تؤكد فعاليات Purple Day الدور الرائد لكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة في الجمع بين البعد العلمي والطبي والمسؤولية المجتمعية. جاءت هذه الفعالية لتسليط الضوء على مرضى اضطراب كهربية المخ، الذين يحيط بهم الكثير من المفاهيم المغلوطة والوصم الاجتماعي. لم تكن الفعالية مجرد حدث رمزي، بل منصة حقيقية لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة وفتح حوار مجتمعي جاد حول دمج المرضى نفسيًا واجتماعيًا، بما يعزز جودة حياتهم ويدعم استقلالهم. تكتسب الفعالية أهمية خاصة في ظل التطورات الحديثة في الرعاية العصبية والنفسية، حيث يتطلب دمج التوعية المجتمعية مع التطوير الطبي رؤية متكاملة يشارك فيها الأطباء وطلاب الطب والمجتمع المدني. ومن هذا المنطلق موقع الفجر اجري هذا الحوار مع الدكتورة نيرفانا الفيومي، أستاذ ورئيس قسم أمراض المخ والأعصاب والفسيولوجيا الإكلينيكية للجهاز العصبي، وبالاشتراك مع الجمعية المصرية للصرع، للوقوف على دور الفعاليات في رفع الوعي، وبناء وعي مهني وإنساني لدى الكوادر الطبية، ورسم الخطط المستقبلية لدعم مرضى اضطراب كهربية المخ على المستويين الطبي والسلوكي. هذا الحوار يتجاوز الإطار الطبي التقليدي، ليضع الإنسان في صدارة الاهتمام، ويؤكد أن العلم المرتبط بالوعي المجتمعي قادر على إحداث تغيير حقيقي ومستدام. س: في ظل فعاليات Purple Day، كيف ترين تأثير التوعية المجتمعية على دمج مرضى الصرع اجتماعيًا ونفسيًا؟ في البداية، أتوجه بخالص الشكر لإدارة كلية طب قصر العيني بقيادة الدكتور حسام صلاح مراد، الذي أتاح هذه الفعالية ودعمها بقوة، إيمانًا منه بأهمية الدور المجتمعي إلى جانب الدور الطبي. كما أشكر فريق اضطراب كهربية المخ بالقصر العيني على المجهود الكبير المبذول، تحت إشراف كل من الدكتورة نيرمين عادل، والدكتورة نهي أبو كريشة، والدكتورة جيهان رمزي، والدكتورة ريهام شملول، والدكتورة لبنى الغنيمي، والدكتورة شيماء شعبان، والدكتورة شيماء حسين،والدكتورة دعاء مكاوي ، بالإضافة إلى عدد كبير من شباب الأطباء والعاملين، بالتعاون مع الجمعية المصرية للصرع. أرى أن التوعية المجتمعية حجر الأساس في دمج مرضى اضطراب كهربية المخ اجتماعيًا ونفسيًا. فعاليات Purple Day تسهم في كسر حاجز الخوف والوصمة المرتبطة بالمرض، وتحويله من حالة غامضة إلى حالة طبية يمكن التعايش معها. عندما يفهم المجتمع طبيعة الاضطراب، تقل مشاعر العزلة والنبذ لدى المرضى، ويشعرون بالأمان والدعم، مما ينعكس إيجابًا على صحتهم النفسية ويعزز ثقتهم بأنفسهم، وقدرتهم على الاندماج في الدراسة والعمل والحياة الاجتماعية. جامعة حلوان تحتفي بخريجيها من المشاهير ونجوم المجتمع جامعة حلوان تكريم رؤساء الجامعة على مدار 50 عاما خلال احتفالية اليوبيل الذهبى عاشور احتفال جامعة العاصمة باليوبيل الذهبي يعكس مسيرة حافلة بالإنجازات السيد قنديل: من جذور 1839 إلى جامعة المستقبل... العاصمة تقود الفن والعلم معًا محمد عبد اللطيف: جامعة العاصمة صرح علمي عريق يجمع تاريخ الإنجاز وطموحات المستقبل جامعة العاصمة استعدادات مكثفة لليوبيل الذهبي مجلس جامعة القاهرة يعلن عن نظام «ساعات المشاركة المجتمعية» جامعة العاصمة تطلق هاشتاج "ذكريات في جامعة حلوان" احتفالًا باليوبيل الذهبي جامعة العاصمة (حلوان سابقا) تحتفي 50 عامًا من العطاء افتتاح المبنى التعليمي الإداري الجديد بجامعة بورسعيد بتكلفة 283 مليون جنيه س: ما أبرز المفاهيم المغلوطة حول مرض الصرع التي تسعى فعالياتكم لتصحيحها، وكيف يمكن للمجتمع والأطباء تعزيز الوعي السليم؟ من أهم النقاط التي نحرص عليها تغيير المسمى من "مرض الصرع" إلى "اضطراب كهربية المخ"، لأن التسمية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل نظرة المجتمع. ومن أبرز المفاهيم المغلوطة أن الاضطراب مرض معدٍ، أو دليل على ضعف عقلي، أو له أسباب غير طبية، إضافة إلى الاعتقاد بأن المريض غير قادر على التعلم، أو العمل، أو الزواج. نسعى عبر الفعاليات إلى تصحيح هذه الأفكار من خلال التثقيف العلمي المبسط، القائم على الأدلة الطبية الحديثة. كما يلعب الأطباء دورًا محوريًا في نشر المعلومات الصحيحة، سواء بتوعية المرضى وأسرهم داخل العيادات، أو بالمشاركة في الأنشطة التوعوية والإعلامية بلغة واضحة وبسيطة، بما يسهم في بناء وعي مجتمعي حقيقي ومستدام. س: كيف تساهم مشاركة طلاب كلية الطب وأطباء الامتياز في بناء وعي مهني وإنساني مبكر، وما أثر ذلك على جودة الرعاية المقدمة للمرضى؟ مشاركة طلاب كلية الطب وأطباء الامتياز خطوة بالغة الأهمية في بناء وعي مهني وإنساني مبكر لديهم، خاصة فيما يتعلق بأنواع النوبات، وطرق تشخيصها، وأساليب الإسعافات الأولية. إدارة الكلية بقيادة الدكتور حسام صلاح تولي اهتمامًا خاصًا بأطباء الامتياز وطلاب الكلية، باعتبارهم أطباء المستقبل. من خلال هذه المشاركات، يتعلم الطلاب أن الطب لا يقتصر على التشخيص والعلاج، بل يشمل التعاطف، والتواصل الإنساني، وفهم البعد النفسي والاجتماعي للمريض. هذا الوعي المبكر يجعل الطبيب أكثر قدرة على الاستماع للمريض، وفهم مخاوفه، وتقديم رعاية شاملة تركز على الإنسان لا المرض فقط، مما ينعكس على جودة الرعاية الصحية المقدمة. س: في ضوء التطورات الحديثة في الرعاية العصبية والنفسية، ما أبرز المبادرات أو الخطط المستقبلية التي تطمحين لتطبيقها لدعم مرضى الصرع على المستوى الطبي والسلوكي؟ أطمح إلى تطوير مبادرات متكاملة تجمع بين الرعاية العصبية والدعم النفسي والسلوكي، وهو ما بدأ بالفعل داخل قصر العيني، حيث توجد عيادة وفريق متكامل لمرضى اضطراب كهربية المخ، مزود بأحدث الأجهزة التشخيصية، إلى جانب برامج علاجية متكاملة لكل مريض. كما أطمح إلى تعزيز برامج الدعم النفسي للمرضى وأسرهم، وإطلاق حملات تدريبية على الإسعافات الأولية أثناء نوبات اضطراب كهربية المخ داخل المدارس وأماكن العمل. إضافة إلى ذلك، نسعى للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، سواء من خلال المتابعة الرقمية أو برامج التوعية الإلكترونية، بما يساعد على تعزيز الالتزام بالعلاج وتحسين جودة حياة المرضى على المدى الطويل. يعكس هذا الحوار بوضوح أن التعامل مع اضطراب كهربية المخ لم يعد يقتصر على الجانب الطبي فقط، بل أصبح قضية إنسانية ومجتمعية متكاملة، تتطلب تضافر جهود الجامعات، والمؤسسات الطبية، والمجتمع المدني. لقد أكدت فعاليات Purple Day بكلية طب قصر العيني أن التوعية المجتمعية قادرة على إحداث تغيير حقيقي، وكسر الوصم الاجتماعي، وفتح آفاق جديدة لدمج المرضى نفسيًا واجتماعيًا. كما يبرز الدور المحوري الذي تلعبه جامعة القاهرة، بقيادتها الحكيمة، في دعم المبادرات التي تضع الإنسان في قلب العملية العلاجية، وتؤمن بأن بناء الطبيب يبدأ من بناء وعيه الإنساني قبل مهاراته العلمية. ومع استمرار هذه الجهود، واعتماد مبادرات مستقبلية أكثر شمولًا، يصبح الأمل أكبر في تحسين جودة حياة مرضى اضطراب كهربية المخ، وتمكينهم من ممارسة حياتهم بثقة وكرامة. إنها رسالة علمية وإنسانية في الوقت ذاته، تؤكد أن الطب المرتبط بالوعي المجتمعي يمكنه أن يكون قوة حقيقية للتغيير الإيجابي المستدام، ولإبراز دور الأطباء كقادة للتغيير الاجتماعي والصحي.