يستكمل الكيان الصهيونى جريمته الكبرى فى غزة بفرض الحصار على شمال القطاع وإقامة المذابح اليومية لمئات الألوف من المدنيين وتدمير كل أسباب الحياة، تمهيداً لفرض التهجير القسرى أو الموت جوعاً أو بقنابل العدو. يحدث ذلك وسط أحاديث دولية خجولة تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال بعض المساعدات من الغذاء والدواء، بينما تتجاهل الأساس وهو حرب الإبادة التى تمارسها إسرائيل بدعم من يتشدقون بالحديث الذى لايتوقف عن حرية الشعوب وحقوق الانسان!! ومع وصول وزير خارجية أمريكا «بلينكن» الى تل أبيب فى جولة جديدة من جولاته التى ساهمت فى وصول الأوضاع فى المنطقة إلى أخطر مراحلها.. يكتمل المشهد فى شمال غزة المحاصر بحدث آخر جرى بالقرب من الحدود مع الكيان الصهيونى، حيث كان نصف وزراء حكومة نتنياهو يقودون مؤتمراً لآلاف المتطرفين تحت عنوان «عودة الاستيطان إلى غزة»!! لم يكن بن غفير وسيموتريتش وحدهما هناك، كان معهما ما يقرب من عشرة وزراء آخرين وأضعافهم من أعضاء البرلمان «الكنيست». وكان حزب نتنياهو «الليكود» على رأس المنظمين للمؤتمر والحاشدين له والممثلين فيه على مستوى الوزراء والنواب فى إعلان خطير بأن الحزب الذى يقود الحكومة هو من يتزعم التطرف، وفى تأكيد جديد على أن ما يخطط له نتنياهو هو الاحتلال والاستيطان وليس أى شيء آخر!! يدعى نتنياهو أنه ضد الاستيطان فى غزة بينما يرسل جنوده لحصار شمال غزة وقتل سكانه، ويرسل وزراءه ليؤكدوا أن الاستيطان قادم وسيشمل كل شبر فى غزة!! وتشاهد أمريكا المذابح والمحارق التى تقيمها إسرائيل بالسلاح الأمريكى فتطلب من إسرائيل أن تسمح بدخول بعض شاحنات المساعدات وتعطيها مهلة ثلاثين يوماً حتى تستكمل المهمة وتواصل المذابح وبعدها ربما لن يكون هناك جوعى فى الشمال المحاصر والمهدد بالقتل أو التهجير!! ما يحدث فى شمال غزة مروع وفق كل الشهادات الدولية، لكن القادم يمكن أن يكون أخطر مع التوسع فى الحرب، وربما تحولها الى حرب شاملة. عودة الاحتلال والاستيطان وبدء التهجير القسرى لم تعد أحاديث مهاويس التطرف مثل بن غفير أو سيموتريتش. انها مخطط الحكومة وعقيدة أعضائها بمن فيهم «الليكود» برئاسة نتنياهو الذين يرفعون الصوت الآن بتهجير الفلسطينيين وعودة الاستيطان إلى كل شبر فى غزة كما يرددون الآن!! إسرائيل لن توقف الحرب إلا مرغمة، ولن تكون كذلك إلا بوقف تصدير السلاح اليها.. لعبة = اعطوا الفلسطينيين بعض الغذاء وامنحوا إسرائيل كل السلاح لقتلهم أصبحت مكشوفة وبالغة الانحطاط، والثمن فادح على كل من يشارك فيها!!