من حق المسلمين أن يغضبوا، من حقهم أن يثوروا، من حقهم أن ينتقموا له، لأن حذاءه صلى الله عليه وسلم أشرف من أمريكا، ومَن عليها، من حقهم أن يهدروا دم كل من يسىء إليه، دون تحقيق أو محاكمة أو حتى استتابة، فالإساءة إليه لا تسقط أبداً بالتوبة أو بالاعتذار، ولا بأى تعويض، من حقهم أن يعلموا هؤلاء الكفرة أن إهانة الرسول لا تساويها كل دماء مَن على الأرض، لأنه رسول الله خير الخلق، إمام الأنبياء والرسل من آدم إلى المسيح، لكن ليس من حق أحد أبداً أن يتخذ من هذه الجريمة سبباً لإثارة الفوضى والعنف، وإعادة مصر إلى الوراء، ليس من حق أحد أن يهاجم السفارات، أو يعتدى على رجال الأمن، فالذى فعل ذلك ليس أكثر حباً للرسول منا، بل إننى أزعم أن كل الذين غضبوا بصدق لم يفكروا أبداً فى مهاجمة السفارات، وأغلب من ذهبوا إلى السفارة الأمريكية لم يكن يشغلهم نصرة الرسول، وإنما كان هدفهم الانتقام من الشرطة، وربما كان بعضهم يسعى لإثارة الفوضى. وأنا هنا لا أدافع عن المسيئين للنبى صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء لا يستحقون إلا الموت حرقاً، كما أننى عندما أقف ضد حرق السفارات أو اقتحامها لا أبرئ الولاياتالمتحدة من هذه الجريمة، بالعكس فالمتهم الأول هو الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى يأتى على رأس المسيئين للإسلام والمسلمين، وجرائمه فى أفغانستان، وباكستان، والعراق، وليبيا وغيرها لا تخفى على أحد، وكراهيته لدين محمد معروفة منذ طفولته، وبلاده تقدم كل أنواع الدعم المادى والسياسى لهؤلاء الخارجين عن كل الأديان، فضلاً عن أنها تتدخل فى كل صغيرة وكبيرة تخص المسيحيين فى كل مكان، خاصة فى مصر، وتقيم الدنيا ولا تقعدها إذا قرأت شائعة عن إصابة مواطن مصرى مسيحى ولو فى حادث سير، وتعتبره اضطهاداً، كما أنها لا تسمح أبداً بتصوير فيلم مدته 4 دقائق ينكر أكذوبة محرقة اليهود على يد النازى، وتسعى لفرض القوانين الدولية التى تجرم معاداة السامية، بينما ترحب بكل إساءة للإسلام والمسلمين، مع أن الدين عند الله الإسلام. كما أننى لا أبرئ الكنيسة، نعم هى لم تنتج الفيلم وأدانته، وبعض الأقباط تظاهروا ضد المسيئين، لكن أليس من بين الموتورين الذين ارتكبوا هذه الفاحشة مَن لا يزال قساً من قساوستها، فماذا فعلت له؟ وهل يحتاج الأمر إلى فتح تحقيق؟ إننى أتساءل ماذا لو كانت الإساءة من مصريين مسلمين للدين المسيحى؟ -مؤكد هذا لن يحدث- لكن السؤال يفرض نفسه، لو حدث، ماذا كانت ستفعل أمريكا وإنجلترا وفرنسا؟ وماذا كانت ستفعل الكنيسة؟ أعتقد أننا جميعاً نعرف الإجابة. أيها السادة، إن إسلامنا الذى لا تعرفون عنه شيئاً، يأمرنا أن نؤمن بجميع الأنبياء والرسل، ولا نفرق بين أحد منهم، ونحن لا نطلب منكم أن تؤمنوا برسولنا -وإن فعلتم فهو خير لكم- لكننا نصر على أن تحترموا ديننا ورسولنا بالحسنى، وإلا فاعلموا أن جميع المسلمين فداء لمحمد صلى الله عليه وسلم.