أن يحتشدَ أقباطٌ فى بعض الميادين المصرية،احتجاجا على الفيلم الأمريكى المسيء إلى النبى «محمد»، صلى الله عليه وسلم، فهذا يؤكد أن الاصطفاف الوطنى،سوف يبقى صلدا ، لن يكسره صُنّاع الفتنة،ومشعلو الحرائق. ورغم تداعيات هذا الفيلم الأحمق،ورغم المشاهد الغاضبة من الإساءة إلى الرسول الأكرم،إلا أن خروج أقباط مصريين،إلى الشوارع،ليعبروا عن إدانتهم لإهانة النبى الأكرم،بدا وكأنه شعاع برز فى ليل مُظلم بهيم. سيقول السفهاء من الناس ومن الإخوان تحديدا،ولماذا خرج هؤلاء؟ قل :لأنهم وطنيون،وعاشوا فى كنف الإسلام سنين عددا،فلم يعهدوه دينا يقوم على العنف والقتل والإرهاب،وقرأوا عن نبيه،فأيقنوا أنه كان رسولا للحب والخير والسلام،ولم يكن داعيا،يوما،إلى إهانة الإنسان،أيا كان دينه وجنسيته ولونه. خرج الأقباط،من رجال الكنيسة، وغيرهم مدافعين عن «محمد»نبى الخير والهدى والسلام، وهم لا يبغون جزاء ولا شكورا،ولا يحسبون حسابا لأمريكا أو غيرها،كما يفعل الإخوان،والذين فى نفوسهم مرض. قال رجال الكنيسة كلاما مهما فى حق من يقال إنهم صناع الفيلم،من أقباط المهجر،وتبرأوا منهم،ودافعوا عن نبينا دفاعا مستنيرا،دفاع الفاهمين لرسالة محمد،ودين محمد، وأخلاق محمد،انطلاقا من قناعات وطنية راسخة فى نفوسهم،رسوخ الجبال فى الأراضين،فيما التزم أهل الجُبن والمكر والخداع، الصمت،وراحوا يغازلون الولاياتالمتحدة،ويخطبون ودها،ويتمنون عليها،ألا تغضب من غضب الغاضبين والمتظاهرين أمام سفارتها فى القاهرة. فالشكر موصول، لكل قبطى،خرج إلى الشارع ثائرا،غاضبا،محتجا،من أجل إهانة نبينا الأكرم،من قبل نفر مأجورين،موتورين،يمشون على رءوسهم،ويفكرون بنعالهم،ويعملون لحساب غيرهم. والشكر موصول، لكل قيادة قبطية،أدانت هذا العمل،وأهانت صناعه، وأنزلتهم المنازل التى يستحقونها،ودافعت عن نبينا العظيم. أما الذين تواروا بعيدا،ونافقوا وهادنوا،فقد قدموا برهانا جديدا،على أنهم يُغلبون مصالحهم الدنيا،على الإسلام،الذى يتمسحون به،وينسبون أنفسهم إليه،زورا وبهتانا،فلو كان الفيلم المسىء عن مرشدهم مثلا،لملأوا الميادين والشوارع ضجيجا،ولامتلأ ميدان التحرير عن آخره،ولكن لأن الأمر يتعلق برسول الله،صموا وعموا،فصبر جميل،والله المستعان على ما تصفون..