بدوىٌّ يعدُّ الرمل فى الصحراء،
والصحراءُ تحملُه
إذا ما غرست القدمان شقَّ الرَّبْعَ..
وشبَّرَ حلقه بضروع نخلٍ.
وكانت ناقةٌ
لصوتها ظلالُ الشجرةِ الأولى
وجسدُها عذراءُ يموءُ لباسُها عنها
تقول له: الصحراءُ شاسعةٌ ولا عينٌ تراها
يقولُ: وما فيها سوى رملٍ؛ (...)
رسَمَ يدًا خارجةً من جسد.. وسأل؟!
قلتُ: يدٌ خارجةٌ من جسد
قال: لا هذى يدٌ، ولا هذا جسد
هذا إنسانُ كلِّ زمانٍ ومكان؛ ألمُ الطبيعة.
ورسَمَ جَملاً
قلتُ: جمل
قال: ليصبحَ الجملُ جملاً يحتاج إلى رملٍ وجبلٍ ودمعٍ ويحتاج سماءً تجرحُها شمسٌ كى تنظرَ عيناه (...)
ولم يكن سوى واحدٍ اصطادهُ النهرُ فصار بائعَ سمكٍ
يخرجُ من النَجمَةِ حاملاً صنارته ومقطفهُ والميزان
يجالسُ الصبرَ..
وكلَّ يومٍ يعودُ
كلَّ يومٍ يغطى رصيفَ شارعنا؛
الصنارةُ على الحائط، والسمكُ فى مقطفٍ،
والميزانُ فى الأرض.
صار علامةً؛
إذا قصدت الحيَّ.. (...)
وليس سوى نجار
كلما صَنَعَ بابًا خلقَ جدار
.. والجدران عالية
لا شُبَّاك
ولا فم
وسكاكينُ تسقطُ من السماءِ فتمتلئُ الغرفةُ بالدم
ومَنْ عامَ أمّ
لا شىء
فى آخر الشارع بيت
البيتُ على النهر،
والسمكُ يدعوه إلى جزيرةٍ تُطلُّ على ماضٍ
يطعنُ الحاضرَ بمصل (...)
حملَ بائعُ التين ثماره ومضى إلى حيث يبيعُ
لم يشتر الناسُ فى ذلك اليوم
عاد بائعُ التين إلى بيته، ومرَّ يوم
الثمرُ غالٍ والمواسمُ غابرة والسوقُ لا ترحم
صارت الأيامُ أشجار عَطب
كلما نَظَرَها تحسَّر على حديقته
كيف تركها نهبًا لبذرةٍ واحدة.
خيال
وعندما (...)
محمود الشُنقرابى فنان ينهلُ من ذاكرته الجمالية الضاربة فى الجذور، فهو المسافر دومًا فى ذاكرة المكان وعالم الخيال، فضلا عن سفره عبر الأزمان من خلال استدعاء الحواديت الشعبية القديمة، عوالم ألف ليلة وليلة، وحكايات الشاطر حسن وست الحسن، وكذلك الشخصيات (...)
الحديث عن المصالحة هو حديث الساحة الآن؛ يحظى باهتمام إعلامى ومجتمعى ربما بطريقة يستغربها العامة؛ فمعظم المطروح مشوب بالالتباس؛ هل الأمر خاص بطرفى نزاع؛ (التيارات السياسية المدنية مقابل تيار الإسلام السياسى؟) أم الدولة مقابل الإرهابيين الذين يضربون (...)
"العالم.. لعبة.. وحكاية لطيفة"، وكان عاشقا للألعاب الإلكترونية؛ يجتاز كل مراحلها بيسر، لكن لعبة ما أرهقته وأرقته؛ فكلما وصل إلى المرحلة النهائية يتعثر فيها فتظهر على الشاشة لوحة Game Over، وكأنها تُخرج له لسانها؛ وهكذا مع كل محاولة لدرجة باتت معها (...)
تعرض الشاعر الكبير جمال القصاص لحادثة نشل أمس الأول، كان القصاص فى طريقه إلى «دار العين» لحضور ندوة مناقشة ديوان الشاعر الشاب محمد القلينى (أركض طاويًا العالم تحت إبطي)، فبعد أن فرغ من عمله فى جريدة «الشرق الأوسط» استقل «الباص» من شارع جامعة الدول (...)
يعقد إقليم جنوب الصعيد الثقافى برئاسة الباحث سعد فاروق المؤتمر الأدبى الرابع للإقليم خلال الفترة من 24 حتى 26 مايو الجارى تحت عنوان «الثقافة بين تمكين المؤسسة.. وأحلام المثقف» دورة الشاعر الراحل مأمون الحجاجى.
وقال بكرى عبدالحميد أمين عام المؤتمر (...)
يقيم صالون الدكتور عبدالناصر هلال الثقافى مساء غد الجمعة احتفالية خاصة تحت عنوان «محمد عبدالمطلب إنسانًا وأستاذًا وناقدًا»، وذلك بمناسبة حصول الناقد الدكتور محمد عبدالمطلب، أستاذ البلاغة فى كلية الآداب جامعة عين شمس، على جائزة الملك فيصل العالمية فى (...)
■ شهدت مكتبة الإسكندرية فى الفترة من 3 إلى 5 يناير مؤتمر «صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية»، شارك فيه نحو 250 مثقفًا ومفكرًا وخبيرًا فى مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، ناقشوا سبل المواجهة الفكرية (...)
شهد مؤتمر «صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية»، الذى عقد بمكتبة الإسكندرية فى الفترة من 3 إلى 5 يناير الجارى، العديد من المواقف الطريفة، أبرزها ما حدث بين الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاسشارى لحزب التجمع، وكمال الهلباوى القيادى (...)
كل شيء فى بداية أمره يبدو كلعبة، وكذلك الحروب تبدأ بسيطة، ذات مستوى محدود، يمكن السيطرة عليها وتوجيهها لفترة، لكنها تنمو وتتطور وتبتكر منظومتها مع تشابكات الواقع وتعقيداته، حينها تنفلت القدرة على تحجيمها، فتفرض قواعدها الجديدة التى يصعب التحكم فيها، (...)
«الدنيا مش سودة»، بمعنى آخر يجب ألا تكون سودة، فمن غير المنطقى أن يبدو هذا البلد صاحب التجارب الكبيرة «أبيض يا ورد»، «لايص ومتخبط وغرقان في الوحل» بدون رؤية واضحة لحل المشكلات التي تحفه من كل جانب، وما من شك أن بمصر عقولا تفكر وتخطط، وناس تعمل (...)
يتردد داخل كل واحد منا صوت: «ما تكونش غير نفسك».. فيجده على الورق: «لا تكن ما لست أنت».. فهل نحن مصابون بالازدواجية؛ نفكر بلغة ونكتب بأخرى؟!
نحن خبيز الثقافة الشفاهية التى عجنت وطبخت لغاتنا من قديم الأزل، اللغة التى أسهمت فى صناعة النسق الثقافى (...)
ولن يكون فى حسبانك، وأنت «دايخ السبع دوخات عشان تحل مشاكلك اليومية»، أن تقف مشدوهًا تتأمل منشر الغسيل؛ كيف كان وكيف تغيَّر من حال إلى حال، ثم لماذا تشغل بالك وبال الآخرين معك بأحوال السيد منشر؛ وكيف كان لطيفًا ودودًا، لا به ولا عليه، يؤدى وظيفته (...)
كنت مشغولاً بالتفكير فى دخول سريع لعربة المترو؛ قبل الباب ما يقفل.. وهوووب دخلت، وفى نفس اللحظة دى اشتغلت ماكينة شاب طويل خالص ولسانه زى البربند: أبوك أمك.. أخوك أختك.. أهلك معارفك.. يا ابن الستين× سبعين!!
وقبل أن يستقر الشهيق والزفير بتاع قلبي، (...)
التحقت بالمدرسة الابتدائية عقب انتصار أكتوبر؛ كنت آنذاك أصغر من السن القانونية، وهو ما جعل الناظر يردنى أكثر من مرة على مدار الشهور الأولى، لكننى تشبثت بالمدرسة بكل الطرق؛ فمع كل صباح أستعد فى كامل هيئتى ب«المريلة البيج والشنطة القماش المخلة»، أمسك (...)
حفلت الأدبيات العربية فى العقود الثلاثة الماضية بتناول موضوعات وظواهر مسكوت عنها، على رأسها «قضايا الجسد»، وهو ما يمكن رصده وتتبعه من خلال الإبداعات الشعرية والقصصية التى عظَّمت من الاحتفاء بالجنس كمعادل حيوى للجسد، الأمر الذى أسفر عن وجهات نظر (...)
ليس لى أن أبكى الآن، وأنت كما أنت؛ النسيم تهل رقيقًا باسمًا، وبصوتك المبحوح تفك جمود صوتى، وتشيّدُ البراح؛ «ازيك يا مريخى.. صباح الخير أيها الأصدقاء.. ومسا الجمال عليكم». آه يا محمود.. كيف أبكى، وقد واسانى الأهل والأصدقاء؛ استقبلونا فى العزاء بما (...)
«إيكارو لورمان» مواطن من كينيا وجدوه مقتولا فى العراء.. فمن قتله؟
هذا السؤال شغل الصحفى الأمريكى كريستيان بارينتي، حائز جائزة «إيمى» للصحافة الوثائقية، أثناء زيارته للشمال الغربى من كينيا، وفى بحثه عن الإجابة، اكتشف أن آلاف الكينيين يقتلون مع اشتداد (...)