الاهتمام الحقيقى لنتنياهو هو الحفاظ على حكومته، ولو كان الثمن أن يعود المزيد من جنود الجيش الإسرائيلى فى نعوش، أو يقتل الرهائن بقنابل الطائرات الإسرائيلية، أو يتعرض وجود إسرائيل نفسه للخطر!!.. هذا ما تقوله المعارضة الإسرائيلية وأغلبية شعب إسرائيل ومظاهرات الغاضبين التى تتصاعد كل يوم. وما يؤكده نتنياهو نفسه بإصراره على قطع الطريق على كل محاولات إنهاء الحرب بما فيها ما تم بناؤه على مقترحات جاءت من إسرائيل وبموافقة نتنياهو نفسه!! يفعل نتنياهو كل شىء لإرضاء شركائه فى الحكومة من زعماء عصابات الإرهاب. ولا يرى أمانا له من السقوط إلا فى حماية التحالف اليمينى وأغلبيته البرلمانية، ويرفض كل عروض المعارضين لتأمين استمراره فى الحكم ليتخلى عن تحالفه مع بن غفير وسيموتريتش وينهى الحرب التى أصبحت تهدد إسرائيل بكل المخاطر. والآن.. يتعرض تحالف نتنياهو للتصدع. الخلافات بين زعماء عصابات الإرهاب تضرب الحكومة وتفرض على نتنياهو أن يسحب كل مشروعات القوانين التى قدمتها الحكومة للبرلمان «الكنيست» خوفا من التصويت ضدها من بعض أحزاب الحكومة، وهو ما يؤدى لسقوطها!! الأزمة الآن داخل تحالف التطرف، الإرهابى بن غفير يرفض مشروع قانون توظيف «الحاخامات» بمزايا كبيرة، بينما يصر حزب «شاس» الدينى على أن تمرير القانون شرط لبقائه فى الحكومة. اضطر نتنياهو لسحب مشروع القانون «وكل القوانين المقترحة من الحكومة» وبدا واضحا أن التعايش داخل الحكومة بين العصابات المتصارعة أصبح صعبا. هل بدأت قبضة نتنياهو تضعف بعد السيطرة الكاملة على الحكومة؟.. أم أن نمو تيار التشدد الدينى من ناحية وتيار اليمين الصهيونى التوسعى من ناحية أخرى يصعد بالصراع بينهما إلى المقدمة؟ فى كل الأحوال سيقاتل نتنياهو حتى النهاية للحفاظ على حكومته حتى ولو كان المقابل مزيدا من التشدد فى استمرار الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وحتى لو ارتفعت حدة الصدام مع المؤسسة العسكرية ومع وزير دفاعه «جالانت»، الذى يتهمه نتنياهو بالتنسيق مع المعارضة ضده. سقوط حكومة نتنياهو مازال مؤجلا، لكن التصدع داخلها بدأ. والأزمة لم تعد فقط أزمة حكم، بل أزمة إسرائيل ومصيرها الذى أصبح رهينة للصراع بين إرهاب.. وإرهاب آخر!!