بين نبض الناس ونبض الوطن خيط واحد يشده رجل لا يتراجع عن انحيازٍ فرضته عليه فطرته قبل مسؤوليته، فمن منا لا يشعر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الحصن الذي لا يخون، والسند الذي لا يلين، والسور الذي يحوط إرادة المصريين متى اهتزت الريح أو تعالت الأصوات. إن انحياز الرئيس للشعب لم يكن يوماً شعاراً يقال، بل فعلاً يتكرر كلما احتاج الناس إلى كلمة حق أو موقف يعيد الأمور إلى نصابها. ولعل آخر تلك المواقف كان حين وصلت إلى الرئيس وقائع ما جرى في بعض الدوائر الانتخابية التي شهدت تنافساً محتدماً بين المرشحين، لم يتأخر، ولم يتردد، بل اختار أن يكون صوت الناس، فطالب الهيئة الوطنية للانتخابات بفحص كامل ودقيق لكل ما جرى، ليطمئن كل مواطن أن إرادته لا تُهدر، وأن صوته لا يسقط بين الأوراق. هذا التدخل، الذي جاء هادئاً في لفظه، حاسماً في معناه، أشاع حالة من الارتياح في الشارع، وكأن كلمات الرئيس كانت يداً تربت على كتف الوطن وتقول له: لا خوف ما دام الحق قائماً، ولا قلق ما دام العدل طريقاً. لقد أثبت الرئيس مرة بعد مرة أنه ينحاز للشعب لا بالتصريحات ولا بالخطب، بل بالفعل الذي يسبق القول، الانحياز هنا ليس مجاملة سياسية، بل تعبير عن رؤية واضحة ترى أن إرادة الناس هي الأساس، وأن الديمقراطية لا حياة لها إن لم تكن إرادة الناخب محترمة، وحقوقه مصانة، وصوته فوق كل صخب. ولذلك استقبل المواطنون كلمات الرئيس بحالة من المحبة وجبر الخواطر، وكأن صدورهم امتلأت بطمأنينة كانت تنتظر لحظة تُبعث فيها، فقد شعر الجميع أن الرئيس لم يكتفِ بمتابعة المشهد، بل اختار أن يكون جزءاً من إصلاحه. وفي تغريدته التي لاقت صدى واسعاً، أكد الرئيس السيسي أن ما جرى في بعض الدوائر يخضع لفحص الهيئة الوطنية للانتخابات وحدها باعتبارها هيئة مستقلة، ثم طالبها بالتدقيق التام، واتخاذ القرار الذي يرضي الله قبل الناس، وكشف الإرادة الحقيقية للناخبين بشفافية لا يرقى إليها شك. وأشار الرئيس إلى ضرورة التأكد من حصول كل مندوب على صورة رسمية من كشف الحصر، حتى يجيء أعضاء مجلس النواب ممثلين فعلاً عن شعب مصر داخل البرلمان، ولم يتوقف عند ذلك، بل دعا الهيئة إلى عدم التردد في اتخاذ القرار الصائب، حتى وإن كان ذلك يعني الإلغاء الكامل أو الجزئي للمرحلة في بعض الدوائر، على أن تعاد الانتخابات لاحقاً بما يضمن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. سيظل هذا الموقف علامة مضيئة في سجل الدولة، وتأكيداً أن القيادة عندما تنحاز للشعب تحيا الديمقراطية، وتستقيم العدالة، ويهدأ القلق، ومن حق المصريين ألا يخافوا ولا يقلقوا، ما دام هناك رئيس يضع إرادتهم في مقدمة أولوياته، ويجبر خواطرهم قبل أن تجفّ جروحهم.