تعرض الشاعر الكبير جمال القصاص لحادثة نشل أمس الأول، كان القصاص فى طريقه إلى «دار العين» لحضور ندوة مناقشة ديوان الشاعر الشاب محمد القلينى (أركض طاويًا العالم تحت إبطي)، فبعد أن فرغ من عمله فى جريدة «الشرق الأوسط» استقل «الباص» من شارع جامعة الدول إلى وسط البلد، وعندما هم بالنزول فى محطة «الإسعاف» اكتشف أمر السرقة. وهو ما عكر مزاجه، ودفعه لكتابة بوست على حسابه الخاص فى «فيس بوك»، ينعى فيه حظه ويعتذر لمن كانوا ينتظرون حضوره الحفل، ويسرد الواقعة قائلا: «كان الباص مزدحما خاصة عند الباب، ويد اللص دائما أمهر من يد الحياة. إنه حظى السيئ، خسرت حفل محمد القليني، ومبلغا محترما من المال، وسأبدأ من الغد مشوار السبع دوخات لاستخراج بدل فاقد من أوراق وبطاقات وكارنيهات كثيرة كانت بالحافظة.. لذا أعتذر لكم يا أصدقائى وصديقاتي. قد أغلق صفحتى لفترة مؤقتة.. حتى أفرغ من كل هذا، وياليت اللص يعيد إلىّ فقط هذه الأوراق حتى يرحمنى من هذه الدوخة، وهنيئًا له بالمال». هذا الأمر دفع «القصاص» لكتابة قصيدة عنوانها «كن لص نفسك»، ونشرها أمس على «فيس بوك»، وقال فى تصريح خاص ل«البوابة» إنها القصيدة الأكثر كُلفة فى قصائده، فقد كان بحافظة نقوده التى تم نشلها مبلغ سبعة آلاف جنيه، فضلا عن أوراقه الثبوتية التى سيكلفه استخراجها الكثير من الوقت والنقود. «القصاص» الذى ناشد اللص أن يأخذ الفلوس ويعيد له الأوراق، وجد استجابة سريعة، فقد ألقى اللص بالحافظة أمام محل «فول وطعمية» بشارع «الثورة» بحى مصر الجديدة، وتلقى «القصاص» اتصالا من عمال بالمطعم يخبرونه أنهم وجدوا الحافظة ملقاة أمام المحل، وبها الأوراق كلها، عدا النقود طبعا. «القصاص» علق قائلًا: يبدو أن اللص تناول طعامه وملأ بطنه ثم ألقى بها.. فى كل الأحوال هنيئًا له. ويقول فى القصيدة التى أهداها إلى اللص الذى سرق حافظة نقوده: «لن أسألك أين أنفقت نقودى/ لكن أرجوك فى المرة القادمة كن حضاريا/ اسرقْ بسمة الهواء من قميص الأوبرا/ كراسة الماء من محبرة النّدى/ ريشة العدل من قفص الذل/ كنْ لصَّ نفسك/ قَبِّلْ حافظة نقودى مرتين/ احنِ لها الرأسَ/ وأنت تلقيها وحيدة فوق ركبة الليل».