمس والنيل، التي رسمت تاريخ الإنسانية بحروف من ذهب، وأرسلت للعالم رسالة واضحة: هنا تبدأ الدولة، هنا يولد القانون، وهنا يكتب الشعب أول فصول العدالة والسلام. مصر ليست مجرد مكان على الخريطة، بل هي تجربة حياة متكاملة، إرث ثقافي هائل يروي قصصاً عن حكمة وأخلاق وشجاعة لا تموت. مصر أول بلد عرف الدولة المنظمة ووضع دساتير العدالة، أول بلد أعلن قواعد السلام والمحبة، وعلّم البشرية أن الخير يولد من قلب الشعب قبل أن يولد من الكتب. ماعت، إلهة الحق والنظام عند قدماء المصريين، لم تكن مجرد رمز، بل دعامة لقيم تحرم السرقة والقتل وتدعو للحفاظ على نهر الحياة، نهر النيل، شريان مصر الخالد. العالم اليوم لا يتعب من الانبهار بالمصريين القدماء، ولا يزال التاريخ الممتد لهم يروي عمق شعب عرف كيف يصنع حضارة تتحدى الزمن. من الأهرامات التي تكاد تلمس السماء، إلى المعابد التي تنطق بالأسرار، ومن النقوش الهيروغليفية التي تروي قصص الملوك والأبطال، إلى الفنون التي تشهد على ذوق راقٍ وفكر متقدم، كل زاوية في مصر تحكي حكاية إعجاز لا ينتهي. هذه العظمة ليست مجرد الماضي، بل هي جزء من حاضرنا، وتذكرة لكل مصري بأن الفخر ليس خيالاً، بل حقيقة تتنفس في كل حجر وكل نهر وكل شارع. من حقنا أن نرفع الرؤوس فخورين بأننا أبناء حضارة علمت العالم كيف يعيش الإنسان بكرامة ووعي وجمال. مصر عظيمة ورائعة، وتاريخها لا يقارن، لأنها ليست مجرد بلد، بل هي قلب يضخ الحياة في التاريخ الإنساني. وفي كل مرة نتأمل فيها إرث مصر، نجد أنفسنا أمام مرآة عظيمة تعكس عظمة شعب لم يعرف الاستسلام، وأمام مدرسة حقيقية للحياة تعلمنا أن العطاء والحق والسلام هما طريق الخلود. العالم مبهور بمصر، ونحن أولى بالفخر بتاريخ صنعه أجدادنا بعرقهم وذكائهم وإيمانهم بأن الإنسان في حضارة يحترم القانون هو إنسان حقيقي.