أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن تغطية الوجه أثناء الإحرام، سواء كان باستخدام الكمامة أو النقاب أو أي وسيلة أخرى، لا تفسد الإحرام أو الحج، لكنها تعد من محظورات الإحرام التي تستوجب الفدية إذا لم يكن هناك ضرورة ملحّة. وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن الرجل المحرم لا يجوز له تغطية رأسه، ولكن فيما يخص تغطية الوجه في حالات مثل الغبار أو البرد أو العدوى، فإن الشريعة جاءت بالتيسير، فإذا اضطر المحرم لتغطية وجهه، فعليه فدية، مستشهدًا بقول الله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ". وأضاف أن الفدية تكون اختيارية بين ثلاثة أمور: صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، لكل مسكين كيلو ونصف من الطعام، أو ذبح شاة وتوزيعها في الحرم. وأشار إلى أن النساء اللاتي يصررن على لبس النقاب أثناء الإحرام عليهن فدية كذلك، وأن من يلبس شيئًا يقيه البرد الشديد كالبالطو، خاصة كبار السن، يجب عليه أن يُفدي، لكن إحرامه صحيح وحجه تام بإذن الله، مؤكدًا أن الضرورة لا تبيح المحظور دون مقابل، بل تجبره بفدية. وأكد على أن عبادة الحج عبادة عظيمة قد لا تتكرر كثيرًا في حياة المسلم، لذلك شرعت الفدية كوسيلة لجبر النقص، لا للإبطال، مضيفًا: "وما جعل عليكم في الدين من حرج".