سعر جرام الذهب بالصاغة مساء اليوم الجمعة، عيار 21 يسجل هذا الرقم    الكرملين: روسيا تريد سلاما دائما وليس هدنة مؤقتة في أوكرانيا    د. آمال عثمان تكتب: المرتزقة.. وتجارة الدم    تشكيل إنبي الرسمي لمواجهة الأهلي في كأس عاصمة مصر    ذا أثلتيك: صلاح يعود لقائمة ليفربول أمام برايتون بعد اجتماع مثمر مع سلوت    مؤتمر فليك: ريال مدريد لم يفقد المنافسة.. ولن أتحدث عن ألونسو    عمومية اتحاد التجديف تشيد بنتائج المنتخب المصري في البطولات الدولية والقارية    اعترافات مدرس بتهمة التعدي بالضرب على طالبة داخل مدرسة بالقاهرة    شاهد، ابنة محمد هنيدي تتألق في جلسة تصوير زفافها    عروض تراثية وفنون شعبية..«الشارقة للمسرح الصحراوي» يستعد لافتتاح الدورة التاسعة    رشح أم إنفلونزا.. كيف تميز بينهما وتحمي نفسك؟    علي ناصر محمد: حكم جنوب اليمن شهد نهضة تعليمية وتنموية    وزير الثقافة ينعى الناشر محمد هاشم.. صاحب اسهامات راسخة في دعم الإبداع    علي ناصر محمد تحدث عن تشكيل المجلس اليمني المشترك بين الشمال والجنوب    الجبهة الوطنية أكبرهم، 12 مقعدا خسائر الأحزاب في انتخابات ال 30 دائرة الملغاة    تعاون مصري - ياباني لتعزيز تنافسية المشروعات الصناعية| فيديو    إشادات دولية بالإنجاز الحضاري.. المتحف الكبير يصنع طفرة سياحية غير مسبوقة    اتحاد الصناعات: 1822 مشروعًا تديرها سيدات في مجالات غذائية مختلفة    «الإفتاء» تواصل قوافلها إلى شمال سيناء لتعزيز الوعي ومواجهة التطرف    ضبط 42102 لتر سولار داخل محطة وقود لبيعها في السوق السوداء    تجارة عين شمس تتوج أبطال كأس عباقرة أصحاب الهمم    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    اكتشاف معماري ضخم.. العثور على بقايا معبد الوادي في أبوصير| صور    مفاجأة سارة.. هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    ما حكم زيارة المرأة الحائض للمقابر والمشاركة في الغسل؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز شراء سلعة لشخص ثم بيعها له بسعر أعلى؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس المجلس الأوروبي: يجب تحويل التعهدات بتلبية الاحتياجات المالية لأوكرانيا إلى واقع    رئيس مجلس الوزراء يستعرض أبرز أنشطته الأسبوعية: استثمارات جديدة ودعم البحث العلمي وتعزيز الأمن الغذائي    دوري المحترفين.. الصدارة للقناة والداخلية يهزم مالية كفر الزيات    مجلة تايم الأمريكية تختار مهندسى ال AI شخصية عام 2025    الليلة.. كنوز التلاوة وسر 100 أسطوانة للشيخ محمد رفعت في فيلم الوصية الوثائقي    الصحة: «فاكسيرا» تبحث مع شركة e-Finance إنشاء منظومة إلكترونية متكاملة لخدماتها    طبيب عروس المنوفية: كانت متوفية من ساعتين ورفضت منحهم تصريحا بالدفن    الأوراق المطلوبة للتعيين بوظيفة مندوب مساعد بقضايا الدولة دفعة 2024    أمن سوهاج ينجح في تحرير طفل مختطف خلال ساعات.. وضبط المتهمين    مدرب برايتون: أتمنى مشاركة محمد صلاح غداً.. وأزمته مع ليفربول لا تهمنا    "بحوث الصحراء" ينظم ورشة عمل حول الخبرات المصرية في تطبيقات المؤشرات الجغرافية وتحدياتها    226 طن مواد غذائية، قافلة صندوق تحيا مصر تصل بشاير الخير بالإسكندرية    الغارات الإسرائيلية على لبنان لم تُسجل خسائر بشرية    رئيس شعبة الكيماويات: صناعة البلاستيك تواجه تحديات عالمية    مصر تعزز التحول الأخضر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء المستدام    كأس إنتركونتيننتال.. يورتشيتش يعاين ملعب "أحمد بن علي المونديالي" قبل مواجهة فلامنجو    ضبط طرفي مشاجرة بالإسكندرية بسبب خلاف مالي    نجوم العالم في ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025    أمطار خفيفة في مناطق متفرقة بالجيزة والقاهرة على فترات متقطعة    فصل سورة الكهف....لا تتركها يوم الجمعه وستنعم ب 3بركات    نانت «مصطفى محمد» ضيفًا على أنجيه في الدوري الفرنسي    خبير ضخ الفيدرالي الأميركي 40 مليار دولار شهريًا خطوة استباقية لضمان السيولة وتجنب اضطرابات السوق    رامي عياش: أحلم بدويتو مع محمد منير وفؤش.. وانتظروا تعاونى مع أحمد سعد    وزارة التضامن تشارك بورشة عمل حول تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر    «المجلس الأعلى لمراجعة البحوث الطبية» ينظم ندوة لدعم أولويات الصحة العامة في مصر    وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة    مصر تتوج بفضيتين في الوثب العالي والقرص بدورة الألعاب الأفريقية    طريقة عمل الأرز بالخلطة والكبد والقوانص، يُقدم في العزومات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» تكشف القصة الكاملة للأزمة: زيادة الصادرات وراء محاولات التأثير على صناعة عسل النحل
نشر في المصري اليوم يوم 31 - 05 - 2025

أكد خبراء تربية النحل وإنتاج العسل أن قطاع تربية النحل يتعرض سنويًا لهجمات شرسة تهدف إلى تشويه المنتج المحلى وعرقلة صادراته، رغم ما يحققه من طفرات ملحوظة، مشددين على أهمية توعية المستهلك المحلى بجودة المنتج المصرى الأصيل، وضرورة تعزيز الثقة فى منتجات عسل النحل المصرية.
قال فتحى بحيرى، رئيس اتحاد النحالين ل«المصرى اليوم»، إن مصر تحتل المركز ال15 عالميًا فى إنتاج عسل النحل، بإنتاج يتراوح بين 12 و15 ألف طن سنويًا، موضحًا أن أبرز 4 دول فى الإنتاج العالمى تشمل الصين وتركيا والأرجنتين وإيران.
وأشار إلى أن 7 أنواع من العسل المصرى تحظى بإقبال فى الأسواق العالمية، من بينها: عسل البرسيم، الموالح، اليانسون، حبة البركة، الشمر، السدر، وعسل الأعشاب.
وأضاف بحيرى أن الدول الأكثر منافسة لمصر فى تصدير العسل تشمل تركيا، التى تُعد أكبر مصدر للعسل إلى أوروبا، والأرجنتين التى تُصدّر كميات كبيرة إلى الولايات المتحدة، وأوكرانيا، التى تُعد منافسًا قويًا لمصر فى الأسواق الأوروبية، ونيوزيلندا التى تُصدر عسل المانوكا بأسعار مرتفعة.
وأوضح أن مصر تمتلك إمكانات كبيرة لزيادة الإنتاج والتصدير، خاصة مع توفر البيئة المناسبة لتربية النحل، مشيرًا إلى أن مصر تصدّر نحو مليون طرد نحل حى سنويًا، وتنتج حوالى 15 ألف طن من العسل، تُصدَّر منها 2500 طن إلى مختلف دول العالم، ما يحقق عائدات تُقدّر بنحو 300 مليون دولار سنويًا لقطاع تربية النحل.
وأشار رئيس اتحاد النحالين العرب إلى أن أكبر مستوردى عسل النحل فى العالم هم: الولايات المتحدة (تستهلك نحو 200 ألف طن سنويًا)، والصين (رغم إنتاجها الضخم، فإنها تستورد عسلاً عالى الجودة)، إضافة إلى فرنسا، والمملكة المتحدة، واليابان، والسعودية، والإمارات.
ولفت إلى أن حجم التجارة الدولية فى منتجات النحل يصل إلى نحو 400 ألف طن سنويًا، بقيمة سوقية تتجاوز 8 مليارات دولار وفقًا لإحصاءات عام 2023، فيما يشهد الإنتاج العالمى نموًا سنويًا يتراوح بين 1٪ و2٪ نتيجة زيادة الطلب.
ووفقًا لتقارير اتحاد النحالين العرب، تشمل التجارة الدولية أيضًا منتجات أخرى مثل شمع النحل، والغذاء الملكى، وحبوب اللقاح، والبروبوليس، وصمغ النحل. ويبلغ حجم الإنتاج العالمى من العسل نحو 1.8 مليون طن سنويًا، بحسب منظمة الأغذية والزراعة «FAO».
وأكد الاتحاد أن العسل المصرى يتمتع بجودة عالية، ويُصدّر إلى عشرات الدول وفقًا لمعايير رقابية وصحية معتمدة، مشيرًا إلى وجود رقابة حكومية وتحاليل دورية تُجرى قبل التصدير من خلال جهات تحظى بمصداقية عالية واعتماد دولى.
وقال بحيرى إن قطاع تربية النحل فى مصر يشمل آلاف الأسر، ويُعد مصدر دخل أساسى لشرائح واسعة من المجتمع، خاصة فى الريف والصعيد، ويعتمد على خبرات علمية وتراكمية.
وأشار إلى أن جودة العسل وتداوله تعتمد على تحاليل معملية دقيقة تُجرى وفق قواعد علمية صارمة لضمان دقة النتائج، مؤكدًا أن عملية سحب العينات قبل التحليل يجب أن تُجرى بأسلوب علمى لتكون النتائج معبرة بدقة عن جودة المنتج.
وأضاف أن تفسير نتائج تحاليل منتجات النحل يتطلب متخصصين ومعامل معتمدة، حيث إن الأرقام الواردة فى تقارير التحاليل لا تكفى وحدها لإصدار أحكام قاطعة حول جودة المنتج أو احتمالية غشه.
وشدد على أن تفسير هذه النتائج يتطلب خبرة علمية وفهمًا دقيقًا للمواصفات القياسية، والمتغيرات الطبيعية للعسل، والمنهجيات المعتمدة عالميًا للكشف عن الغش، محذرًا من إصدار استنتاجات دون الاعتماد على هذه المعايير، لما قد ينتج عنها من نتائج مضللة، وهو أمر يحدث فى جميع أنحاء العالم.
أوضح «بحيري» أن أى تحاليل تتعلق بجودة أعسال النحل هى تعبير عن عينة تمثل جزءًا من الكل، حيث تعبر العينة عن جودة المنتج ككل فى حالة سحبها بمعرفة الجهات الرقابية المعتمدة رسميًا، مثل وزارة الصحة، هيئة سلامة الغذاء، أو الجهات المستوردة للعسل المصرى التى تطلب اختبارات جودة خاصة، وهو ما يؤكد الثقة فى العسل المصرى بمختلف الأسواق الدولية دون شكاوى تتعلق بالجودة.
ودعا رئيس اتحاد النحالين العرب عشاق عسل النحل ومنتجاته إلى الثقة فى الإنتاج المصرى، وتحرى الدقة والحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية والموثوقة، مؤكدًا أن الجهات الرقابية والمعامل المتخصصة فى مصر تعمل بجد لضمان جودة وسلامة العسل المصرى المطابق للمواصفات القياسية المحلية والدولية.
وأشار «بحيري» إلى أهمية دور الاتحادات والجمعيات المتخصصة فى مجال منتجات النحل والعسل، وتنفيذ برامج توعية لشرح كيفية التمييز بين العسل الطبيعى والمغشوش وفقًا لمعايير الجودة، وتوضيح المعايير العلمية للحكم على جودة العسل، مشددًا على دعم كل جهد مخلص يهدف إلى تطوير قطاع تربية النحل والحفاظ على ثقة المستهلك فى العسل المصرى والعربى.
وأشاد «بحيري» ببيان مجلس الوزراء الصادر عن المركز الإعلامى، والذى جاء لكشف الحقائق بعد مزاعم تداول «عسل نحل مغشوش» فى الأسواق، موضحًا أن بيان الحكومة يشكل دعمًا لصناعة تدر عائدًا اقتصاديًا للدولة وتوفر فرص عمل، ويعكس حرص الدولة الكامل على صحة وسلامة المواطنين، والتزامها بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة فى جميع المنتجات الغذائية المتداولة فى الأسواق المصرية، بما يتماشى مع اللوائح الفنية والمواصفات القياسية المعمول بها فى مصر.
وأكد «بحيري» أهمية مشروعات تربية النحل فى محاربة الفقر وتحسين سبل المعيشة للفئات محدودة الدخل، مشيرًا إلى أنها فرصة لتحقيق أعلى عائد من المشروعات الصغيرة، والمساهمة فى زيادة الصادرات بقيمة تتناسب مع الميزة النسبية لمصر فى تربية النحل، كما شدد على أهمية دور الدولة، بالتعاون مع هيئة «تصدير الصناعات الغذائية»، فى دعم العلامة التجارية لحماية حقوقنا فى الإنتاج.
وأضاف «بحيري» أن مصر لديها خطط واستراتيجية طموحة لرفع كفاءة منظومة إنتاج العسل ومنتجات النحل بما يخدم مصلحة النحالين ويحقق لهم أعلى قيمة اقتصادية، مشيرًا إلى أن خبرات مصر فى جودة العسل المصرى تستهدف النفاذ إلى الأسواق الدولية عبر إبرام العديد من عقود التصدير التى تمكّن الدولة من تحقيق عائد يصل إلى 300 مليون دولار كإجمالى صادرات قطاع تربية النحل.
وأوضح رئيس اتحاد النحالين العرب أن المعارض الدولية الغذائية تلعب دورًا مهمًا فى استلهام التجارب العالمية لتبنى علامة تجارية عالمية تساهم فى نفاذ المنتجات الغذائية إلى الأسواق الدولية، مشددًا على ضرورة تبنى خارطة طريق مشتركة بين الحكومة ووزارة الزراعة والمجلس التصديرى للصناعات الغذائية للوصول إلى هذا الهدف وزيادة الصادرات المصرية من الصناعات الغذائية، بما فى ذلك منتجات النحل، وفقًا للاشتراطات والمواصفات القياسية الدولية.
وأشار «بحيري» إلى الدور الاقتصادى الحيوى لتربية النحل، حيث تساهم صناعة النحل فى دعم الاقتصاد من خلال توفير فرص عمل، وزيادة الدخل القومى، وتصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى الاطلاع على التقنيات الحديثة فى مجال إنتاج العسل. وأضاف أن ذلك يتم من خلال تحويل منتجات النحل إلى أشكال تسويقية متنوعة تحقق أعلى قيمة اقتصادية، إلى جانب تطوير منظومة التربية لزيادة الإنتاجية.
ولفت رئيس اتحاد النحالين العرب إلى أن هذه الخطوات تساهم فى تنمية وتطوير منظومة تربية النحل العربية وزيادة إنتاجها وتعظيم الاستفادة من منتجات النحل، من خلال نقل تقنيات القيمة المضافة لمنتجات الخلية، والاستفادة القصوى من تحويلها من منتج خام إلى مواد صيدلانية وغذائية صحية، بما يوسع فرص التسويق المتعدد لمنتجات مثل شمع العسل، غذاء ملكات النحل، حبوب اللقاح، البروبوليس، وغيرها من المنتجات ذات القيمة الغذائية والطبية.
وأضاف «بحيري» أن مشروعات تربية النحل تلعب دورًا مهمًا فى الحفاظ على التنوع البيولوجى، حيث تُسهم النحلات فى تلقيح النباتات، مما يدعم التنوع البيولوجى والنظم البيئية، إضافة إلى الاستخدامات الطبية للعسل، الذى يُستخدم فى الطب التقليدى لعلاج العديد من الأمراض، كما يدخل فى صناعة الأدوية والمكملات الغذائية.
وأشار «بحيري» إلى أهمية الدعم الحكومى لصناعة النحل وتشجيع تطويرها، عبر التوسع فى البرامج الإرشادية للنهوض بمشروعات تربية النحل وتنظيم برامج توعية بأهمية النحل ودورها فى الحفاظ على البيئة، مؤكدًا ضرورة تنويع مصادر الرحيق الطبيعى فى البلاد وتنويع منتجات النحل لتتجاوز إنتاج العسل فقط.
وأكد «بحيري» على أهمية دور الدولة المصرية فى التعاون مع المجلس التصديرى للصناعات الغذائية فى تسويق منتجات النحل فى الأسواق العربية والعالمية، وتسليط الضوء على جودتها وسلامتها، وتحفيز الاستهلاك لحماية الصحة العامة والبيئة، مشددًا على أهمية تطوير صناعة النحل عبر تحسين تربية النحل.
وأشاد رئيس اتحاد النحالين العرب بالجهود المبذولة لتطوير صناعة النحل اعتمادًا على البحوث العلمية، التى تشمل تطوير سلالات نحل أكثر مقاومة للأمراض، وتحسين تقنيات التربية، وإيجاد بدائل آمنة للمبيدات الحشرية، لمواجهة تحديات تغير المناخ وتأثيراته على مستقبل تربية النحل.
وقالت الدكتورة هند عبداللاه، مدير المعمل المركزى لتحليل مبقيات المبيدات، إن شهادات الجودة التى يصدرها المعمل، إلى جانب التحديث المستمر لاختبارات متبقيات المبيدات والعقاقير البيطرية، تُعد من أهم الأدوات لضمان جودة منتجات عسل النحل المصرى خلال مراحل تداولها، سواء للاستهلاك المحلى أو التصدير إلى الخارج. وأشارت إلى أنه تم تحليل أكثر من 600 عينة من عسل النحل خلال خمسة أشهر لأغراض التصدير للأسواق الدولية.
وأضافت «عبداللاه»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن دور المعمل الأساسى يكمن فى ضمان خلو العسل من المبيدات الضارة من خلال إجراء تحاليل دقيقة لمنتجات النحل، وخاصة العسل، للتأكد من خلوها من تلوث بكتيرى وأى بقايا مبيدات حشرية أو مواد كيميائية قد تُستخدم فى الزراعة أثناء رحلة النحل لإنتاج العسل. وأكدت أن هذا الدور يعكس صورة مبتكرة لسلامة الغذاء وحماية صحة المستهلك.
وأوضحت مدير معمل متبقيات المبيدات أن المعمل يُعد شريكًا رئيسيًا للنحالين ومنتجى العسل، إذ يُشكل الإطار التطبيقى لضمان جودة منتجاتهم، ويسهم فى توسيع نطاق رؤيتهم عالمياً. كما يهدف المعمل إلى التعاون مع الجهات المعنية، مثل المعاهد المتخصصة فى بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية، واتحاد النحالين العرب، لتطوير قطاع تربية النحل عبر تقديم الاستشارات الفنية التى تساعد النحالين على الحد من الممارسات التى قد تؤثر سلبًا على جودة العسل.
وأضافت «عبداللاه» أن المعمل يساهم فى تحديد معايير تحسين جودة العسل المصرى وتوافقها مع المعايير الدولية، من بينها معايير الكودكس الغذائى الدولى لسلامة الأغذية وجودتها، بالإضافة إلى معايير الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الخاصة بتصدير المنتجات الزراعية، ومنها عسل النحل.
وأشارت إلى أن هذا الدور يفتح أسواقًا جديدة أمام المصدرين المصريين، حيث تساعد نتائج تحاليل المعمل فى الحصول على شهادات الجودة اللازمة لتصدير العسل إلى العديد من الدول، مما يوسع آفاق التصدير.
وختمت «عبداللاه» بالتأكيد على أهمية تشجيع المزارعين على استخدام المبيدات بشكل آمن للحد من تأثيرها السلبى على عالم النحل، وضمان حماية النحل من هذه المخاطر، من خلال اعتماد ممارسات زراعية سليمة لا تؤثر على جودة المنتجات الزراعية. وأوضحت أن ذلك يضمن إنتاجًا عالى الجودة يتوافق مع المعايير والمواصفات المصرية والدولية.
قالت الدكتورة أسماء أنور، رئيس قسم بحوث النحل بمعهد وقاية النباتات، إن قطاع تربية النحل فى مصر يُعد من القطاعات الواعدة التى توليها الدولة اهتمامًا خاصًا لدورها فى دعم الاقتصاد الوطنى، مع وجود معايير دقيقة لتحليل الأعسال وفق المواصفات المصرية والدولية.
وأضافت «أنور» فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن مصر متميزة بجودة عسلها، ولا ينكر ذلك إلا جاحد، مشيرة إلى وجود معامل معتمدة دوليًا لكشف أى محاولات تداول لعسل مغشوش. وتقوم هذه المعامل بتحليل جميع أنواع الأعسال والتأكد من جودتها ومطابقتها للمواصفات القياسية المحلية والدولية.
وأوضحت أن مصر تحظى بسمعة عالمية كبيرة فى تصدير عسل النحل وطرود النحل، حيث بلغت صادرات العسل نحو 3200 طن العام الماضى، ما يعكس الثقة الدولية فى جودة المنتج المصرى وقدرته التنافسية فى الأسواق العالمية.
ولفتت رئيس قسم بحوث النحل إلى أن وزارة الزراعة تواصل تعزيز الرقابة على تراخيص تشغيل المناحل، وإصدار الكارت الذكى، وإنشاء قاعدة بيانات تهدف إلى وضع استراتيجية للنهوض بالثروة النحلية فى مصر. كما تهدف هذه الإجراءات إلى الحد من الاستخدام العشوائى للمبيدات والعلاج غير المنضبط لأمراض نحل العسل، عبر قسم بحوث النحل.
وأضافت «أنور» أن معمل جودة عسل النحل واختبارات العسل التابع لمعهد وقاية النباتات يقوم بالكشف الدقيق على جميع الأعسال المصرية قبل التصدير. ويحصل المعمل على شهادة ISO 17025، ويشمل التحليل دراسة كافة مكونات العسل من نسب السكريات والإنزيمات والرطوبة، وكذلك تحديد نسب حبوب اللقاح لتحديد المصدر النباتى للعسل.
وأوضحت أن المعمل مجهز بأحدث الأجهزة لتقييم جودة العسل، ويتم التنسيق مع الجهات الرقابية مثل جهاز حماية المستهلك وهيئة سلامة الغذاء للحد من غش العسل وملاحقة المخالفين، بالإضافة إلى التوعية بطرق شراء الأعسال ذات الجودة العالية.
وفى السياق ذاته، أكد تقرير رسمى صادر عن مركز البحوث الزراعية أن الحملات التى تحاول النيل من صناعة النحل تركز على التقليل من مكانة عسل النحل المصرى دون التمييز بين العسل الجيد وغير الجيد. وأوضح التقرير أن هذه الاتهامات تفتقد الموضوعية وتهدف إلى تعميم السلبيات والتشهير.
وأضاف التقرير أن فى جميع دول العالم يوجد عسل جيد وآخر غير جيد أو مغشوش، ولكن المهم هو إبراز جودة العسل الطبيعى وفق المواصفات المصرية والدولية. ويُستخدم قياس نسب السكروز والإنزيمات والرطوبة وحبوب اللقاح لتحديد المصدر النباتى وعليه تتحدد جودة العسل.
وأشار التقرير إلى أن مصر تتميز بإنتاج أجود أنواع عسل النحل بفضل تنوع البيئات الزهرية الغنية فى المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة لمربى النحل المصريين التى تساعد على تلبية احتياجات السوق المحلى والدولى.
وأكد التقرير أن وزارة الزراعة، عبر الجهات المعنية فى معهد وقاية النباتات، تنظم حملات توعية للتعريف بجودة الأعسال وفق نتائج التحاليل المعتمدة، وتقدم خطوات عملية للنحالين لضمان جودة منتجاتهم.
وختم التقرير بالدعوة للمواطنين بعدم الانسياق وراء الشائعات التى تهدف إلى زعزعة الثقة فى المنتج الوطنى، وطلب من وسائل الإعلام تحرى الدقة والمصداقية فى نشر المعلومات للحفاظ على استقرار السوق وسمعة المنتجات المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.