تزايد الاهتمام بالصحة النفسية للأطفال في مصر خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في حالات الاضطرابات النفسية التي يتم استقبالها داخل مستشفيات الصحة النفسية والأقسام المتخصصة في مستشفيات الأطفال. وتشير البيانات إلى أن الضغوط الاجتماعية والدراسية والتغيرات الأسرية، بالإضافة إلى التعرض للعنف أو الإهمال، أصبحت من أهم العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للأطفال. أبرز الاضطرابات النفسية المنتشرة بين الأطفال في مصر تشهد مستشفيات الصحة النفسية زيادة في معدلات التشخيص لعدة اضطرابات نفسية، أبرزها اضطرابات القلق التي تشمل الخوف المرضي والرهاب واضطراب القلق العام، وكذلك اضطرابات السلوك التي تظهر في شكل عدوانية أو انطواء أو صعوبة في الالتزام بالقواعد. وتعتبر اضطرابات الانتباه وفرط الحركة من بين الأكثر شيوعًا لدى الأطفال في سن الدراسة، حيث تسبب صعوبة في التركيز وتشتتًا واضحًا يؤثر على التحصيل الدراسي والتواصل الاجتماعي. اضطرابات طيف التوحد يعد اضطراب طيف التوحد من أكثر الاضطرابات التي تشغل اهتمام الأطباء والأسر، إذ تزداد أعداد الأطفال الذين يتم تشخيصهم سنويًا. ويتسم هذا الاضطراب بصعوبة في التواصل الاجتماعي، وتأخر في الكلام، وسلوكيات تكرارية، ويتطلب تدخلًا مبكرًا لرفع مستوى التفاعل وتحسين القدرات المعرفية. الاكتئاب واضطرابات المزاج عند الأطفال رغم أن البعض يعتقد أن الاكتئاب مشكلة تخص الكبار فقط، إلا أن المستشفيات النفسية في مصر تستقبل عددًا متزايدًا من الحالات بين الأطفال والمراهقين. ويظهر الاكتئاب عند الأطفال في شكل عزلة، فقدان اهتمام، اضطرابات في النوم، تراجع الأداء الدراسي، وقد يصل إلى أفكار سلبية تحتاج إلى تدخل علاجي سريع. اضطرابات النطق وصعوبات التعلم تؤكد أقسام الطب النفسي للأطفال أن نسبة كبيرة من الحالات تتعلق بصعوبات التعلم مثل الديسلكسيا واضطرابات النطق والتأخر اللغوي، والتي قد تنشأ نتيجة عوامل وراثية أو بيئية. ويحتاج هذا النوع من الاضطرابات إلى برامج تأهيل متخصصة لضمان دمج الطفل في العملية التعليمية بشكل فعّال. عوامل تؤدي لزيادة الاضطرابات النفسية عند الأطفال تشير التقارير إلى عدة أسباب رئيسية وراء تزايد الاضطرابات النفسية بين الأطفال، أبرزها الخلافات الأسرية، الضغوط الدراسية، قلة التواصل الأسري الحقيقي، التنمر المدرسي، الإفراط في استخدام الهواتف والأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على الجو الأسري. وتلعب الصدمات النفسية المبكرة دورًا كبيرًا في ظهور اضطرابات سلوكية ومعرفية. طرق العلاج والدعم داخل مستشفيات الصحة النفسية تقدم مستشفيات الصحة النفسية للأطفال خدمات تشخيص وعلاج تشمل العلاج النفسي الفردي، العلاج السلوكي المعرفي، جلسات الدعم الأسري، وتدريبات علاج النطق وتنمية المهارات. وتعمل المستشفيات على تقديم برامج تأهيل للأطفال المصابين باضطرابات السلوك أو طيف التوحد أو فرط الحركة، مع توفير دعم نفسي للأهل لضمان نتائج علاجية أفضل. أهمية التدخل المبكر يشدد الأطباء على أن التدخل المبكر هو العامل الأهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال. فكلما تم اكتشاف الاضطراب مبكرًا، زادت فرص الطفل في التعافي والاندماج في المجتمع. ويُنصح الأهالي بعدم تجاهل أي تغير مفاجئ في سلوك الطفل أو مستواه الدراسي أو طريقة تفاعله الاجتماعي.