استخدم نتنياهو حليفيه فى حكومة اليمين الفاشى بن غفير وسيموترتيش لأقصى درجة منذ بداية الحرب فى تعزيز موقفه المتشدد، وفى مراوغاته المستمرة لرفض أى اتفاق لإنهاء الحرب فى غزة وتبادل الأسرى، ثم عندما أدرك أن ترك مصير الحكومة رهينة لقرار حليفيه وتهديداتهما المستمرة بإسقاطها قام بضم غريمه السابق «ساعر» ومعه خمسة نواب إلى الحكومة ليصبح وزيراً للخارجية، وليرتفع عدد نواب الأغلبية الحكومية إلى 69 نائباً ، ويؤمنها من السقوط إذا استقال بن غفير وسيموترتيش!! ومن هنا جاء تصريح «بن غفير» الآن بأنه لا يستطيع وحده إيقاف الاتفاق الذى يعتبره كارثة ، ودعوته سيموترتيش إلى الانضمام له ليستقيلا معاً وربما بانضمام وزراء آخرين لهما كما يأمل . بينما يعلن «سيموترتيش» معارضته القوية للاتفاق المقترح، لكنه لا يهدد بالاستقالة ويحرص نتنياهو على أن يبقى سيموترتيش فى الحكومة حتى لو استقال «بن غفير» حتى لا تتوسع موجة الاستقالات خاصة أن هناك تمرداً داخليا فى حزبه «الليكود» ونواباً يعارضون أيضاً الانسحاب من غزة !! فى كل الأحوال.. مازال نتنياهو قادراً على تمرير الاتفاق داخل الحكومة وداخل «الكنيست» لكنه لا يريد أن يجد نفسه محتاجاً لأصوات المعارضة التى تعرض منذ فترة طويلة تأمين الاتفاق وتتعهد بعدم إسقاط الحكومة لا يريد نتنياهو ذلك لأنه يعرف أنه سيكون إيذاناً بسقوط التحالف اليمينى الذى يحكم به.. ويفضل أن يستمر هذا التحالف أو حتى يفقد «بن غفير» وحده وهو بالفعل يضمن موافقة «ساعر» وحزبه، ويعرف أن الاهتمام الحقيقى لحليفه «سيموترتيش» ليس فى غزة بل فى الضفة الغربية التى يعيش فى إحدى المستوطنات بها، ويتولى (بوصفه وزيراً للمالية وبوصفه أيضاً الوزير المسئول عن شئون الضفة فى وزارة الدفاع) الإشراف على التوسع الكبير فى الاستيطان .. ومن هنا سيكتفى بمعارضة الانسحاب من غزة ويطلب ثمن البقاء فى الحكومة مزيداً من المستوطنات فى الضفة الغربية وسيكون نتنياهو سعيداً جداً بدفع هذا الثمن.. ليس فقط لأنه يضمن البقاء فى الحكم ولكن أيضاً لأنه - فى الحقيقة- صاحب السجل الأسود فى الاستيطان ، ولأنه - حليفه سيموترتيش وأكثر !! يدرك أن قلب المعركة كان وسيظل فى الضفة والقدس المحتلة!! ودائماً مع نتنياهو تبقى المفاجآت واردة!!