حملَ بائعُ التين ثماره ومضى إلى حيث يبيعُ لم يشتر الناسُ فى ذلك اليوم عاد بائعُ التين إلى بيته، ومرَّ يوم الثمرُ غالٍ والمواسمُ غابرة والسوقُ لا ترحم صارت الأيامُ أشجار عَطب كلما نَظَرَها تحسَّر على حديقته كيف تركها نهبًا لبذرةٍ واحدة. خيال وعندما زجَّ النومُ من الحلم.. نَهَض، وسألَ الخيالَ عن الأمل قال الخيالُ: لقد رحل السكانُ الأصليونَ مثلما انقرض الهنودُ الحُمرُ فى الجُزر الباذخة؛ كانت الأصابعُ ثعابينَ والقصائدُ لا ترمِّمُ سوى شعرائها وبينما يرشُّ الأخطبوط أحبارهُ يتمطَّعُ الليل والنَجْمُ يذوى مثل غيومٍ تستسلمُ للريح وليس سوى الدمعِ يجترحُ الشفتين؛ يتشظّى كشهابٍ تنثرهُ العينُ فى غرفة مظلمة.. وعندما زجَّ النومُ من الحلم سالَ الخيال؛ (وداعًا أيها النظام الفاسد، لقد جعلتنى ولدًا شقيًّا، ولدًا ضائعا؛ أنا الآن أتمكَّنُ منك، فوداعًا وداعا).