مع اقتراب موسم الحج عام 2025، تفيض المشاعر في قلوب المسلمين الذين يستعدون للسفر إلى الأراضي المقدسة، لتأدية أعظم شعائر الدين وأحد أركان الإسلام الخمسة، وبينما يحمل الحجاج حقائبهم ويتجهون نحو مكةالمكرمة، يحمل أهلهم وأحبابهم مشاعر الفخر والدعاء، ويرسلون كلمات تهنئة صادقة تمزج بين الفرحة والرجاء في أن يعودوا سالمين مأجورين. فرحلة الحج سفر إلى الله، وموعد مع الطهر، وفرصة للغفران والبدء من جديد، لذلك فإن كلمات التهنئة للحجاج المغادرين تأخذ طابعًا روحانيًا مميزًا، وتُعد وسيلة للتعبير عن الحب والدعاء والأمنيات الطيبة في هذا الظرف الإيماني الخاص. التهنئة بالحج.. تقليد محبب وموقف مؤثر تهنئة الحاج قبل السفر من العادات المحببة في المجتمعات الإسلامية، حيث يتجمّع الأقارب والأصدقاء لتوديع الحاج بكلمات طيبة ودموع فرح، يتمنون له حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، ويتسابق الناس لإهدائه الدعاء، وتوصيته بالدعاء لهم عند بيت الله، في لحظة تتجلى فيها معاني الإيمان، والتواصل، والمحبّة. كلمات تهنئة مؤثرة للحجاج المغادرين "بارك الله لك في حجك، وتقبله منك، وأعانك على أداء المناسك كاملة، وأعادك إلينا سالمًا مغفورًا لك بإذن الله." "أسأل الله أن يكتب لك حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا، وأن يجعل لك من كل خطوة أجرًا، ومن كل دعاء قبولًا." "هنيئًا لك ضيافة الرحمن، وهنيئًا لقلبك الذي سيخفق على مقربة من الكعبة، ادعُ لنا عند مقام إبراهيم، وعند عرفات، ولتكن في دعائك لنا نصيب." "في حفظ الله ورعايته، تمضي إلى أطهر بقاع الأرض، نسأل الله أن يبلغك المناسك، ويعيدك إلينا بخير وفرح ورضا." الدعاء للحاج.. أسمى أنواع التهاني تهنئة الحاج لا تكتمل دون دعاء، فالدعاء له بالحفظ، والتيسير، والقبول هو أرقى ما يمكن تقديمه، كما أن الحاج نفسه يُستحب له أن يدعو لأهله وأحبته، إذ تُرجى استجابة الدعاء في تلك الأماكن المباركة، خاصة يوم عرفة وعند الطواف والسعي. وبين لحظة التوديع ولحظة العودة، يعيش أهل الحاج أيامًا ممزوجة بالدعاء والاشتياق، لكن يظل الأمل كبيرًا في أن يعود وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه، وأن يملأ بيته بركة، وقلبه نورًا، وحياته نقاءً جديدًا، فهي مشاركة في رحلة روحانية عظيمة، تُبنى فيها الذكريات وتُغرس فيها المحبة في أعمق صورها.