في زمنٍ يلهث فيه كثيرون وراء التقليد، يضيع الأصل بين نسخٍ باهتة لا روح فيها، نحاول أن نكون مثل هذا، أو نشبه ذاك، فنفقد ملامحنا شيئاً فشيئاً حتى نصحو على مرآةٍ لا نعرف من تعكس، بينما الحقيقة البسيطة تقول: كن نفسك، فالعالم لا يحتاج نسخة جديدة من أحد، بل يحتاجك أنت كما أنت. لكل إنسان حكاية لا تشبه سواها، وظروف لا تتكرر، وأحلام خُلقت على مقاسه وحده، فكيف نقيس خطواتنا بخطوات غيرنا، ونحن نسير على أرضٍ مختلفة، وفي وقتٍ مختلف؟ سر في طريقك بثقة، وامنح نفسك فرصة أن تخطئ، أن تتعثر، أن تتعلم، ثم تنهض من جديد وأنت أكثر وعياً بذاتك. لا تجعل من حياتك مرآةً لغيرك، بل لوحةً ترسمها بألوانك الخاصة، جرّب، اكتشف، غيّر، وطور نفسك، فالإبداع يبدأ حين تتوقف عن النسخ، والتميز يولد حين تصدّق أنك قادر، أنت تستطيع، تقدر، وتملك في داخلك ما يكفي لتصنع الفرق إن آمنت بذاتك. ثق في نفسك، لا لأنك الأفضل، بل لأنك المختلف، فكل إنسان يحمل بصمته التي لا يملكها سواه، اصنع حلمك كما تشاء، لا كما يشاؤون، احكِ قصتك بطريقتك، لا بلغتهم، واعلم أن الطريق نحو الذات أطول من كل الطرق، لكنه الأصدق والأجمل. ابدأ الآن، لا تنتظر الإذن من أحد، لا تبرر اختلافك، ولا تخجل من تفردك، فأن تكون نفسك هو أعظم إنجاز يمكن أن تصل إليه، وأعمق نجاح يمكن أن تحققه في عالمٍ يحاول أن يجعلك نسخةً منه.