أضطر «نتنياهو» للخروج من المستشفى مبكراً بعد الجراحة التى أجريت له، ليحاول إنقاذ الإئتلاف الحكومى الذى يرأسه من الانهيار، ذهب إلى البرلمان «الكنيست» ليواجه تمرد حليفه الإرهابى «بن غفير» ورفضه (مع نواب حزبه) تمرير الميزانية. فى النهاية تم تمرير أحد قوانين الميزانية بفارق ضئيل، وتجنب نتنياهو سقوط حكومته، لكن الانقسام أصبح واضحاً والتحالف اليمينى الإرهابى الذى يحكم إسرائيل بات أقرب إلى السقوط من أى وقت مضى!! على مدى سنوات، كان نتنياهو يحكم بحكومات تضم بعض أطياف الوسط «بمقاييس إسرائيل طبعاً» وكان حلمه أن يقود حكومة لا تضم إلا فصائل اليمين المتشدد، حتى جاءت الفرصة مع الانتخابات الأخيرة قبل عامين ليحصل على هذه الحكومة التى أدخلت إسرائيل فى أصعب أزماتها، وتفرغت لحروب الإبادة وبناء المستوطنات وارتكاب المجازر التى أصبح بمقتضاها نتنياهو نفسه مجرم حرب مطلوباً للعدالة الدولية، وأصبحت إسرائيل دولة مارقة تحاكم أمام العدل الدولية بجرائم الإبادة الجماعية، ولا ينقذها من العقوبات الدولية إلا موقف أمريكا التى تدفع ثمنه من مصالحها ونفوذها السياسى حتى بين أقرب الحلفاء!! من قبل أحداث 7 أكتوبر كانت حكومة نتنياهو تواجه معارضة قوية بسبب محاولة الهيمنة على كل مؤسسات الدولة بما فيها القضاء. وكان ثمن بقاء الحكومة حتى الآن هو توسيع نفوذ أكثر أعضائها تشدداً «الإرهابيان بن غفير وسيموتريتش» الآن ينفجر الخلاف بين الشركاء وتسود الفوضى فى «الكنيست» ويأتى نتنياهو من المستشفى لينقذ الحكومة بعد أن انضم «بن غفير» إلى المعارضة فى الهجوم عليها ورفض الميزانية. موقف بن غفير يأتى لرفضه تخفيض ميزانية وزارته المسئولة عن الشرطة ولهذا كان الصدام مع الحليف الأكبر له وزير المالية «سيموتريتش» لكن يبدو أن الخلافات أعمق بداخل الحكومة، وأن قبضة نتنياهو عليها تضعف، وأن «بن غفير» أصبح يرى أن انتخابات قريبة ستكون فى صالح حزبه الذى تقدر الاستطلاعات أنه سيضاعف عدد مقاعده البرلمانية فى الانتخابات القادمة. وعلى حساب حزب نتنياهو «الليكود» نفسه!! نجا نتنياهو وحكومته من السقوط مرة أخرى ، لكن حكم الإئتلاف بين زعماء عصابات الإرهاب اليمينية يتصدع، والموقف داخل حزب نتنياهو نفسه «الليكود» لم يعد يعكس السيطرة الكاملة لنتنياهو بعد الخلاف الشهير مع وزير الدفاع السابق «جالانت»، وزعيم المعارضة «لابيد» يقول إن سقوط الحكومة وشيك.. ونتنياهو مازال حتى الآن يملك الأغلبية لكنه تحول من «الملك بيبى» المتوج على عرش إسرائيل إلى رئيس حكومة تقاوم الانهيار.. ولكن إلى متى؟!