من المعلوم من التاريخ والواقع باليقين، أن أهلي— أهل مصر قاطبة— يحيون في كنف شريعتي «الشريعة الإسلامية» ويحيون بها .. و لم يكن هناك يوما صوت منا يطالب بأن يغير ما نحيا به هويةً و مصيراً. ورغم أن التاريخ الإسلامي لم يخل من الزج بحاكمية الله فى (...)
ما يحدث فى سيناء الآن شديد الخطورة .. وإن كان بالقطع ليس منفصلا عما حدث في سيناء فى العامين الماضيين أو العقدين الماضيين .. وهو ما كان يكشف دائما غياب الدولة وعورات الحكم .. أما خطورة ما يحدث الآن أنه يحدث وليس هناك من ذرائع تُقبل لا لغياب الدولة (...)
«عرفة» مواطن مصرى صالح من محافظة الغربية دأب علي سؤالي عن الأمور التي تستغلق عليه في واقعنا اليومي. استوقفني عرفة يوما مبادرا: «هو يعنى إيه علمانية ؟». وكان سبب سؤاله أنه حضر خناقة فى الشارع نشبت بين طرفين عن طبيعة الدولة المصرية، وما ينبغي أن تكون (...)
في وسط الصخب الدائر عن الحديث باسم الشريعة وباسم الغيرة على الدين والحرص على حكم الله .. التاريخ يهمس فى آذاننا علنا نسمع.
ففى تاريخ المسلمين - قديمه و حديثه - سنة واحدة واضحة .. تقول أن كل من صنف نفسه فى موقع أرقى من عموم المسلمين وأحال علاقته بهم (...)
حين أشرت سابقا إلى عودة الأساتذة الفضلاء الذين انسحبوا من التاسيسية قبلا .. و أشرت إلى التواصل الكريم معي كما مع غيرى بالطبع – بشأن العودة. وبرغم ما كان في حيثيات عودتهم من وجاهة وحرص على المصلحة الوطنية وما اشترطوه على أنفسهم أن تكون عودتهم هي إحدى (...)
ليس دائماً سوء النوايا هو ما قد يورد الناس موارد الهلاك. لكن قد يكون حسن النوايا!
فمع سوء التقدير والجهل بحقائق الأشياء يأتي الهلاك المحقق. ولم يكن ما ورد فى الأثر والذي نسطره فيما يلي إلا توجيها لنا من ربنا بفهم هذا المعنى والذي أرى حكمته قد (...)
1. حقنا الأول:
ينبغي أن نعرف لكل مادة فى الدستور: مصدر اقتراحها (الشخص أو الجهة التي اقترحتها)، من قام بصياغتها، كيف تم إقرارها في داخل لجنتها بالهيئة التأسيسية.
2. حقنا الثاني:
نريد أن تعلن التأسيسية عن خطة واضحة لكيفية توصيل المسودة لكل حي وشارع (...)
قريبا جداً.. بل أقرب مما تتصور، سيكون عليك واجب وطني، لا تملك أن تتقاعس عنه ما دمت قادرا واعيا. ذلك هو أن تكتب مواد دستور بلادك. أعتقد أنك تشعر أني أضحك عليك أو أقول لك كلاما نظريا لا يودي ولا يجيب. فأنت أكيد تقول في قلبك أنك لست عضوا في الهيئة (...)
إن كان للدول خطاب يعبر عن سياستها الخارجية وتوجهاتها تجاه جوارها ومحيطها الإقليمي والدولي، فهو ليس بالضرورة كل ما يتحدث به رؤساؤها. فالخطاب إن كان بقدر الدولة، كان خطاب الدولة، وإن كان بقدر قائله فهو خطابه هو.
جاء خطاب الدولة المصرية مؤخرا فى مؤتمر (...)
ليس عيبا أو مستغربا أن تكون المحاصصة السياسية وضمانة الولاء الفكرى حاضرة كمعيار اختيار شاغلي المواقع العامة في أي دولة استقر نظامها الديمقراطي، وتجاوزت إلى حد معقول القبلية الفكرية والعصبية السياسية.. وإن كان حتى فى الديمقراطيات المستقرة ينضبط هذا (...)
الفتنة هي شق صف المجتمع واستنفاره لصراعات تستنزف قواه وتجعله ذاهلا عن أولوياته و ضرورات ترقيه وصراعه الحقيقى.. الفتنة بضاعة وصناعة .. لها منتجوها و مستهلكوها شأنها شأن أي بضاعة أخرى. وسوق الفتنة يخلق فقط حين يوجد الطرفان .. و يروج حين يمارس الطرفان (...)
في مجتمع اشترى حريته بدماء أبنائه ونور أبصارهم، من عجب أن يكون هناك حنين للاستبداد. ومن غير المعقول أن تجد من يسعى لإيجاد مسوغات وأسباب إعادة إحيائه. وبالتأكيد من غير المقبول أن يعمل البعض على تأسيسه وإعادة بنائه.
أقول هذا بمناسبة حالة الهرولة إلى (...)
الآن مع خروج الطرف صاحب الصخب الأعلى من الساحة السياسية المصرية (المجلس العسكرى)، آن للاعبيها أن يعرفوا أنه باتت للعبة السياسية قواعد واحدة يتساوى فيها الجميع دون أن ينتظر البعض نصرة ال«مخلص» أو يلقى البعض الآخر التبعة على «المتآمر»، فأسطورة أو (...)
جاء خروج المجلس العسكري من المشهد السياسي المصرى بهذا الشكل الانهيارى- ليس فقط- ليعلن عمليا اختفاء آخر رمز رسمي ينتمى لنظام مبارك، ولكن ليخرج معه من المشهد قدرا هائلا من المماحكات السياسية والمتاجرة والتدليس باسم الثورة .. وأوهام أخرى فى إعادة انتاج (...)
زعموا أن ظاهرة اجتماعية رديئة انتشرت فى بعض دول الشرق كان مؤداها أنه .. بعد القبض على أحد عتاة الإجرام وإيداعه الحجز.. يقوم هذا البلطجى بإحداث إصابات شديدة فى جسده قبل مثوله أمام القضاء. ثم يتهم ضباط العسس (الشرطة) بتعذيبه. وهو ما كانوا يسمونه أنه (...)
جرى العرف أن نقصر مفهوم المؤسسات السيادية على المؤسسات العسكرية والأمنية والشئون الخارجية، مما يشى بسطوة الدولة وتسلط الحاكم على مقدرات الناس من خلال القرار الأمنى والقوة العسكرية والعلاقات الدولية. وعليه، ففى زخم التشكيل الوزارى الحالى، بقى الحديث (...)
أنا حين أكتب، أكتب «من» آحاد الناس مثلي، و ل«آحاد» الناس مثلي.
نتشارك الحيرة سويا، ونجري حوارا بيننا، نعلم أن كلنا فيه نبحث عن الحقيقة، ولا يتصور أحد منا— نحن بسطاء الناس— أننا نملك الحقيقة أو نحتكر الحكمة، لأن الحقيقة ستبقى أبدا في البحث دون (...)
«الثورة» فعل أخلاقى .. قيمى .. جماعى تقوم به كتلة حرجة واسعة من كل أطياف مواطنى وطن ما .. من أجل هدم «نظام» فاسد يحكم .. ولكن بالأساس من أجل بناء «الدولة» وإصلاح مؤسساتها إصلاحا جذريا. الثورة إذاً .. هى الإصلاح الجذرى أو «الراديكالي» .. ويكون ذلك (...)
جواهر لال نهرو وجمال عبد الناصر زعيمان تاريخيان تمتعا بزعامة مستحقة انبنت على محبة حقيقية من شعوبهم. كانت زعامة نهرو أقل بريقا فى حياتيهما، لكنها كانت الأبقى أثرا بعد رحيله، لأنها رسخت للهند دولة "قانون وديمقراطية". أخطأت وأصابت لكنها بقيت، وأسست (...)
أصدق المجلس العسكرى في رغبته تسليم السلطة. وأصدق الرئيس المنتخب في رغبته تسلم صلاحياته غير منقوصة. وأصدق كل الوطنيين الصادقين منا الراغبين فى إنهاء عملية التسليم والتسلم في أسرع وقت.
لكن أرجو أن نصدق جميعا التاريخ والمنطق الذي يقول أن التسليم (...)
الإخوان المسلمون فصيل وطنى له حلم و مشروع. له ما له وعليه ما عليه. اجتهدوا وناضلوا وأصابوا حينا. وأخطأوا في حق أنفسهم وفي حق الوطن أحيانا— شأنهم فى ذلك شأن فصائل أخرى— فكان منهم ما رآه البعض أخطاء ومنهم مارآه البعض خطايا، يسددون استحقاقات هذه (...)