الفتنة هي شق صف المجتمع واستنفاره لصراعات تستنزف قواه وتجعله ذاهلا عن أولوياته و ضرورات ترقيه وصراعه الحقيقى.. الفتنة بضاعة وصناعة .. لها منتجوها و مستهلكوها شأنها شأن أي بضاعة أخرى. وسوق الفتنة يخلق فقط حين يوجد الطرفان .. و يروج حين يمارس الطرفان دوريهما بشغف. صانع الفتنة مفسد .. حاقد .. موتور في العادة .. و من يسقط فيها .. فيروجها له و يكون لها وسيطا ومرتعا ووقودا هو فى العادة إما جاهل أو سفيه .. أو مدع أو مفسد أيضاً. موريس صادق ومن مثله ومن خلفه فى إسرائيل أو أمريكا وغيرهما هم من المفسدين فى الأرض .. موتورون، صناع فتنة، كارهون لنا ولوطننا ولدين الله ولأنبياء الله وأولهم نبينا. الانتصار لوطننا ولديننا ونبينا واجب لا يتأخر عنه إلا مفرط .. ولكن الفطنة - هي في ألا نستدرج و نكون أطراف فتنة يصنعها غيرنا لنكون نحن وقودها .. فيضيع بها ديننا ودنيانا- أوجب. سوق الفتنة لن تنتهي ما بقى الصراع الإنساني بين الخير والشر .. ولكن يستطيع أى مجتمع عاقل أن يجعلها تجارة تبور .. إذا عقل، ولم يستدرج من صناع الفتنة، ولم يمل اليها بجهل أو بسفاهة. هذه الاساءة والدناءة تجاه الإسلام ورسول الله (ص) ليست الأولى فى التاريخ و لن تكون الأخيرة .. و لكن جاء الوقت لكى نعرف فى ميزان الدين والمنطق من أين يؤتى ديننا ونبينا بالإساءة الأكبر. ممن كرهوا هذا الدين ودأبوا على محاربته؟ أم ممن أحبوه واتبعوه و لكنهم دأبوا على إهانته وخذلانه بسوء فهمهم له و سوء فعلهم باسمه؟! نزع فتيل الفتنة أي فتنة واحتواؤها واجبنا جميعا .. لكن بقى أن نقول أن كل من زايد على مشاعر المصريين .. كل من استغل الإطار الأخلاقى لغضبهم من إهانة دينهم ونبيهم لمصلحته .. كل من راهن على استثمار سياسي رخيص بتأجيجه النفوس .. هو شريك مباشر في خلق صدام مجتمعي وشريك مباشر فى الفتنة. لن يُقبل من هؤلاء حكمة زائفة بأثر رجعي .. لن يشفع لهم بحثهم عن شماعات تعينهم على التنصل من فعلتهم. سييبقى هؤلاء آثمون فى حق المجتمع وسيلاحقون بإثمهم .. ما بقوا على غيهم. فمن أفسد شيئا عليه إصلاحه .. لا الهروب من مسئوليته. ادرءوا الفتنة ب"الفطنة".. ف'المؤمن كيس فطن' .. كما ورد فى الأثر، ورحم الله عمر بن الخطاب حين قال 'أميتوا الباطل بالسكوت عنه'.