الأصابعُ للكفِّ كفَّانِ للذراعِ ذراعانِ للساقِ ساقانِ للمقعدةِ مقعدةٌ للظهرِ ظهرٌ للرقبةِ رقبةٌ للقلبِ قلبٌ للنبض؛ «النبضْ نَفَسْ داخل ونَفسْ خارج»: يا الله.. كلُّ هذه التضحيات من أجل رأسٍ واحدة رصاصَة تَنهَّدت الرَصَاصةُ: هانت وينتهى كلُّ شيء مجردُ وضع مؤقتٍ وأفارقُ هذا الجسد سوف يتأكد الطبيبُ أننى ضحيةُ يدٍ ورّطتنى فى قتيلٍ وما أجمل أن أعود أدراجي «الخلود إلى التقاعد على الأقل». تَنهَّدت رَصَاصةٌ أخرى؛ عادت لتوها من حِرْز: لا تفرحى، ولا تطمحى إلى تقاعدٍ أو حتى استراحة تقاضٍ وتمصَّطَتْ: لم أكن محظوظةً؛ فقد باعنى الشرطيُّ للطبيب قبل المعاينة ثم تابعت وهى تتهكَّمُ: «دسّنى بسلامته فى هذا الجسد المعذب» ولن أدلَّ على شيء! وبينما الجسدُ مشغولٌ؛ كيف لرَصاصةٍ أن تُطلقَ مرتين كانت الرصَاصة تُضاحك أختها: هذا الجثمانُ لمواطن صالح إذ كيف يشترينى الطبيبُ.. وأنا، لا مؤاخذة، «مستعملة»؟!