رسَمَ يدًا خارجةً من جسد.. وسأل؟! قلتُ: يدٌ خارجةٌ من جسد قال: لا هذى يدٌ، ولا هذا جسد هذا إنسانُ كلِّ زمانٍ ومكان؛ ألمُ الطبيعة. ورسَمَ جَملاً قلتُ: جمل قال: ليصبحَ الجملُ جملاً يحتاج إلى رملٍ وجبلٍ ودمعٍ ويحتاج سماءً تجرحُها شمسٌ كى تنظرَ عيناه الأمل؛ هذا حَمَلٌ.. مجرد حَمَل!! ورسَمَ نحلاً، وكتبَ: العسلُ فى كلِّ مناخ! ورسَمَ ناياً قلتُ: النغمْ قال: يا أبي.. هذه غفلتُك؛ كنتُ أظنك أشطر من مدرس الرسم فى الفصل. ثمَّ رسَمَ بائعَ سمكٍ، وأشار بعطفٍ: يُشبهك. ثم رسم نفسه، أو هكذا خُيِّلَ لي قلت: أنت قال: هذا داخلك؛ يُشكَّلُ خارجك. وراح يتلو رسماتِه؛ «الرأسُ، العينُ، الأذنُ، الأنفُ، الفم».. وأضاف الأشجارَ والأنهارَ والصحراءَ والْ.. قلتُ: هى الطبيعةُ؛ خارجُك يُشكِّلُ داخلك. وضحكتُ، فضحك وكان رسَمَ أصابعَ خمسٍ تجمعُها كفٌ وأشار بأصبعه: هذا من رَسَم.. وتلك لُعبةٌ يا أبي؛ منْ دخلَها غافلاً.. خرج منها كمنْ هلكْ ثم صنعَ من رسماته طائرًا وقال: هذا عطيةٌ؛ منى لك.