"وصلتنى الأحداث التي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية " هكذا اختار سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسى" أن يبدأ رسالته للشعب المصرى بكلمة " وصلتنى" وكأنه أراد أن يبعث في نفوسنا الطمأنينة منذ البداية، أراد أن يخبرنا بأنه ليس بعيداً عن أحاديثنا الجانبية، ليس في عزلة عن نبض الشارع، فهو يتابع بدقة ويحرص بشدة على سلامة العملية الانتخابية، وينحاز للشعب دائماً وأبداً تحت أي ظرف، فحتى بعض الأصوات الغاضبة التي عبرت عن غضبها على " السوشيال ميديا" لم تكن مجرد أصواتاً فردية بالنسبة له، ولم يقلل من حجمها ولا من حقها في التعبير عن رأيها، فاستمع لها واستجاب إلى شكواها، وأصدر توجيهاته إلى الجهة المختصة- بالفحص- والتدقيق من أجل ضمان عملية إنتخابية نزيهة، واستكمل رسالته الحاسمة والحازمة موجهاً حديثه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات : " وأطلب من الهيئة الموقرة التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التي تُرضى الله- سبحانه وتعالى " دعونى أكررها على حضراتكم مرة أخرى - " القرارات التي تُرضى الله" فهل هناك أكثر من هذا التعبير يستطيع به سيادة الرئيس أن يطمئن قلوبنا على ما هو قادم ؟؟، ليس بالنسبة لمستقبل الحياة السياسية والإجراءات الانتخابية وحسب، إنما ما هو قادم بالنسبة لمستقبل المواطن المصرى بشكل عام، بالنسبة لمن يستحق في كل مجال، بالنسبة للأكثر كفاءة صاحب الخبرة والجهد أينما يكون، صاحب الفكر والرؤية ، بالنسبة لمن شعر باليأس بأن هناك من يشعر به و يستمع له، بأن هناك من ينصفه ويمكنه بعيداً عن حسابات " الشللية" والعاطفة والمصالح الشخصية، إنما الكفاءة وحدها هي المقياس والعدل وحده هو الميزان، فإذا تحدث رئيسنا عن ما يُرضى الله، فبالتأكيد لن يُرضى الله سواء العدل والشرف والنزاهة، وإعطاء الحق لم يستحق حتى وإن كلفنا هذا إعادة تصحيح كاملة للمسار، هذا ما أمر به الله، وهذا ما وجه به رئيسنا " الإنسان" خلال كلمته مشدداً: " ولا تتردد الهيئة الوطنية للإنتخابات في إتخاذ القرار الصحيح عند تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقية، سواء بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة من الانتخابات، أو إلغائها جزئياً في دائرة أو أكثر من دائرة إنتخابية" ، فأعلى الرئيس " عبد الفتاح السيسى" من قيمة الحرية والعدل خلال تلك الكلمة، حينما أفسح المجال أمام الهيئة الوطنية للانتخابات لاتخاذ أي قرار يضمن إعادة تصحيح المسار، مهما كان هذا القرار، حتى وإن كان بالإلغاء الكامل لهذه المرحلة أو الإلغاء الجزئى لدائرة أو عدة دوائر، فلم يعد هناك أي حلول مطروحة سواء تحقيق العدل الانتخابى، وأن يفوز المرشح بناءاً على الأصوات الانتخابية النزيهة المجردة من أي شوائب أو تدخلات أو ضغوطات، وأن يمثل كل دائرة من وقع عليه الاختيار الحقيقى وليس البروباجندة الزائفة أو الممولة، فلم يترك الرئيس ثغرة إلا وأغلقها في وجه الفاسدين، خاصة حينما طلب من الهيئة الوطنية للإنتخابات الإعلان عن الإجراءات المتخذة ضد أي مخالفات في الدعاية الانتخابية،، " وأطلب كذلك من الهيئة الوطنية للانتخابات الإعلان عن الإجراءات المتخذة نحو ما وصل إليها من مخالفات في الدعاية الإنتخابية " ، فلا مجال للثرثرة على السوشيال ميديا أو للتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية بعد أن طلب الرئيس بنفسه الإفصاح عن الإجراءات تجاه المخالفات، و الحقيقة أننى اسمع في خلفية هذا البيان أو هذه الكلمة العادلة المنصفة التي أصدرها سيادته، بكاء شديد في زاوية كل من فكر في أن مصر ستعود مرة أخرى إلى الخلف، ونحيب بلا توقف على كل مجهود ضاع هباءاً في محاولة إفساد العملية الانتخابية في عهد رئيس لا يغفل عن حق مواطنيه . وأسمع أيضاً أصوات تصفيق وهتاف النصر لكل من أنصفهم الخطاب وأعطاهم الأمل من جديد، وهم كثيرون ليس فقط المرشحين أو الناخبين، إنما أشعر بانتعاشه أمل وتفاؤول مست قلوبنا جميعاً، فنحن نعلم الأن أن لنا رباً يحمينا ورئيسا من بعده يطبق عدله على الأرض، وكل ما نتمناه أن ينصت المسئولين جيداً لتوجيهات الرئيس وأن يتعظوا من خطابه اليوم، فأعتقد أن هذه الكلمة بمثابة جرس إنذار للجميع. فرئيسنا يتابع ويراقب ويتدخل في الوقت الصحيح منحازاً لأصحاب الحقوق . تحيا مصر- تحيا مصر- تحيا مصر