«رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)

في مثل هذا اليوم قبل واحد وعشرين عامًا، فقد الشعب الفلسطيني قائده التاريخي وزعيمه الوطني، الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبوعمار)، الذي رحل بعد مسيرة حافلة بالنضال والعطاء، جسد خلالها معنى الثبات والإصرار على الحقوق الوطنية المشروعة.
ويستذكر الفلسطينيون والعرب اليوم ذكرى استشهاد «عرفات» الذي قاد مسيرة التحرير لعقود، مؤسس حركة «فتح» ورمز القضية الفلسطينية، الذي حمل الحلم الوطني في أقسى الظروف، وواجه الاحتلال، بوجدانًا جمع بين البندقية وغصن الزيتون.
المولد والنشأة
ياسرعرفات هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية من 5 يوليو 1994 حتى وفاته، واسمه كاملًا محمد عبدالرحمن عبدالرؤوف عرفات القدوة الحسينى، وكان أبوه من غزة ويعمل بتجارة الأقمشة بحي السكاكينى بمصر.
ولد الرئيس الراحل ياسر عرفات بالقدس في 4 أغسطس عام 1929، وتلقى تعليمه في القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر في 1956.
ودرس «عرفات» في كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وبعد تخرجه في كلية الهندسة، سافر إلى الكويت وعمل مهندسًا وهناك ولدت حركة«فتح»، وفى قمة القاهرة في 1964 تأسست منظمة التحريرالفلسطينية برئاسة أحمد الشقيرى وفي 3 فبراير 1969، تولى عرفات رئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة التحريرالفلسطينية فأرسى سياسة المقاومة المسلحة.
وألقى «أبوعمار» عام 1974 كلمة باسم الشعب الفلسطيني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها قال جملته الشهيرة «جئتكم حاملا بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي».
وقاد «أبوعمار» بصفته قائدا عاما للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، خلال صيف 1982 المعركة ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما قاد معارك الصمود خلال الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية الغازية حول بيروت طيلة 88 يومًا انتهت باتفاق دولي يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وحين سأل الصحفيون ياسر عرفات لحظة خروجه عبر البحر إلى تونس على متن سفينة يونانية عن محطته التالية، أجاب «أنا ذاهب إلى فلسطين».
وأطلق «أبوعمار» (عقب إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988)، في الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، حيث انتقلت الجمعية العامة وقتها إلى جنيف نتيجة، رفض أمريكا منحه تأشيرة سفر إلى نيويورك.
وأسست هذه المبادرة لقرار الإدارة الامريكية برئاسة رونالد ريجان في ال16 من الشهر ذاته، والقاضي بالشروع في إجراء حوار مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس اعتبارا من 30 مارس 1989.
بداية الطريق إلى الدولة
وفي 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسًا للسلطة الوطنية في انتخابات عامة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مسيرة الطريق إلى الدولة.
ورغم فشل مفاوضات «كامب ديفيد» عام 2000 نتيجة التعنت الإسرائيلي، حرص ياسر عرفات على عدم التفريط بالحقوق الفلسطينية المشروعة، حيث اندلعت «انتفاضة الأقصى» في 28 من سبتمبر 2000، وحاصرت قوات ودبابات الاحتلال الرئيس عرفات في مقره بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، بحجة اتهامه بقيادة الانتفاضة، واجتاحت عدة مدن في عملية سُميت «السور الواقي».
21 عامًا على رحيل عرفات
وفي 29 أكتوبر عام 2004 تدهورت الحالة الصحية للشهيد ياسر عرفات، وقرر الأطباء نقله إلى فرنسا للعلاج، حيث أودع بمستشفى بيرسى بفرنسا، وحينها تزايد الحديث عن احتمال تعرضه للتسمم، وبقي فيه إلى أن استشهد فجر الخميس 11 من نوفمبر عن عمر يناهز 75 عامًا.
القيادات الفلسطينية تحيي ذكرى استشهاد عرفات
أحيت قيادات فلسطينية، اليوم الثلاثاء، الذكرى الحادية والعشرين لوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بوضع أكاليل من الزهور على ضريحه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
ووضع حسين الشيخ نائب رئيس دولة فلسطين، إكليلًا من الزهور على ضريح عرفات بمقر الرئاسة الفلسطينية نيابةً عن الرئيس محمود عباس، وقرأ الفاتحة على روحه.
كما شارك رئيس الوزراء محمد مصطفى، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واللجنة المركزية لحركة فتح في الفعالية، إلى جانب مسؤولين فلسطينيين آخرين.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على المضي قدمًا في استكمال مسيرته التي كانت نحو الحرية والاستقلال.
وقالت حماس في بيان على منصة «تليجرام»: «إن الحركة ستبقى على العهد، متمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني ومدافعة عن أرضه ومقدساته، وأن ذكرى الرئيس ياسر عرفات ستظل منارة تضيء درب النضال والتحرير، مشددًا على أن حماس على تواصل دائم مع مختلف الفصائل الفلسطينية للاتفاق على خطوات وطنية مشتركة لمواجهة التحديات الراهنة، ولا سيما في الضفة وغزة، وقضية الأسرى، داعيًا الجميع إلى التعالي على الخلافات الجزئية من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا».