ومع ان المحاكمة انتهت فان المأساة المتمثلة بقتل هذه الطفلة البالغة من العمر 13 سنة لم تنته حيث اثارت الكيفية التي اعدمت بها الكثير من الغضب وليس بوسع المرء ادارة ظهره لهذه القضية وكأنه لم يحدث اي شيء غير عادي.مقتل الطفلة ايمان الحمص ذات الثلاثة عشر ربيعا جاء ليثبت مرة اخرى ان مقتل مدني فلسطيني نادرا ما يحتل عناوين الصحف في اسرائيل ومن غير المعتاد ان يقوم الجيش الاسرائيلي باجراء تحقيق حول الظروف التي تحيط بحوادث مثل هذه ولكن في هذه المناسبة كان تصرف احد الضباط الذين لم يكشف النقاب عن اسمه مفزعا الى درجة دفعت بعض افراد سريته لابلاغ التليفزيون الاسرائيلي بما حدث مع اشتراط عدم الكشف عن اسمائهم.الكثير من الاسرائيليين صدموا بالطريقة التي قتلت بها تلك الفتاة واخذوا يتساءلون الى اي مدى بدأت هذه الوحشية المرخصة تتسلل الى نظامهم الاجتماعي. كانت الصغيرة ايمان في طريقها الى المدرسة عندما دخلت بطريق الخطأ احدى المناطق المحظورة في ضاحية «تل السلطان» قرب رفح في قطاع غزة، كانت وحيدة ولم يكن لديها سبب للوجود في تلك المنطقة والفتيات الصغيرات في هذه السن غالبا ما يتصرفن بصورة حالمة ويحببن مثلنا نحن الكبار ان نوجد في اماكن لا يوجد حولنا فيها احد. \r\n \r\n يقول احد الجنود الاسرائيليين شاهدناها من على بعد 70 مترا من موقع الحراسة الخاص بناء، اطلقت النار باتجاهها من الموقع هربت وان كانت قد اصيبت بجروح وسواء كانت هذه الطفلة جريحة او ميتة فانه اقترب منها ذلك الضابط واطلق رصاصتين على رأسها. \r\n \r\n وبدأ يركض عائدا باتجاه موقع الحراسة ثم استدار مرة اخرى عائدا الى حيث يوجد جسد تلك الفتاة وكأن ما حصل لها لم يشف غليله من الوحشية توقف وجهز بندقيته على وضع الاوتوماتيك متجاهلا اعتراضات الجنود التي سمعها في جهاز اللاسلكي الخاص به ثم افرغ مخزن رصاصه بالكامل في جسد تلك الفتاة الذي لم تكن به حياة».يقول شهود العيان ان القوات الاسرائيلية لم تسمع لسيارة الاسعاف الفلسطينية بالاقتراب من جسد الفتاة الا بعد مرور ساعة كاملة على قتلها وفي المستشفى احصى الاطباء عشرين رصاصة في جسدها منها خمس رصاصات في الرأس.في البداية قال الجيش الاسرائيلي ان ايمان قتلت لان الجنود ظنوا انها تحمل قنبلة في حقيبتها المدرسية وثبت فيما بعد ان كل ما كانت تحمله هو كتبها المدرسية.والتفسير الاولي للجيش لما قام به الضابط هو انه اراد ان يتأكد من عملية الموت مما دفعه لافراغ حوالي 20 رصاصة في جسدها. فكيف يمكن ان يتأكد وهو الذي اطلق الرصاص على رأسها؟كان بامكان هذا الضابط ان يطلق الرصاص في الهواء ليتأكد فيما اذا كانت هذه الطفلة «ارهابية» وألم يكن بالامكان إلقاء القبض عليها والتأكد من وجود متفجرات من عدمه في حقيبتها المدرسية؟ \r\n \r\n لايسعنا الا ان نتقدم لعائلة ايمان واصدقائها باحر التعازي على وفاتها وهي تلك الطفلة الواعدة في عمر الزهور ولا يسعنا في نفس الوقت الا ان نستنكر وحشية ذلك الضابط الذي لا يوجد ادنى شك في انه رجل مريض الى درجة ان جنوده استنكروا عليه فعلته الخرقاء الى الدرجة التي دفعتهم للتكلم علنا عما حدث. \r\n \r\n تقول صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الوحشية وفقدان الانسانية وصلا في مجتمعنا الى مستويات مفزعة خلال السنوات الاربع الماضية. \r\n \r\n ان ما حدث لن يزيد الفلسطينيين الا كرها للصهيونية وسيحول المزيد من الناس المحايدين الى قتلة. ان ايمان ليست اول طفل فلسطيني يقتل بالرصاص الاسرائيلي ولن تكون للاسف الاخيرة وفي الوقت الذي يقدم فيه غلاة الصهاينة على قتل الفلسطينيين فانهم يقتلون ايضا ما بقي من انسانية وشرف في مجتمعهم. \r\n \r\n الاسرائيليون يتحدثون الآن عن تزايد العنف المحلي الى مستويات خطيرة وهناك الكثير جدا من حوادث الطرق القاتلة اضافة الى تزايد ممارسة العنف البدني الذي اصبح شائعا في المجتمع الاسرائيلي. \r\n \r\n ان ما كان نادر الحدوث اصبح الآن مألوفا. والعدوان لن يكون بالتأكيد خارج المعادلة انه مثل مرض التيفوئيد فهو مرض قذر وفي بعض الاحيان يصبح قاتلا وهو سريع العدوى وليس بوسعك تركه على عتبات بيتك عندما تحضر ليلا لتستريح. \r\n