عندما تحاصرنا الحياة بمشاكلها وهمومها، ويبدو أن كل الطرق قد ضاقت، والأبواب أغلقت أمامنا، يعتري القلب شعور باليأس وكأن الفرج بعيد لا موعد له، لكن، في تلك اللحظات، لا بد أن نتوقف قليلاً ونعيد النظر إلى ما مضى من أيامنا، نتذكر كم مرة مررنا بهذا الشعور، وكنا نعتقد أن النهاية قد حانت، لكن فجأة جاءت الحلول وكُسرت قيود الظلام. الذاكرة حاملة قصص الصبر والصمود، تذكرنا دائماً أن من استطاع أن يدبر أمره ويحل مشكلته للمرة الأولى، قادر على أن يفعل ذلك مرة أخرى، بل وأكثر. في كل مرة واجهنا فيها العسر، كان النور ينتظرنا عند نهاية النفق، والقلوب التي تعثرت لم تستسلم، بل أصبحت أقوى، متينة، ترفض أن تُكسَر أو تستسلم. اليقين هو السلاح الذي لا يخذلك أبداً، هو نور داخلي يضيء الطريق حين تسود الظلمات، اجعل من إيمانك أن الغد يحمل دوماً الأفضل، وأن الحلول، مهما طال انتظارها، حتماً ستأتي، فالحياة لا تنتهي عند مشكلة واحدة، ولا تستمر باليأس، بل تتقدم نحو الأمام دائماً. كل مشكلة مهما عظمت، مهما طال ليلها، سرعان ما تتهاوى أمام عزيمتك وإصرارك، تصبح هذه اللحظات درباً من النسيان، ذكريات تعلمت منها كيف تكون أقوى، وأصبحت خطوة إضافية في رحلة حياتك التي لا تنتهي. الفجر لا يخلف موعده، وكذلك الفرص التي لم تُولد بعد، والتجارب القادمة التي تحمل معها معاني جديدة للأمل والنجاح. دع قلبك يتنفس الصبر، وفكرك يتجه نحو المستقبل، ليس كحلم بعيد، بل كواقع تنتظره كل لحظة. القادم أفضل، ليست مجرد كلمات تتكرر، بل حقيقة نعيشها ونشهدها حين نسمح لأنفسنا بالثقة في الغد. لا تغلق الباب نهائياً على الأمل، ولا تتخلى عن المحاولة، لأن في كل مرة تحاول فيها، تقترب أكثر من نقطة الانطلاق الحقيقية نحو حياة أفضل. فلنأخذ من التجارب مرشداً، ومن الفشل وقوداً، ومن الألم درساً يربينا ويصقلنا، وهكذا تصبح المشاكل ليست عوائق، بل دروباً تهيئنا لمراحل جديدة من النجاح والسعادة.