رجل الدولة ورجل السياسة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    كشف المجتمع    حين يصل المثقف إلى السلطة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    ابلغوا عن المخالفين.. محافظ الدقهلية: تعريفة التاكسي 9 جنيهات وغرامة عدم تشغيل العداد 1000 جنيه    إنذار واستهداف المعقل السياسي.. كيف يخطط الجيش الإسرائيلي ل احتلال غزة؟    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    «ظهر من أول لمسة.. وعنده ثقة في نفسه».. علاء ميهوب يشيد بنجم الزمالك    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    درجة الحرارة تصل 43.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس اليوم    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالاسواق اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم بالسودان ببداية تعاملات الخميس 21 اغسطس 2025    عيار 21 بالمصنعية يسجل أقل مستوياته.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الهبوط الكبير    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    "أخطأ في رسم خط التسلل".. الإسماعيلي يقدم احتجاجا رسميا ضد حكم لقاء الاتحاد    محافظ كفر الشيخ يقدم واجب العزاء في وفاة والد الكابتن محمد الشناوي    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    حماس: عملية «عربات جدعون 2» إمعان في حرب الإبادة.. واحتلال غزة لن يكون نزهة    الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 بينهم 112 طفلًا    شراكة جديدة بين «المتحدة» و«تيك توك» لتعزيز الحضور الإعلامى وتوسيع الانتشار    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    زعيم كوريا الشمالية يدعو لتوسيع الترسانة النووية لبلاده    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    احتجاجات في مايكروسوفت بسبب إسرائيل والشركة تتعهد بإجراء مراجعة- فيديو    طارق سعدة: معركة الوعي مستمرة.. ومركز لمكافحة الشائعات يعمل على مدار الساعة    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    عودة شيكو بانزا| قائمة الزمالك لمواجهة مودرن سبورت    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    وفاة أكثر قاض محبوب في العالم وولاية رود آيلاند الأمريكية تنكس الأعلام (فيديو وصور)    افتتاح قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بحضور هنو ومبارك وعمار وعبدالغفار وسعده    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وراء التجاهل الإسرائيلي لأسباب الانتفاضة، باراك رهن مستقبله السياسي على تم
نشر في التغيير يوم 23 - 12 - 2004


\r\n
والتي أدت بدورها الى مواجهات مجددا مع الجيش الاسرائيلي» وقال ريتشارد روس في «سي بي أس» ان «الكابوس كان عبارة عن سلسلة من الهجمات على أقلية اسرائيلية لا يشعر بها أحد»(11 اكتوبر).
\r\n
\r\n
هنا يعتبر المؤلف ان هذا التفسير الأخير الذي يتحدث عن الأقلية، غير ملائم وسط مناخ كثيف من خطاب يتحدث عن العامل الديمغرافي وسط هذا الكفاح السياسي.
\r\n
\r\n
ثم يتلمس التأييد من تغطية هيدجيز في صحيفة «التايمز» والتي تختلف الى حد كبير عن باقي التغطيات، وفيها يشير المراسل الى ان الشغب اليهودي كان رداً على استفزاز من جانب عرب 1948. ولم يعرف مشاهدو ال «سي ان ان» ولا ايه بي سي، حسب المؤلف، ان الرجلين اللذين أشارت التقارير الاخبارية الى مقتلهما انما لقيا مصرعهما برصاص الشرطة، وليس برصاص مثيري الشغب اليهود.
\r\n
\r\n
خطأ مهني
\r\n
\r\n
يبدو ان المؤلف لم ييأس من محاولة تحويل كل الأكاذيب التي يراها بشأن الموضوع الذي يدعى تحليله الى حقائق، فيذكر لنا انه في هذه الأثناء استمرت أعمال العنف في الضفة الغربية وغزة، وكانت هناك حوادث عدة، حيث ظهرت ادعاءات مشكوك في صحتها ليس من جانب الزعامات، ولكن من الفلسطينيين العاديين.
\r\n
\r\n
وكتب ريتشبرغ في «واشنطن بوست»: «إن التقارير الفلسطينية تؤكد مصرع الطفل محمد أبو عاص (9 سنوات) عند معبر نتساريم، حيث أصيب بالرصاص في صدره خلال المصادمات» (5 أكتوبر) وواصل ريتشبرغ قائلا: «ان القوات الاسرائيلية نفت مسؤوليتها عن اطلاق الرصاصة التي قتلت الصبي، قائلة إنها حققت في الواقعة بمساعدة ضباط فلسطينيين.
\r\n
\r\n
ومعبر نتساريم هو النقطة التي قتل عندها محمد الدرة منذ خمسة أيام ولو كان وقع اطلاق نار اسرائيلي آخر على طفل فلسطيني آخر صغير بالفعل لكان حصل على شهرة أوسع.
\r\n
\r\n
وفي محاولة التدقيق فيما ذكره المؤلف بشأن هذه الواقعة فإن السياق الذي قدمه قد لا ينفي تماما ان تكون الواقعة قد حدثت، بمعنى انه قد يكون هناك بالفعل طفل فلسطيني لقي مصرعه اسمه محمد ابوالعاص، غير ان ظروف مقتله قد تختلف تماما عن ظروف مقتل محمد الدرة.
\r\n
\r\n
ومن هنا فإنها لم تستقطب اهتمام العالم، فحادثة مقتل محمد الدرة ذاتها لم تكن لتجذب اهتمام العالم، لولا أنها تمت على مرأى منه بالصوت والصورة، ومهما كانت فظاعتها من دون تسجيلها فمن المتوقع أنها لم تكن لتثير كل هذا الاهتمام.
\r\n
\r\n
ما نريد قوله هو إن عدم وصول الحادث الى أسماع العالم لا يعني عدم وقوعه. وحتى لا نقع في منطق التبرير المزيف الذي وقع فيه المؤلف، فإننا لا ننفي امكانية عدم وقوع الحادث من الأصل، وقد تكون المعلومة التي نقلها المراسل بحق، كما يقول المؤلف، خاطئة، غير ان ذلك لا يمكن تفسيره بمنطق التحيز لصالح الفلسطينيين.
\r\n
\r\n
وانما بمنطق الخطأ المهني الذي يقع فيه المراسلون الصحافيون بشكل عام وهو الأمر المعترف به في العمل الصحافي وينبغي ان تتوجه الجهود سواء على مستوى الصحافة الأميركية أو غيرها لمحاولة التقليل منه ومن آثاره السلبية.
\r\n
\r\n
وحشية المستوطنين
\r\n
\r\n
يواصل المؤلف عرضه لنمط التغطية الأميركية للانتفاضة فيقول: «في حادثة أخرى مشكوك في صحتها قال تقرير لديفيد لي في شبكة (فوكس نيوز) إنه بالقرب من رام الله تم العثور على رجل فلسطيني مضروباً حتى الموت(9 أكتوبر)».
\r\n
\r\n
وفي اليوم التالي قدمت (الواشنطن بوست) تغطية موسعة لريتشبرغ قال فيها: «تم العثور على رجلين فلسطينيين مقتولين في الضفة الغربية، وعلى ما يبدو فإن المستوطنين اليهود قتلوهما أو هكذا يعتقد الفلسطينيون» .
\r\n
\r\n
وبدا ان واحدا تعرض للتعذيب وتم اشعال النيران في جسده الممزق وعلى الرغم من ان جملة «وهكذا يعتقد الفلسطينيون» تبدو وكأن ريتشبرغ يحاول ان يضع مسافة بينه وبين الحدث فان سبب هذه المسافة بدا واضحا فقط فيما بعد في رواية نيويورك تايمز عن اليوم نفسه.
\r\n
\r\n
وقال تقرير لمراسلتهم ديبورا سونتاج ان الفلسطينيين المحتجين الذين سيطر عليهم الحزن انفجروا في حالة من الغضب بعد الاعلان عن الإعلان عن عملية قتل وحشية نفذها مستوطنون ضد فلسطينيين.
\r\n
\r\n
لقد تم سحق جمجمة الرجل الذي يبلغ من العمر 40 عاما وكانت عظامه مهشمة وجثته محروقة. وعرض التليفزيون الفلسطيني مرارا وتكرارا مشاهد للجثة المشوهة وقدم تصريحات لبعض المسئولين الفلسطينيين يشيرون فيها إلى ان هذه الحادثة تبرر شن هجوم مفتوح ضد المستوطنين.
\r\n
\r\n
وبعد ذلك بفقرتين أضافت سونتاج هذه الملاحظة الكاشفة ومؤداها ان المسئولين الاسرائيليين يرفضون هذه الرواية عن كيفية موت الرجل ويقولون ان الرجل وهو عصام حماد ( 36 سنة) مات في حادثة سيارة وأن الفلسطينيين أرادوا استغلال الظرف وحالة جثته البشعة.
\r\n
\r\n
ويجدد مورافتشيك انتقاداته للسي ان ان في تغطيتها لهذا الحادث، فيقول إن أغرب تعامل مع هذه الحادثة تمثل فيما قدمته هذه الشبكة في 9 اكتوبر، حيث نقل تقرير بن ويدمان الطروحات الفلسطينية عن مصرع الرجل على أيدي المستوطنين، كما نقل أيضا ان السلطات الاسرائيلية حققت في الحادث، ووجدت ان الرجل مات في حادث سيارة.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من هذا وبعد ليلة واحدة فقط قدم مايك هانا تغطية للواقعة من جديد بطريقة تمنح المصداقية للادعاءات الفلسطينية، ونقل من مستشفى رام الله ما يلي: «تظهر هنا لقطات للجثة.
\r\n
\r\n
. ووفقا لما يقوله الأطباء، فإن الرجل تم احراقه بأداة كهربائية أو بسيجارة، وتظهر أشعة اكس ان رأسه تعرض للضرب بشيء ثقيل ويرجح الأطباء هنا أن الرجل قتل في الوقت الذي يزعم الإسرائيليون أنه لقي مصرعه في حادث سيارة».
\r\n
\r\n
ثم انتقل هانا بعد ذلك الى طبيب، قال مشيراً للصور: «انظر.. كما ترى .. فإن هذه حادثة سيارة؟ وكانت الشبكة تحاول التأثير بإلقاء الشكوك حول الرواية الإسرائيلية وليس الرواية الفلسطينية رغم أن الأولى هي التي تبدو أقرب للحقيقة. أو هكذا يرى المؤلف!!
\r\n
\r\n
هذه الاختيارات الدالة
\r\n
\r\n
بغض النظر عن التحليلات السابقة التي قدمناها للمؤلف، فإن اختياراته للأحداث التي قرر أن تكون موضع دراسته تكشف عن موقفه الفكري، ولعل هذا ما دعاه في المحطة الثالثة الى التركيز على ما أسماه بالإعدام غير القانوني في رام الله.
\r\n
\r\n
وفي معرض تناوله لهذا الموضوع يقول: «في 12 اكتوبر 2000 وعندما كانت الانتفاضة تدخل أسبوعها الثالث ضل جنديان من الاحتياطي الإسرائيلي طريقهما، وانعطفا في طريق خطأ لينتهيا وسط حشد معاد في رام الله، وبعد ذلك بقليل، وفي نقطة شرطة رام الله، تم قتل الجنديين على أيدي عدد من الغوغاء(!)
\r\n
\r\n
وفيما بعد وفي اليوم نفسه شنت اسرائيل غارات صاروخية انتقامية على نقطة الشرطة التي كانت خالية في ذلك الوقت وعلى عدة مواقع أخرى وقد تنوعت واختلفت حدة التغطية لهاتين الحادثتين الدمويتين.
\r\n
\r\n
بغض النظر عن كون الجندين ضلا طريقهما أم لا فلنتابع تقويم المؤلف للتغطية الصحافية للحدث. يقول إن ديبورا سونتاج قدمت على صفحات «نيويورك تايمز» في 13 اكتوبر اكثر من رواية تتسم بالحيوية، وبدأت القصة تقول:
\r\n
\r\n
«قصفت طائرات الهليكوبتر المسلحة مدينة رام الله وغزة بالصواريخ اليوم بعد قيام «الغوغاء» الفلسطينيين بطعن اثنين من جنود الإحتياطي الإسرائيليين حتى الموت. وبعد ذلك استعرضت جثة مشوهة في أنحاء المدينة، وأضافت:
\r\n
\r\n
قبل أن يبدأ تساقط الصواريخ كان الشباب الفلسطيني يرقص في بقعة دامية حيث تم القاء جثة أحد الجنديين من إحدى النوافذ، وكانوا يصيحون هنا فقأنا عينيه وهنا قطعنا رجليه وهنا سحقنا وجهه، وأمسك صبي مراهق في بهجة بجزء من سيارة الجندي التي تم احراقها والتي ربضت مهشمة تحت عبارة تقول (حكم القانون).
\r\n
\r\n
وعلى العكس من ذلك كانت راوية كيث ريتشبرج في «واشنطن بوست» أخف وطأة، وبدأت بشرح السياق، حيث قال إنه «مثلما يحدث في أيام كثيرة هنا بدأ هذا اليوم بجنازة (13 أكتوبر) كان الفلسطينيون غاضبين وفي حالة حداد.
\r\n
\r\n
ولم يصل التقرير الى حادث قتل الجنديين إلا في الفقرة الخامسة فقط ومن دون ذكر أي من التفاصيل التي أوردتها «التايمز» وتكونت الفقرة السادسة من جملة وحيدة ومنفصلة للتأكيد: «لقد كان رد فعل الحكومة الإسرائيلية سريعاً وفظاً» ثم نقل التقرير بعد ذلك عن مصطفى البرغوثي في رام الله قوله «إن ما حدث مذبحة حيث أصيب خمسة وعشرون شخصا منهم 19 من المدنيين» .
\r\n
\r\n
ولم تذكر «الواشنطن بوست» كما فعلت «التايمز» أن اسرائيل أعطت السلطة الفلسطينية انذارا مسبقا بضربتها الانتقامية حتى يمكن إخلاء المبنى. المهم وفقا لسياق المؤلف أن كل تغطية لوسيلة من الوسائل الأميركية لم تلتزم الدقة تماما فهذه لم تذكر التفاصيل الدقيقة لعملية قتل الجنديين الإسرائيليين.
\r\n
\r\n
وتلك لم تذكر أن اسرائيل أنذرت السلطة مسبقاً، أما الثالثة فقد أوردت إدانتها أو الحقيقة في فقرة متأخرة، وكأن المؤلف يريد أن يصنع التغطيات بنفسه وليس في معرض تقويم لحدث سابق من المفترض أنه لم يكن في موقعه وأن الصحافيين الذين يقومون بتقويمهم هم الذين كانوا يتابعون الحدث، وإلا فإن معنى الإطار الذي يقدمه المؤلف للتغطية أن كل الصحافيين الأميركيين الذين قاموا على هذه المهمة فاشلون، وهو ما قد ينتهي الى إعلان فشل الإعلام الأميركي ككل.
\r\n
\r\n
غير أنه اذا كان صحيحا أن هناك تغطيات قد يعيبها بعض القصور أو تشوبها أخطاء، فإن ذلك لا يعني أن النتيجة تنسحب على كل التغطيات الأميركية لأحداث الانتفاضة ، وهو ما قد يعنى في المحصلة النهائية أن المؤلف يريد أن يلوى عنق التغطية لتصبح في صالح اسرائيل ليس إلا.
\r\n
\r\n
عميلان ضلا طريقهما
\r\n
\r\n
لا يملك القارئ إلا الشعور بمزيد من الدهشة مع تواصل المؤلف في تناول تحليل حادث مقتل الجنديين الإسرائيليين، فإذا كان قد أشار الى أنهما ضلا طريقهما فإنه يريد تبرئتهما تماما من أية تهمة، وعلى هذا فإنه يعتبر أن ما أعلنه الفلسطينيون بشأنهما لا يتجاوز كونه محض مزاعم. فيقول:
\r\n
\r\n
«وسط الأثار الناجمة عن جريمة قتل الجنديين سعى الفلسطينيون الى التخفيف من الجريمة بالادعاء أن الجندين الإسرائيليين كانا عميلين متخفيين، وبالفعل يقوم مثل هؤلاء العملاء بالدخول الى الأراضي الفلسطينية، إلا أن هذين الاثنين تم جرهما من سيارة تحمل رخصة وعلامات اسرائيلية.
\r\n
\r\n
وكانا يرتديان زيهما العسكري، وهو ما يجعل ادعاء من هذا النوع يبدو سخيفا». وعلى الرغم من هذا فإن نورا بستاني من واشنطن بوست منحت بعض المصداقية للطرح الفلسطيني عندما قالت: «على الاقل فإن البعض من جنود الاحتياطي يرتدون ملابس مدنية»(13 أكتوبر).
\r\n
\r\n
وفي 14 اكتوبر نشرت كل من «التايمز» (مقالين أحدهما كتبه هيدجيز وبيرلتز والآخر كتبته سونتاج) ما يفيد أن عرفات أصدر أوامره بإجراء تحقيقات مكثفة في مصرع الجنديين. وفي الحقيقة يبدو أنه لم تجر أي تحقيقات باستثناء تلك التحقيقات التي أجرتها اسرائيل والتي اعتقلت بعد عدة أيام من ذلك عددا من الرجال يشتبه في تورطهم في الحادث.
\r\n
\r\n
ولأن منظور الانحياز هو الذي يحكم رؤيته لتغطية الصحافيين الأميركيين فإن المؤلف يحاول تلوين أي تغطية مشككاً في نزاهتها حتى لو بدا أنها كذلك ومن ذلك مثلا التغطية التي قدمها بيتر جينينجز من «الأيه بي سي» .
\r\n
\r\n
وهو من المراسلين «المشبوهين»، وفقاً للمؤلف، فعلى الرغم من ان تغطيته هذه المرة بدت موضوعية للمؤلف، إلا انه لا ينسى له ان لم يكن كذلك، كما ان الموضوعية هذه ليست كاملة، بل تشوبها الشوائب، وهو ما يبدو من تناول المؤلف لهذه التغطية، حيث يقول:
\r\n
\r\n
على شاشة «الايه بي سي» ظهر بيتر جينينجز الذي يقدم عادة التقارير الاخبارية في الليالي التي يقتل خلالها الاسرائيليون العرب بجملة قصيرة تقريرية يقول فيها: «عرب قتلهم اسرائيليون» ظهر في محاولة للإيحاء بأن الظروف التي وقعت فيها عمليات القتل هذه كانت تعد امراً ثانوياً. وظهر جينينجز ليأخذ موقفاً مختلفاً في هذه القضية.
\r\n
\r\n
حيث قال بصوت بذل مجهوداً كي يجعله محايداً.. الاسرائيليون والفلسطينيون.. يوم آخر من الموت والجروح، وكل جانب يتهم الآخر بشن حرب «12 اكتوبر»، ثم بعد ذلك جاءت مقدمته أطول من المعتاد لتقوم بحرص شديد بتلوين السياق الذي وقع فيه الحادث قائلاً:
\r\n
\r\n
«لقد كان هذا يوماً بشعاً آخر من القتال بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وكانت هناك بالتحديد واقعة قبيحة في مدينة رام الله الفلسطينية التي يعيش بها 40 ألف نسمة، في هذا الاسبوع يشعر الفلسطينيون جميعهم بالغضب تجاه الاسرائيليين، لقد كانت هناك جنازة أخرى على وشك الخروج وتجمع الألوف من الشباب للمشاركة فيها .
\r\n
\r\n
وعلى ما يبدو فإن اثنين على الأقل من جنود الاحتياطي الاسرائيلي كان في المكان الخطأ. لقد تم ايقافهم وأخذهم الى مركز للشرطة، إلا ان هذا لم يكن كافياً لحمايتهما.
\r\n
\r\n
الرد الاسرائيلي
\r\n
\r\n
أما المراسلة جيليان فندلي فقد غطت الحدث والرد الانتقامي، مخصصة مساحة متساوية للحادثتين بعدد السطور نفسه، وبعد ذلك اضافت جملة تضفي التوازن على الحادث، قائلة إن هناك اسرائيليين وفلسطينيين لا يريدون نجاح خطة السلام. وأن عرفات يواجه هذه القوى بموقف ضعيف.
\r\n
\r\n
وكذلك الامر بالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، حتى هذه المساواة في محاولة إلقاء اللوم على الطرفين يعدها مورافتشيك غير نزيهة تماماً، فهناك وفقاً له الكثير من جوانب عدم المساواة وفق الطرح الذي تقدمه فندلي هنا بالنسبة للرجلين، وهنا يورد مقارنة في غير محلها بغض النظر عن الدلالة التي يحاول ان يصبغها عليها، حيث يقول:
\r\n
\r\n
«لقد تم انتخاب باراك لمنصبه في نظام برلماني معروف في حقيقة الأمر بقصر أعمار حكوماته في الوقت الذي حكم عرفات الحركة الفلسطينية لأكثر من 30 عاماً وقد تم انتخابه كرئيس للسلطة الفلسطينية من دون أي معارضة تذكر».
\r\n
\r\n
ويرى المؤلف ان عرفات يخضع لضغوط سياسية داخلية، لكنها ليست شيئاً مساوياً لما يواجهه زعيم برلماني، علاوة على هذا فإن باراك رهن كل مستقبله السياسي بالوصول الى تسوية سلمية وقدم عرضاً يذهب لمدى بعيد أوجد ما يمكن ان توافق عليه أي أغلبية في الكنيست الاسرائيلي، وكان يظن ان الشعب الاسرائيلي سيشعر بسعادة بالغة بتحقيق تقدم مفاجيء يزيح من طريقه كل العقبات التي تعترض السلام.
\r\n
\r\n
أما عرفات، على الناحية الاخرى، فقد رفض حسب رؤية المؤلف التسوية التي عرضها الاميركيون في كامب ديفيد من دون ان يكلف نفسه عناء طرح بديل لها، وفي الوقت الذي كانت الانتفاضة تواصل رفض ان يوجه نداء لوقف العنف، وعلى الرغم من ان كلمات جينينجز تبدو حرفياً صحيحة إلا ان ما توحي به هذه الكلمات بأن العنف المتواصل ناتج عن ارادة الطرفين يعد زائفاً.
\r\n
\r\n
ولم يكلف المؤلف نفسه عناء السؤال حول أسباب تواصل هذا العنف، وكأن الفلسطينيين يستمتعون بأن يتحول أبناؤهم الى ضحايا، وانهم ليست لهم حقوق يدافعون عنها، ان السبب الرئيسي للمقاومة التي تواجه برد فعل اسرائيلي وحشي يتجاوز طبيعتها إنما يعود الى استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية ورفض اسرائيل التخلي عن هذه الاراضي، حتى في إطار تسوية لا تحقق المطالب الفلسطينية كلها، وتلك هي المشكلة.
\r\n
\r\n
ويشير المؤلف الى أن جينيجز أختتم هذا الجزء بتقرير يمارس فيه مهاراته في المساواة المخلة قائلا: «وكما يقول الجميع في المنطقة اليوم فإن لا أحد يعرف ماذا سيجري غدا، فقد دعت عناصر فلسطينية ومستوطنون يهود الى يوم آخر من الغضب، وعادة ما تقوم عناصر فلسطينية فعلاً بالدعوة الى يوم للغضب، ولكن المستوطنين على الرغم من تورطهم أحيانا في بعض أحداث العنف لم يقوموا أبدا بالدعوة لمثل هذا اليوم.
\r\n
\r\n
وتتضح أسباب حشد المستوطنين اليهود في تقرير جينينجز بالعودة لما بثه في الليلة التي سبقت هذا التقرير، حيث أخبر المشاهدين أن مئات من المستوطنين يعيشون في الأراضي الفلسطينية وأن المستوطنين اليهود متورطون الآن في العنف (11 اكتوبر).
\r\n
\r\n
ومن تقرير جينينجز ينتقل المؤلف الى مناقشة تقرير فندلي الذي قالت فيه: «منذ العثور على جثة الحاخام هليل ليبرمان، الذي تم التخلص منه برصاصة، والمستوطنون اليهود يتحدثون عن الإنتقام. واليوم عاد الألوف منهم من الجنازة والمراسم مارين بجوار مدينة فلسطينية ويقول المستوطنون ان الفلسطينيين هم الذين بدأوا بإلقاء الحجارة، لكن سرعان ما بدأ المستوطنون يعيثون فساداً.
\r\n
\r\n
وهاجموا المنازل الفلسطينية، ثم انقلبوا الى الشاحنات التي يقودها فلسطينيون. ولم يفعل الجنود الإسرائيليون المرافقون للقافلة شيئا يذكر لوقف الغوغاء. ولم يمر وقت طويل حتى بدأ انهمار طلقات رصاص من فلسطينيين مختبئين في التلال ويقول الجيش الاسرائيلي ان الجنود بدأوا في الرد، واليوم أرسل الجيش الاسرائيلي مدرعات للدفاع عن المستوطنين، إلا أن الخوف الحقيقي هو أن يقوم هؤلاء المستوطنون بالإعتداءات».
\r\n
\r\n
وعندما انتشر خبر تدمير المبنى الذي يعتقد أنه قبر النبي يوسف قرر هليل ليبرلمان، وهو يهودي متشدد في الثلاثينيات من العمر، أن يحقق في الموضوع بنفسه، ويبدو أن هناك من اعترضه من الفلسطينيين وقتله.
\r\n
\r\n
على الرغم من نشر أخبار عن هذا الحادث في أماكن عدة إلا أن «ايه بي سي» لم تذكره في أخبار المساء حتى ملحوظة فندلي كان المستوطنون الذين يعيثون فسادا هي التي دفعت الشبكة للإشارة الى مقتل ليبرمان على الرغم من أن أحداث الشغب التي ارتكبها هؤلاء اليهود لم يمت فيها أحد يصيب بإصابة خطيرة.
\r\n
\r\n
المساواة بين الجلاد والضحية
\r\n
\r\n
يواصل المؤلف انتقاداته لأسلوب جينينجز في التغطية فيقول إنه في 13 اكتوبر واصل أسلوبه المتعرج، حيث افتتح البث المسائي بسؤال قال فيه ماذا يعني يوم الغضب لدي الفلسطينيين ولدي الإسرائيليين؟ ولم يكرر ادعاءه السابق بأن معظم المستوطنين اليهود فعلوا مثل الفلسطينيين، ودعوا الى يوم للغضب.
\r\n
\r\n
وفي الواقع لم يقدم البث في تلك الليلة أي إشارة للمستوطنين اليهود، ربما لأنهم لم يفعلوا أي شيء في ذلك اليوم، ومع ذلك ظل جينينجز يستخدم أسلوبه ويساوي بين الغضب الفلسطيني والغضب اليهودي، وقال إن الإسرائيليين والفلسطينيين يشعرون بالغضب على حد سواء إلا أن المثال الذي قدمه على الغضب اليهودي كان فريداً من نوعه، حيث قال:
\r\n
\r\n
« إن قوات الأمن الإسرائيلية قامت اليوم في القدس بمنع الفلسطينيين تحت سن 45 عاما من الصلاة في المسجد الأقصى، ولهذا صلى الشباب الفلسطيني في الخارج، حيث طاردت القوات الإسرائيلية بعضهم، وضربتهم، وهو ما يفسر أسباب صعوبة اجراءات عقد قمة».
\r\n
\r\n
ويبدو أن مورافتشيك يوافق على إجراءات الحكومة الإسرائيلية في هذا الصدد، فيقول إن السبب في منع الشباب من صلاة الجمعة هو أن هذه قد أصبحت بشكل متكرر مناسبة لإندلاع أعمال الشغب حيث يتم إلقاء الحجارة والزجاجات على المصلين اليهود أمام حائط البراق في الأسفل.
\r\n
\r\n
ولم يكن تصرف رجال الشرطة الإسرائيلية تعبيراً عن الغضب (على الرغم من أنهم ربما يكونون غاضبين بالفعل) ولكن كان وسيلة لملاحقة الشباب الذين تحدوا قرار الحظر. ويصبح الادعاء بأن هذه الإجراءات كانت تقف عقبة أمام مفاوضات عقد قمة غير حقيقية بما أنه في هذه اللحظة بدا واضحا أن عرفات هو الذي يسد الطرق أمام هذه القمة.
\r\n
\r\n
وفي إطار استعراض المؤلف للقضايا التي تم تناولها في وسائل الإعلام الأميركية على خلفية قضايا قمة كامب ديفيد يتناول المؤلف الصورة التي أخذ يطرحها الإعلام الأميركي عن حكومة باراك وتوجهاتها فيشير الى أن كريستيان أمانبور من «السي إن إن» قدمت تغطية من المنطقة في الأسبوع (الذي عقدت فيه القمة) شددت فيها على ما بدا أنه يعكس تصوراتها بشأن مقولة استخدام اسرائيل المفرط للقوة.
\r\n
\r\n
هو الأمر الذي يرى المؤلف أنه في غير موضعه، وهو ما يثير التساؤل حول مفهومه بشأن الاستخدام المفرط للقوة، فإذا كان كل العنف الذي مارسته القوات الإسرائيلية في قمع الإنتفاضة في مراحلها المختلفة لا يعد استخداماً مفرطاً للقوة فما هو الإستخدام المفرط من وجهة نظره؟هنا لا يقدم مورافتشيك الذي لا يترك كلمة في تقارير المراسلين إلا ويعلق عليها مجالا للرد، ويكون صمته أبلغ دلالة على تحيزه.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.