جامعة العريش تخصص مقر ولجنة خاصة لامتحانات الطلاب ذوي الهمم    في سنة ممطرة.. التونسيون يواجهون غلاء الأضاحي    التنمية المحلية: تحسن ملحوظ فى مؤشرات تنظيم الأسرة بالمحافظات    التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يتسارع إلى 16.5% في مايو    رئيس "الإرشاد الزراعي" يستعرض استراتيجية التكيف مع تغير المناخ    محافظ أسيوط يفتتح معرض "اليوم الواحد" لتوفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة بنسبة تصل إلى 30%    مع الإطلاق الرسمي اليوم.. تعرف على مزايا خدمة ال 5G    إعلام عبري: المبعوث الأمريكي لسوريا يزور إسرائيل    تحت شعار توزيع المساعداات..قوات الاحتلال الصهيونى ترتكب مجازر وجرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين    مباحثات تركية أوروبية لتعزيز التعاون التجاري    للمرة الثانية.. البحرين عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي    الوصل الإمارتى يعلن تعيين لويس كاسترو مدربا جديدا    الأهلي يرتدى ثوب «المونديال» الليلة وسط تحديات عديدة    قبل مواجهة الكويت.. ماذا يحتاج فلسطين للتأهل لكأس العالم 2026؟    شوبير يكشف مفاجأة في قائمة الأهلي لكأس العالم للأندية بأمريكا    الجباس: بيراميدز بطل الدوري هذا الموسم.. ومواجهة الزمالك أصعب من صن داونز    أحكام الحج (12).. علي جمعة يوضح أعمال أول أيام التشريق    حالة الطقس فى السعودية.. أمطار رعدية والعظمى بمكة المكرمة 41 درجة    ضبط 52 ألف مخالفة مرورية فى حملات أمنية خلال 24 ساعة    «الداخلية»: مصرع 3 عناصر شديدة الخطورة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة بأسيوط    وفاة مفاجئة لمراقب داخل لجنة امتحانات الدبلومات الفنية بالبحيرة    عزاء الفنانة القديرة سميحة أيوب مساء غد فى مسجد عمر مكرم    فيلم المشروع x لكريم عبد العزيز يحصد 48 مليون جنيه خلال أسبوعين من طرحه    أنشطة ثقافية ومسرح وسينما فعاليات مجانية لوزارة الثقافة فى العيد    خالد سليم يشارك جمهوره صورًا تجمعه بعمرو دياب وعدد من النجوم    يوم التروية.. أولى محطات الحجاج في رحلتهم إلى عرفات    الصحة: 58 مركزا لإجراء فحوصات المقبلين على الزواج خلال إجازة عيد الأضحى    الرعاية الصحية: نتطلع من خلال التعاون مع شركة انطلاق إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي والسياحة العلاجية    تعاون عسكرى مشترك.. وتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط    رئيس جامعة القاهرة يتفقد الامتحانات بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية والآداب والإعلام    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأربعاء    نفتح الشباك ولاّ نقفله ؟!    «الطفل 14 عاما والطفلة 17 عاما».. «الطفولة والأمومة» يبلغ النيابة العامة في واقعة خطوبة طفلين بالغربية    أيام الرحمة والمغفرة.. ننشر نص خطبة الجمعة المقبلة    «اللهم املأ أَيامنا فرحًا ونصرًا وعزة».. نص خطبة عيد الأَضحى المبارك 1446 ه    تكبيرات عيد الأضحى 2025.. تعرف على حكم التكبير فى العيدين بصيغة الصلاة على النبى    نقيب المحامين يوجّه بمتابعة التحقيقات في واقعة مقتل محامي كفر الشيخ    اليوم.. توقف عمل آلية المساعدات الإنسانية في غزة والمدعومة من واشنطن    سعر الدولار اليوم الأربعاء 4 يونيو 2025    مصرع شخص وإصابة 13 آخرين إثر انقلاب ميكروباص بالصحراوي الغربي في أسيوط    زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب جزيرة سيرام الإندونيسية    شيماء سيف تعتذر عن عدم استكمال مسرحيتها في الكويت    وزير خارجية تركيا: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الجيزة ترم ثاني    كامل الوزير: انتقال زيزو للأهلي احتراف .. وهذا ما يحتاجه الزمالك في الوقت الحالي    رسميا.. رفع إيقاف قيد الزمالك    ظهور وزير الرياضة في عزاء والدة عمرو الجنايني عضو لجنة التخطيط بالزمالك (صور)    ليلى علوي تنعى الفنانة سميحة أيوب: "كانت الأم المشجعة دايمًا"    «بين الصدفة والرسائل المشفرة».. هل تعمد الأهلي وبيراميدز إفساد اللحظات الجماهيرية؟    يُعد من الأصوات القليلة الصادقة داخل المعارضة .. سر الإبقاء على علاء عبد الفتاح خلف القضبان رغم انتهاء فترة عقوبته؟    رئيس حزب الجيل: إخلاء سبيل 50 محبوسًا احتياطيًا من ثمار الجمهورية الجديدة    تعرف على أهم المصادر المؤثرة في الموسيقى القبطية    إرهاق جسدي وذهني.. حظ برج الدلو اليوم 4 يونيو    «الإفتاء» تنشر صيغة دعاء الخروج من مكة والتوجه إلى منى    بمكون منزلي واحد.. تخلصي من «الزفارة» بعد غسل لحم الأضحية    "چبتو فارما" تستقبل وزير خارجية بنين لتعزيز التعاون الدوائي الإفريقي    "صحة المنوفية": استعدادات مكثفة لعيد الأضحى.. ومرور مفاجئ على مستشفى زاوية الناعورة المركزي    ماهر فرغلي: تنظيم الإخوان في مصر انهار بشكل كبير والدولة قضت على مكاتبهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة واعدة تنتهي بسيناريو كابوسي
نشر في التغيير يوم 05 - 07 - 2004


\r\n
قصة رئيس مع منصبه، ومع زوجته هيلاري، وابنته تشيلسي، ومع الحياة اليومية في البيت الابيض، ومع مشكلاته ومشكلات العالم.
\r\n
\r\n
نه كتاب وثيقة استثنائية عن حياة رجل استثنائي.
\r\n
\r\n
\r\n
بعد فوز ايهود باراك على نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية، دعاه كلينتون للحضور برفقة زوجته لقضاء ليلة معه برفقة هيلاري في منتجع كامب ديفيد. خرج كلينتون يومها بالاقتناع بأن باراك يريد السلام فعلاً، وذلك على قاعدة اعتقاده بأن نجاحه الباهر في الانتخابات يمنحه سلطة تسمح له بذلك، ثم انه أراد ان يشهد كامب ديفيد حدثا كبيراً، بعد ان رافقه كلينتون لزيارة المبنى الذي شهد أغلبية المفاوضات بين أنور السادات ومناحيم بيغن عام 1978 وبرعاية الرئيس كارتر.
\r\n
\r\n
وفي 11 يوليو 2000 افتتح كلينتون قمة كامب ديفيد برفقة باراك وعرفات بقصد تذليل العقبات الأخيرة في طريق السلام، او على الاقل تقليص هوة الخلافات للوصول الى اتفاق قبل نهاية رئاسة كلينتون الذي اكد ان تلك كانت هي «رغبة الثلاثة».
\r\n
\r\n
ألح باراك بطلب عقد القمة، لانه لم يكن راضيا عن طريقة التفاوض التجزيئية في المرات السابقة (1993 ومفاوضات واي ريفر) وكان يريد الوصول الى اتفاق قبل شهر سبتمبر اي قبل الموعد الذي هدد عرفات بأنه سيعلن فيه من طرف واحد قيام الدولة الفلسطينية. وكان يعتقد ان الاسرائيليين سيقبلون اتفاقا يحقق لهم الامن وحماية المواقع الدينية والثقافية بالقدس والالغاء النهائي والقطعي لحق العودة للفلسطينيين، وأخيراً الاعلان رسميا عن نهاية حالة الحرب.
\r\n
\r\n
بالمقابل لم يكن عرفات يريد القدوم الى كامب ديفيد، او على الاقل ليس مباشرة، وذلك على خلفية احساسه باستبعاده عندما عالج الاسرائيليون الملف السوري، ثم كان قد اغضبه ان باراك لم يفِ بالتزاماته بالتخلي عن مساحة اكبر من أراضي الضفة الغربية وعن عدد من القرى الفلسطينية القريبة من القدس.
\r\n
\r\n
واعتبر عرفات ان باراك وضعه في موقف ضعيف عندما اعطى الاوامر من طرف واحد لانسحاب قواته من لبنان، وعندما اقترح التخلي عن الجولان، وقد طالب عرفات بمهلة اسبوعين لصياغة مقترحاته التي تضمنت الحصول على الضفة الغربية كلها تقريبا والسيادة على الحرم وعلى القدس الشرقية باستثناء الاحياء اليهودية وايجاد حل لمشكلات اللاجئين لا يتضمن التخلي عن حق العودة.
\r\n
\r\n
كان كل من عرفات وباراك يعتقدان بأن موقفه هو الاكثر وضوحا من موقف الخصم الامر الذي دعا كلينتون للاعتقاد بأن امكانية النجاح محدودة لكنه قام مع ذلك بتنظيم القمة لتجنب الانهيار الكامل لمسيرة السلام، حاول كلينتون في اليوم الاول اقناع عرفات بنسيان صدمات الماضي والتركيز على المستقبل وتشاور مع باراك حول المسائل الاكثر دقة، مثل الاراضي والاستيطان واللاجئين والامن والقدس.
\r\n
\r\n
باراك يعمد للتسويف
\r\n
\r\n
لقد سوف باراك في البداية، واراد اطالة القمة لعدة ايام، ولم يكن عرفات قد جاء ومعه قائمة بالنقاط الملحة للنقاش، وقد اعاد كلينتون هذا الى ان تلك هي المرة الاولى التي يخوض فيها عرفات مثل هذه المفاوضات، اذ كان يكتفي سابقا بانتظار افضل عرض اسرائيلي حول الموضوعات الاساسية، لكن هذه المرة، كان ينبغي على عرفات اذا اراد التوصل الى نتيجة ان يقوم بدوره بتقديم تنازلات، مع انه لا يحصل على جميع الاراضي المحتلة او على الحق الدائم بالعودة الى بلاد انكمشت مساحتها بشكل خطير، كذلك كان عليه ان يقبل فكرة ان اسرائيل كانت تخشى ان تكتشف اعداء لها شرق نهر الاردن، وان هذا كان احد هواجسها الدائمة.
\r\n
\r\n
كانت المهمة التي وضعها كلينتون في اليومين الاولين للقمة هي العمل بشكل يفكر فيه باراك وعرفات انطلاقا من الذهنية نفسها وكانت مادلين اولبرايت ودنيس روس وجمال هلال مترجم وزارة الخارجية الذي جعله كلينتون مستشارا له وبقية الفريق الاميركي قد بدأوا العمل مع نظرائهم في الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي، وكان اعضاء الوفود كلهم كما يتم وصفهم يتحلون بمزايا جيدة، فهم «وطنيون واذكياء ومجدون بالعمل وكان يبدو ان الجميع يرغبون مخلصين بالسلام.
\r\n
\r\n
وكان اغلبيتهم قد عرفوا بعضهم منذ سنوات مما سهل التفاهم والعمل كما سهل ذلك ايضا الجو غير الرسمي والأليف الذي تم ايجاده، حيث كان الرئيس كلينتون قد دعا بالاضافة الى الفريق المكلف في ادارته بالشرق الاوسط عددا من الاشخاص العاملين في البيت الابيض من اجل تسهيل اقامة الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي، كما ان تشلسي ابنة كلينتون، بقيت معه حتى النهاية كي «تثرثر» مع المدعوين وتساعده على تحمل ساعات التوتر الطويلة.
\r\n
\r\n
كانت وجبات العشاء تتم في جناح لوريل، حيث كانت توجد قاعة طعام وقاعة استقبال وقاعة مؤتمرات والمكتب الخاص لبيل كلينتون اما وجبات الافطار والغداء فقد كانت تتم من دون اي نظام محدد، وكثيرا ما شوهد اسرائيليون وفلسطينيون ينتهزون المناسبة من اجل الحديث في مجموعات صغيرة، ويتبادلون افكار العمل، بل ويروون احيانا قصصهم الشخصية او بعض الدعابات الطريفة، كان ابو مازن وابو علاء اقدم مستشارين لدى عرفات.
\r\n
\r\n
وكان الاسرائيليون يستهدفون ابو علاء بدعابات عديدة، من بينها ان والده بقي شابا اذ ان له وهو في الثالثة والستين من العمر آخ عمره ثماني سنوات فقط، اي اصغر من احفاد ابو علاء نفسه، ويشير كلينتون هنا الى ان ايلي روبنشتاين المستشار القانوني لحكومة باراك، كان يعرف طرائف اكثر منه، وانه كان يرويها بشكل افضل.
\r\n
\r\n
لكن اذا كان التيار قد «مر» بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي فإن الامر لم يكن نفسه بين عرفات وباراك. لقد حرص كلينتون على ان يكون مقر اقامتيهما بالقرب من مقر اقامته حيث كان يتحادث طويلا مع كل منهما، لكنهما لم يكونا يتبادلان الحديث ابدا، كان عرفات «يجتر» ما تعرض له من اذلال، ولم يكن باراك يريد ان يلتقي على انفراد مع عرفات، خشية ان يقال كالمعتاد بأن باراك يقدم تنازلات وعرفات لا يجيب بشيء.
\r\n
\r\n
ويقول كلينتون انه فهم باراك انذاك بشكل افضل ويصفه بأنه «ذهن وقاد وشجاع» ومستعد لتقديم قدر من التنازلات اكثر مما قدمه رابين حول القدس والاراضي المحتلة، لكن كان يصعب عليه ان يستمع الى اولئك الذين لا يشاطرونه الرأي، ان طريقته في التصرف تختلف بوضوح عن تلك السائدة في العالم العربي كما عرفته، ولا يتردد باراك في ان يجعل جميع الآخرين ينتظرون وعندما يكون هو مستعدا يتقدم بعرض ينبغي قبوله على الفور، لكن مستشاريه كانوا يتبعون من جهتهم طرقا اكثر تقليدية اذ يتعاملون بلطف وكياسة من اجل كسب ثقة كل طرف للآخر وعبر محادثات ومساومات طويلة.
\r\n
\r\n
ويرى كلينتون ان احدى العقبات التي كانت لا تسهل عمل فريقه تكمن في «المواجهة بين ثقافتين». وبعد تقديم عدة استراتيجيات للخروج من الطريق المسدود أمكن تحقيق بعض النجاح الصغير، المتمثل في تقسيم الوفدين الى مجموعات عمل صغيرة تقع على كل منها مهمة البحث في نقطة واحدة من المفاوضات. لكن للأسف لوحظ ان كل معسكر حدد لهذه المجموعات خطاً أحمر لا يحق لها تجاوزه.
\r\n
\r\n
وفي اليوم السادس للمفاوضات، ذهب شلومو بن عامي وجيلدشير، بموافقة باراك، الى ابعد من المواقف السابقة لاسرائيل على امل ان يكون هناك رد فعل من قبل صائب عريقات ومحمد دحلان العضوين في فريق عرفات، واللذين كانا، حسب اعتقاد الجميع، يريدان الوصول الى اتفاق. لكن الفلسطينيين لم يقترحوا مقابل هذه التنازلات الحدودية. ذهب عندها كلينتون للقاء عرفات، وكان مصحوباً بهلال كمترجم وبمال لكتابة المحظر.
\r\n
\r\n
دارت المقابلة في جو مشحون، وقال كلينتون لعرفات انه مستعد لإنهاء المحادثات مع الاعلان ان عرفات قد رفض التفاوض الا اذا اعطاه ما يمكن ان يرضي باراك الذي كان هو الآخر متوتراً لأن بن عامي وشير كانا قد ذهبا الى ابعد ما يمكن من التنازلات من دون الحصول على اي شيء بالمقابل.
\r\n
\r\n
وبعد لحظة، سلم عرفات رسالة الى كلينتون بدا فيها وكأنه يقول إنه في حالة حصوله على ما يرضيه حول القدس فسيترك لكلينتون تحديد المساحة التي ستكون مخصصة للمستوطنين الاسرائيليين. قام الرئيس الأميركي بتسليم الرسالة لباراك، وتحادث معه طويلاً، حيث انتهى الطرف الاسرائيلي الى قبول ان تلك الوثيقة كانت بمثابة نقطة انطلاق.
\r\n
\r\n
حصيلة الأيام السبعة
\r\n
\r\n
في 17 يوليو 2000، أي في اليوم السابع للمفاوضات، كاد باراك يفقد حياته حيث لم يستطع التنفس خلال اربعة ثوان بسبب ابتلاعه لحبة فول سوداني بشكل مغلوط إذ كان يأكل ويعمل في الوقت نفسه. لكنه عاد مباشرة الى العمل وكأن شيئاً لم يكن، بعد إخراج تلك الحبة من مجرى التنفس. أما محصلة الأيام السبعة من العمل فيلخصها كلينتون بالجملة التالية: «بصراحة لم يتحقق أي شيء واقعي» بالنسبة لنا منذ أسبوع في الوقت الذي كان فيه باراك يشتغل ويشغل فريقه في النهار وفي الليل.
\r\n
\r\n
وكما هو الأمر في جميع العمليات من هذا النوع كان هناك من يعملون وهناك من ينتظرون. وكان لابد من انتظار الى ما بعد منتصف تلك الليلة كي يأتي باراك لمقابلة كلينتون مصحوباً باقتراحات، لكنها كانت أقل اهمية من تلك التي كان عرضها بن عامي وشير. وعبر باراك عن رغبته في تقديم هذه الاقتراحات على انها عروض اميركية. لكن كلينتون رأى انه لا يمكنه ان يستجيب لطلبه، وقد قال له ذلك صراحة.
\r\n
\r\n
لقد استمر نقاشه مع باراك حتى الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل وعاد باراك لاستئناف الحديث عند الساعة الثالثة وخمس عشرة دقيقة، وانتهى الأمر بباراك الى ان اعطى كلينتون تفويضاً «على بياض» لوضع خطة اتفاق حول القدس لكن ينبغي ان يكون هذا يناسبه الى جانب التصديق على الاتفاقات الأولية التي كان بن عامي وشير قد توصلا لها مع نظرائهما الفلسطينيين. هكذا لم تكن تلك الليلة البيضاء بلا نوم دون فائدة، كما توصل كلينتون في تحليله. في صباح اليوم الثامن للمفاوضات استيقظ كلينتون وهو يعتريه احساس بالقلق الممزوج بالأمل.
\r\n
\r\n
القلق لأنه كان عليه الذهاب الى أوكياناوا باليابان للمشاركة في قمة الدول الثماني الصناعية. أما الأمل فقد كان مبعثه «شجاعة» باراك و«كفاءته» في اختيار اللحظة الأفضل. لقد أجل كلينتون سفره الى اليابان ليوم واحد، فذهب لرؤية عرفات الذي كان الاقتراح الجديد يضمن له عدة مكتسبات تتمثل في «91% من الضفة الغربية وشريط رمزي من الأرض قريب من غزة والضفة الغربية. وعاصمة في القدس الشرقية، والسيادة على الاحياء الاسلامية والمسيحية في المدينة القديمة .
\r\n
\r\n
وعلى ضواحي القدس الشرقية، والتنظيم والإدارة والمحافظة على الأمن في بقية الجزء الشرقي من المدينة. والحيازة من دون سيادة على الحرم الشريف. هذا العرض، كما يقدمه كلينتون لم يقبله عرفات لأنه لم يكن يريد عرضاً لا يمنحه السيادة على القدس الشرقية كلها، بما في ذلك الحرم الشريف الذي يشير الى انه طلب من عرفات التفكير.
\r\n
\r\n
كان عرفات يتذمر من العرض، وكان باراك شديد الغضب، فما كان من الرئيس كلينتون إلا أن اتصل بالعديد من القادة العرب كي يطلب دعمهم، لكنهم فضلوا جميعهم تقريباً الصمت خشية اغاظة عرفات. حاول كلينتون في اليوم التاسع ايضاً اقناع عرفات لكن عبثاً على الرغم من أن الاسرائيليين قد ذهبوا أبعد منه وحتى لم يكن يريد ان ان يعتبر عرضهم بمثابة قاعدة محتملة للنقاش بالنسبة للمستقبل. اتصل كلينتون من جديد هاتفياً بعدة قادة عرب.
\r\n
\r\n
وقد حاول الملك الاردني عبدالله والرئيس التونسي زين العابدين بن علي دفع عرفات للحكمة والتعقل، لكنهما أخبرا كلينتون بأن عرفات يخشى القيام بتسويات. لكن المحادثات كانت بصدد التلاشي بينما بدت الكارثة قريبة. وقد كان الطرفان يريدان حقاً الوصول الى اتفاق بحيث ان الرئيس كلينتون طلب متابعة العمل بانتظار عودته من أوكيناوا. لقد قبلوا ذلك لكن الفلسطينيين رفضوا العمل انطلاقا من العروض التي قدمها، وكانوا يقولون بأنه قد تم ابعادهم.
\r\n
\r\n
وعندئذ بدأ الاسرائيليون بالنفور، ويعترف كلينتون بأن ذلك كان جزئياً واضحاً الى درجة كافية مع عرفات حول الطريقة التي ينبغي أن تسير بها المحادثات أثناء غيابي». ويرى كلينتون انه كان قد ترك مادلين أولبرايت وبقية فريقه في وضع غريب، لقد دعت عرفات الى مزرعتها ورافقت باراك لزيارة أحد الميادين المشهورة لمعركة شهدتها الحرب الأهلية الأميركية، لكن هذه «التسالي» وعلى الرغم مما أبداه المعنيان من سرور بها لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة.
\r\n
\r\n
وكان شلومو بن عامي وامنون شاحاك، الجنرال السابق في الجيش الاسرائيلي، ومحمد دحلان ومحمد رشيد قد قاموا بمحادثات طويلة، لكن هؤلاء الأربعة الذين كانوا الأكثر حماساً في الوفدين، ورغم توصلهما الى اتفاق حول كل شيء، لم يستطيعوا اقناع قائديهما أبداً. بعد عودة كلينتون من اليابان استؤنفت المفاوضات وانقضت ليلة كاملة في نقاشات حول مسألة الأمن. ولكن في اليوم التالي انقطعت تلك المفاوضات تماماً عندما صرح عرفات انه دون «السيادة» والرقابة على «جبل المعبد» فإن القدس الشرقية لا تهمه.
\r\n
\r\n
وفي محاولة أخيرة اقترح كلينتون على عرفات ان يطلب من باراك سيادة كاملة على الضواحي الخارجية للقدس الشرقية وسيادة محدودة على الاحياء الداخلية و«الوصاية على الحرم الشريف». ومرة أخرى رفض عرفات العرض ايضاً فأعلن كلينتون عن نهاية المفاوضات. وقد جاء في الوصف الحرفي للمشاعر آنذاك كما جاء في نص كلينتون: «كان الحزن والاحساس بالحرمان يسيطران على الجميع، لاسيما وانه كان لدى المعسكرين مشروعات متشابهة لإدارة القدس، ولكن كان كل منهما يطلب السيادة عليها».
\r\n
\r\n
اعتراف بالفشل
\r\n
\r\n
قال كلينتون في الخطاب العلني الرسمي ان الطرفين لم يستطيعا التوصل الى اتفاق حالياً بسبب الابعاد التاريخية والدينية والسياسية للنزاع. ولم ينس أن يؤكد بأن عرفات قد أكد رغبته في السلام، ولكن باراك برهن على «شجاعة كبيرة ورؤية ثاقبة وذكاء كامل حول الأهمية التاريخية لهذه اللحظة». كما أشار إلى الاحترام المتبادل لدى الوفدين وإظهار كل منهما تفهماً للآخر بشكل لم يشهده كلينتون، كما يؤكد خلال السنوات الثماني التي أمضاها في البيت الابيض. ومن خلال نقاش المسائل الأكثر حساسية أدرك الأميركيون مطالب كل طرف وبدا انه ليس من المستحيل الوصول الى اتفاق قبل نهاية تلك السنة عام 2000.
\r\n
\r\n
كان عرفات يريد متابعة المفاوضات وأعلن عدة مرات أنه لم تسنح له الفرصة للتفاوض مع قائد إسرائيلي ومع وسيط أميركي لديهما هذا القدر من الرغبة للوصول الى السلام. مثل هذا الوضع جعل من الصعب على كلينتون فهم «جمود» عرفات. الأمر الذي يفسره بأنه ربما يعود الى عدم «هضم» فريقه للتسويات الرئيسية المطروحة أو ربما انهم كانوا يريدون رؤية الى أي مدى سيذهب الاسرائيليون قبل أن يلعبوا ورقتهم الأخيرة.
\r\n
\r\n
وبكل الحالات كانوا، أي الفلسطينيون قد زادوا من هشاشة موقع باراك في بلاده. ولذلك قال كلينتون في المؤتمر الصحافي عند نهاية المفاوضات وفي محاولة لطمأنة «الشعب الاسرائيلي» ان باراك لم يقم بأي شيء يمكن أن يعرض أمنهم للخطر، وانه يستحق عن جدارة اعجابهم. ولم يكن قد بقي لكلينتون ستة أشهر في البيت الأبيض.
\r\n
\r\n
وفي 25 سبتمبر 2000 وبعد أسابيع من الجهود التي بذلها الأميركيون، قام باراك بدعوة عرفات لتناول طعام الغداء عنده. وقبل نهاية اللقاء قام كلينتون بالاتصال هاتفياً وتحدث مع الرجلين اللذين ارسلافي اليوم التالي مفاوضين إلى واشنطن لاستئناف المحادثات انطلاقاً من النقطة التي وصلت اليها في كامب ديفيد. وفي 28 من الشهر نفسه دخل شارون إلى حرم المسجد الاقصى، «فناء مساجد» في تعبير كلينتون، الذي اشار بانها كانت المرة الاولى التي يخاطر فيها سياسي مهم بفعل ذلك منذ الاحتلال الاسرائيلي عام 1967. وكان موشي دايان قد وعد آنذاك بانه سيتم احترام الاماكن المقدسة.
\r\n
\r\n
وقد قال عرفات انه كان قد طلب من باراك التدخل لمنع شارون من القيام بتلك الحركة التي تعني التأكيد على السيادة الاسرائيلية على الموقع وتعزز مكانة شارون في معركته مع نتانياهو للسيطرة على حزب الليكود. وقد قال باراك لكلينتون بانه لم يستطع منع شارون من القيام بذلك العمل. وقد طلب كلينتون وفريقه من عرفات منع اي عنف وحيث ان ذلك يشكل فرصة جيدة للفلسطينيين كي لا يخضعوا للاستفزاز.
\r\n
\r\n
اما بالنسبة لكلينتون نفسه فقد حدد رأيه بالجملة التالية: «بالنسبة لي، اعتقد انه كان ينبغي استقبال شارون بالزهور من قبل الاطفال الفلسطينيين ويدعونه للعودة متى رغب ذلك عندما سيصبح حرم المساجد تحت السيطرة الفلسطينية». لقد قامت المظاهرات الفلسطينية في اليوم التالي وواجهها الاسرائيليون باطلاق النار. وقبل عشرة ايام من نهاية رئاسة كلينتون استقبل كلينتون عرفات في المكتب البيضاوي بالبيت الابيض، وقال له: «لم يبق له سوى عشرة ايام من اجل توقيع اتفاق».
\r\n
\r\n
وعلى حدة امسكه بذراعه وحدق به قائلاً: «لم يزل لدي فرصة لاقناع كوريا الشمالية بالتوقف عن انتاج الصواريخ طويلة المدى، لكن ينبغي علي ان اسافر إلى هناك لتوقيع الاتفاق. وبما انه سينبغي التوقف في كوريا الجنوبية والصين واليابان، فإن هذه الرحلة ستستغرق اسبوعاً على الاقل». كان كلينتون يدرك كما يؤكد انه كان ينبغي توقيع اتفاق لاعادة السلام إلى الشرق الاوسط قبل نهاية رئاسته وقد قال لعرفات انه قد بذل كل ما في استطاعته من اجل ان تكون للفلسطينيين دولة في الضفة الغربية وغزة من دون تعريض امن اسرائيل للخطر.
\r\n
\r\n
فإذا كان عرفات لم يكن يريد السلام، كان عليه ان يقول ذلك لكلينتون كي يذهب إلى كوريا الشمالية لوضع نهاية لتهديد آخر. وكانت اجابة عرفات كما عبر عنها كلينتون: «لقد ناشدني البقاء قائلاً بانه ينبغي علينا توقيع هذا الاتفاق، واذا لم يتم ذلك قبل مغادرتي لمنصبي فإنه قد تمضي خمس سنوات على الاقل قبل ان نكون قريبين من النجاح».
\r\n
\r\n
اليوم الحاسم
\r\n
\r\n
كان يوم 23 ديسمبر 2000 حاسماً بالنسبة لعملية السلام في الشرق الاوسط فبعد اربعة ايام سابقة من المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي دون نتيجة ادرك كلينتون وفريقه بانه اذا لم يتم تقليص النقاشات واعطاء الاولوية للتسويات الاكثر اهمية فإنه لن يكون ممكناً التوصل إلى اتفاق.
\r\n
\r\n
لذلك دعا كلينتون الفلسطينيين والاسرائيليين إلى البيت الابيض ووضع لهم الخطوط الاساسية التي يراها ضرورية لانجاز العملية.. والتي كان قد تم وضعها اثر النقاشات الخاصة منذ كامب ديفيد.. فإما أن يقبلوها خلال اربعة ايام وعندها يمكن الذهاب ابعد.. او ان كل شيء قد انتهى.
\r\n
\r\n
لقد قرأ كلينتون تصوره بهدوء كي يتمكن الوفدان من الكتابة، وقد طلب الرئيس الاميركي في «خطته» بالنسبة للضفة الغربية ان تتم اعادة 94% إلى 96% للفلسطينيين وبالنسبة للامن قال كلينتون بانسحاب القوات الاسرائيلية خلال فترة ثلاث سنوات واستبدالها تدريجياً بقوة دولية مع امكانية الابقاء على وجود اسرائيلي ضئيل في وادي الاردن لمدة ثلاث سنوات اضافية تحت رقابة القوة الدولية. ويمكن للاسرائيليين الاحتفاظ بنظام الانذار الاول في الضفة الغربية.
\r\n
\r\n
وفي احتمال وجود «تهديد» قريب ومؤكد لامن اسرائيل يمكن نشر قواتها في الضفة الغربية. اما الدولة الفلسطينية الجديدة فتكون «منزوعة السلاح» ولكنها تمتلك قوات امن كبيرة ولها السيادة على مجالها الجوي مع ترتيبات تسمح بتحركات وعمليات الجيش الاسرائيلي، وتكون هناك قوة دولية للسهر على حدود هذه الدولة.
\r\n
\r\n
وبالنسبة للقدس نصح كلينتون بان تكون الاحياء العربية في فلسطين واليهودية في اسرائيل وان تكون السيادة على حرم المساجد للفلسطينيين بينما تكون لاسرائيل السيادة على الجدار الغربي وعلى المنطقة «المقدسة» فيه. وبحيث لا يمكن القيام باية عمليات حفر تحت الجدار او تحت الحرم دون اتفاق الطرفين عليها.
\r\n
\r\n
وقرر كلينتون بالنسبة للاجئين ان تكون الدولة الفلسطينية هي وطن لاجئي عام 1948 ومن تلاهم بسبب الحروب اللاحقة ويمكن لاسرائيل ان تقبل بعضهم في حدود قوانينها وقراراتها السيادية مع اعطاء الاولوية للاجئين لبنان. ونصح كلينتون بضرورة ان تكون هناك مساعدة دولية للتعويض على اللاجئين ومساعدتهم على الاقامة في الدولة الفلسطينية. وينبغي ان يعترف الطرفان بأن في هذا الحل يستجيب لقرار مجلس الامن رقم 194.
\r\n
\r\n
واخيراً ينبغي ان يكون الاتفاق بمثابة نهاية للنزاع ولكل اشكال العنف.. وأوصى كلينتون بأنه يمكن لمجلس الامن ان يتبني قراراً جديداً ينص فيه على ان هذا الاتفاق، مع اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين يستجيب لمتطلبات القرارين 242 و338. وحدد كلينتون القول: ان خطته غير قابلة للتفاوض وانه قدم افضل ما لديه وعلى الطرفين التفاوض للوصول الى اتفاق نهائي. وبتاريخ 27 ديسمبر اعلنت الحكومة الاسرائيلية موافقتها مع بعض التحفظات التي امكن احتواءها عبر التفاوض.
\r\n
\r\n
واعتبر كلينتون ذلك قراراً تاريخياً قبلت فيه حكومة اسرائيلية السلام وقيام دولة فلسطينية على 97% من الضفة الغربية وكامل قطاع غزة. وكانت الكرة في ملعب عرفات، يقول كلينتون الذي يؤكد بأنه اتصل بأغلبية القادة العرب لطلب مساعدتهم. ولكن ذلك كان كله دون نتيجة.. الامر الذي يقول عنه كلينتون حرفياً لا اصدق دائماً ان عرفات كان قادراً على اقتراف خطئ جسيم كهذا.
\r\n
\r\n
ذهب كلينتون واسرته لقضاء رأس السنة الجديدة في كامب ديفيد، ولم يكن عرفات قد اعطاه اي جواب. فدعاه للمجيء الى البيت الابيض في اليوم الثاني. التقى عرفات قبل مقابلته بالأمير بندر بن سلطان وبالسفير المصري في فندقه حيث دفعاه كي يقول «نعم» كما نقل احد مساعديه الشباب وعندما التقى عرفات بكلينتون طرح عليه كل اشكال الاسئلة حول اقتراحه للاتفاق. وقد قبل ان تأخذ اسرائيل جدار «المبكى» لان له دلالة دينية، لكنه اكد بأن العشرين متراً الباقية ينبغي ان تعود للفلسطينيين.
\r\n
\r\n
فاجابه الرئيس كلينتون بأنه مخطيء وبأنه ينبغي ان تأخذ اسرائيل الجدار كله من اجل منع ان يتمكن احد من المرور بالنفق الذي تحت الجدار بقصد العبث بخرائب المعابد. كذلك طالب عرفات باعطائه «بعض المنازل» في الحي الارمني حيث كانت توجد الكنائس المسيحية. كذلك فعل عرفات كل ما في وسعه من اجل عدم التخلي عن حق العودة مع انه كان يعرف تماماً بأن ذلك مستحيل ولكنه كان يخاف ان يعاب عليه ذلك.
\r\n
\r\n
وقد ذكره كلينتون بأن اسرائيل قد وعدت باستقبال قسم من لاجئي لبنان، ولكنها لن تقبل وجود عدد كبير من الفلسطينيين يمكن ان يهدد السمة اليهودية، كما ان نسبة الولادات لدى الفلسطينيين أكبر مما لدى اليهود، وبالتالي لا يمكن قيام دولتين مستقبلاً فيهما اغلبيتين عربيتيين. ثم نظرا للمكانة المركزية لموضوع اللاجئين فإنه سيتم اخضاعه لاستفتاء شعبي، حيث يؤكد كلينتون بأه لا يستطيع دفع الاسرائيليين للموافقة عليه.
\r\n
\r\n
بدا عرفات مضطرباً احياناً وان الاحداث قد تجاوزته، وبأنه قد تعب بعد سنوات الحركة المستمرة مسافراً أو متخفياً. ويعرب كلينتون عن اعتقاده بأن أغلبية الشباب في فريق عرفات كانوا يريدون السلام وكان أبو مازن وأبو علاء يريدان ايضاً ولكن لايريدان معارضة عرفات.
\r\n
\r\n
خرج عرفات من عند كلينتون ولم يكن هذا الاخير يعرف القرار الذي سوف يتخذه بينما كان موقفه يوحي بأنه لن يوقع لكن لم يكن كلينتون يتصور بأنه يمكن للانسان ان يكون «مجنوناً» الى درجة ترك مثل هذه الفرصة تفوت. كان باراك يريد ان يذهب كلينتون الى الشرق الاوسط لكنه رفض ذلك قبل ان يعطي عرفات موافقته لاسرائيل على خطة كلينتون.
\r\n
\r\n
وفي النهاية التقى عرفات بيريز الذي كان قد سبق والتقى بصائب عريقات. لكن كان الطريق مسدوداً دائماً. ثم فشلت محادثات طابا في مصر، وقبل ان يترك كلينتون الرئاسة وخلال الحوادث الاخيرة، شكر عرفات كلينتون لما بذله من جهود، وقال له انه «رجل عظيم»، فاجابه كلينتون «سيادة الرئيس انا لست رجلاً عظيماً لقد فشلت، وأنا مدين لك بذلك».
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.