امتداداً لتاريخ مصرى حافل بمسيرة فنانات تشكيليات ناضلن من أجل قيم إنسانية.. الحرية والعدل الاجتماعي.. وقضايا المرأة نذكر منهن إنجى أفلاطون وعفت ناجى وجاذبية سرى اللاتى لم يكن فنانات فقط بل كن رائدات فى العمل الإنسانى ومثالاً يحتذى فى العطاء المتواصل. امتدادًا لهذه المسيرة كان التواجد التشكيلى للفنانات المصريات واضحاً وظهر بقوة فى التواجد المكثف فى معظم الفعاليات الفنية المختلفة وامتد هذا التواجد من القاهرة إلى خارج الحدود ليشمل عواصم أوروبية. واستطعن من خلال ذلك التعبير عن أحلام وهموم المرأة والمشاركة فى دعم القضايا الإنسانية.
من القاهرة كان معرض «ربيع الفنانين» النسخة التاسعة وافتتحه السفير الفرنسى بالقاهرة الذى دعا فيه زوار المعرض ومحبى الفن إلى العطاء من أجل قضايا إنسانية كبرى مؤكدا تنوع وحيوية الإبداع فى مصر. كانت البداية لفكرة المعرض مع بعض السيدات الفرنسيات المقيمات بالقاهرة واللاتى عبرن عن عشقهن للفن المصرى بإقامة هذا الملتقى الفنى سنويًا، الذى يقدم فى دورته الحالية أكثر من 80 فناناً وفنانة من مختلف محافظات مصر شاركوا ب 350 عملاً فنياً تنوعت بين الرسم والتصوير والنحت والفوتوغرافيا. المعرض يساهم فى تقديم المساعدة للأطفال والنساء ويقدم لهن الدعم. شاركت 49 فنانة فى المعرض وهو ما يشكل اهتماماً ملحوظاً للفنانات المصريات بالمشاركة بأعمالهن فى دعم القضايا الإنسانية. كان لفنانة «صباح الخير» نرمين بهاء التواجد المتميز فى الملتقى وشاركت بثلاثة أعمال وتميزت لوحاتها بالتعبير عن المشاعر والأحاسيس الأنثوية التى قدمتها برقة وعذوبة ملحوظة فى أغلب أعمالها.
وفى هلسنكى افتتح السفير محمد غنيم سفير مصر فى فنلندا معرض «هى التى ترسم الشمس» الذى نظمته الفنانة عبير فريد شوقى بالتعاون مع المبادرة الفنلندية لحقوق المرأة. يضم المعرض أعمالاً متميزة لمجموعة من الفنانات المصريات ويحتفى بروح التعبير الفنى للتشكيليات حين يتحول الفن إلى أداة للتغيير. شارك فى المعرض 43 فنانة مصرية تنوعت أعمالهن فى طريقة عرض أفكارهن وبين شجون المرأة وقدمن المشاعر الإنسانية المشتركة والهموم والقضايا الذاتية للمرأة. شاركت فى المعرض فنانة «صباح الخير» سماح الشامى بلوحة واحدة بعنوان «اعتراف» التى عبرت فيها بشكل رمزى عن لحظات القوة والتحرر من القيود، فى لحظة اعتراف لاتخشى فيها اللوم.. لحظة اعتراف بحقيقة النفس.. ولحظات الصدق دون خوف. تجارب فنية نسوية تستحق الإشادة والتحية لما يضفنه للفن التشكيلى من معانٍ وقيم إنسانية.