قبل أسابيع ذهب نائب الرئيس الأمريكى إلى إسرائيل، فاستقبله نتنياهو بانعقاد «الكنيست» لبدء تمرير قانون لضم الضفة الغربيةالمحتلة بموافقة نتنياهو وتأييده. وهو ما اعتبره نائب الرئيس الأمريكى «دى فانس» إهانة شخصية له لم يخفف منها تجميد النظر فى مشروع القانون بعد أن وصلت الرسالة «!!» الآن.. ومع إرسال الرئيس الأمريكى ترامب لمبعوثيه كوشنر ووتيكوف إلى إسرائيل فى محاولة لإزالة العوائق أمام التقدم نحو المرحلة التالية من اتفاق غزة وحل أزمة مقاتلى المقاومة العالقين فى رفح.. يتكرر المشهد بصورة أخرى، ويقوم «الكنيست» بتمرير القراءة الأولى لمشروع قانون إعدام الأسرى فى سجون إسرائيل بدعم حزب نتنياهو «الليكود» وباقى الأحزاب اليمينية المتطرفة، ويقوم الإرهابى بن غفير بتوزيع «البقلاوة» داخل المجلس النيابى احتفالًا بخطوة أولى نحو إقرار القانون بعد القراءة الثالثة خلال هذه الدورة النيابية فى إجراء يقول للعالم مرة أخرى إن إسرائيل ستظل دولة مارقة تنتهك كل القوانين حتى يتم ردعها ومحاسبتها على كل جرائمها فى حق شعب فلسطين والعرب والإنسانية كلها. مشكلة اليمين الإسرائيلى الحاكم فى إسرائيل أنه يدرك أن هذه الدورة البرلمانية هى الأخيرة التى يملك فيها السيطرة على «الكنيست» قبل انتخابات ستؤدى فى الأغلب إلى إنهاء هذه السيطرة، ولهذا يحاول تمرير أكبر قدر من التشريعات التى تغلق الطريق أمام الدولة الفلسطينية وتكرس السيطرة الصهيونية فى الأرض المحتلة ومشكلة نتنياهو أكبر.. فهو يريد بالإضافة لذلك أن يؤكد سيطرته على الحكم، وأن يواجه الاتهامات المتزايدة بالفشل، وأن يمضى فى سياسة لإبقاء «حالة الحرب» قائمة لأنه يدرك أن نهاية الحرب تعنى نهايته السياسية. يبقى استقبال القيادات الأمريكية فى إسرائيل لهذه القوانين المثيرة للجدل والمعادية للشرعية الدولية جزءًا من محاولة نتنياهو التأكيد لأنصاره وحلفائه أنه ماضٍ فى تنفيذ مخططات اليمين الفاشى حتى النهاية.. ورسالة لواشنطون بأنه مازال يملك الكثير من الأوراق التى يمكنه من خلالها تعطيل قرار إنهاء الحرب أو تقاضى ثمن أكبر لتمرير ما تم الاتفاق عليه!!.. كان لافتًا أنه بعد فاصل طويل من تأكيدات نتنياهو فى مواجهة المعارضة بأن قراره مستقل، عاد بالأمس ليقول إن أى قرار إسرائيلى بشأن غزة سيكون بالتوافق الكامل مع أمريكا«!!».. فى كل الأحوال ما يجرى فى كواليس السياسة هو الأهم من تصريحات رجل لا شيء ثابتًا عنده إلا أن استمرار الحرب هو وسيلته للبقاء فى الحكم والنجاة من الحساب!! أما ما سيبقى فى الذاكرة فهو أن نتنياهو كان يتباحث حول المرحلة الأهم من وقف الحرب، بينما كان حليفه بن غفير يوزع الحلوى احتفالًا بقانون همجى وعنصرى لإعدام الأسرى الفلسطينيين!!