مع شروق شمس التاسع من ذي الحجة، تتوجه أنظار العالم الإسلامي نحو جبل عرفات، حيث يقف ضيوف الرحمن في لحظة من أعظم لحظات الإيمان والتجرد، يستغيثون بالله ويبكون طمعًا في رحمته وغفرانه. وفي هذا المشهد الروحاني، يحرص كثير من المسلمين على إرسال كلمات المحبة والدعاء والتهنئة للحجاج، تعبيرًا عن مشاعر الفخر والفرح بنيلهم شرف الحج في يوم عرفة وقبل عيد الأضحى المبارك. عام 2025، الموافق ل 1446 هجريًا، يشهد مشاركة آلاف المسلمين من مختلف بقاع الأرض في موسم الحج، وسط استعدادات مكثفة وخطط تنظيمية تُسهّل أداء المناسك بطمأنينة، ومع ذلك، تظل الكلمات التي يتبادلها الناس في هذه المناسبة لها وقع خاص، إذ تعبر عن أعمق الأمنيات بأن يكون حجهم مبرورًا وسعيهم مشكورًا وذنبهم مغفورًا، وتتنوع العبارات التي يرسلها الأقارب والأصدقاء إلى الحجاج، وتصب جميعها في بوتقة واحدة: الدعاء بالتوفيق والقبول. ويقول أحدهم: "هنيئًا لك الطواف والسعي والوقوف بعرفة، تقبل الله حجك وأعادك إلينا سالمًا مغفورًا لك." بينما يكتب آخر: "كل عام وأنت إلى الله أقرب، نسأل الله أن يجعل حجك بداية جديدة تنقّي بها روحك وتسمو بها نفسك". ووفي رسائل لا تخلو من الشوق، يخاطب البعض أحبتهم بعبارات مؤثرة مثل: "تمنيت أن أكون معك بين الحجيج، لكن قلبي هناك يدعو لك.. تقبل الله طاعتك وأعادك إلينا بخير". لا تقتصر التهاني على الكلمات فقط، بل ترافقها صور رمزية تعبر عن قدسية المناسبة، مشاهد الحجاج حول الكعبة، ودموعهم على جبل عرفات، وأدعية مكتوبة على خلفيات روحانية. ويقول أحد الأهالي ممن ودعوا أبناءهم إلى الحج هذا العام: "فرحتنا لا توصف، دعونا لهم كثيرًا أن يُكتب لهم القبول، وأن تكون هذه الرحلة بداية تحول روحي في حياتهم". وتختتم هذه التهاني بالدعاء الشامل الذي يتكرر في كل لسان: "اللهم اجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنوبهم مغفورة، وارزقنا وإياهم الفردوس الأعلى". إنه موسم لا يشبه غيره، حيث تتلاقى الأرواح في مشاعر إيمانية عميقة، وتُغلف الكلمات بالدعاء الخالص، وتُرسل من القلب إلى القلب، في وقت تُفتح فيه أبواب السماء وتُرجى فيه مغفرة لا تُرد.